شمس هذا اليوم تشرق إيذانًا بانتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك وتنبيهاً بأن فترة عملية جديدة قد بدأت، صحونا وقد توجه التلاميذ لمدارسهم في بداية الفترة الدراسية الثالثة والأخيرة لهم في هذا العام، وتوجه العاملون في الدُّور الحكومية إلى مكاتبهم بعد إجازة طويلة لم تكن بالحسبان فشكرًا لك أيها العيد هم قد ناموا ما استطاعوا وزاروا أقرباءهم وشبعوا وفرحوا وستتم الفرحة إذا وجد كل واحد منهم ظرفًا على طاولة مكتبه وقد كُتب عليه «بدل فلس» لأننا قد أنفقنا كل ما نملك في هذه العطلة السعيدة ويا ليتنا لو وقفنا في هذه العطلة وقفة تأمل وحاسبنا أنفسنا على طريقة سيرنا في الحياة وهل ما أنجزناه يرضي طموحنا أم أنه دون ذلك لأنه إذا لم نقف في هذه المساحة الزمنية الطويلة فلن نجد مثلها في الزمان القريب فنحن قد استنفدنا كل عطلات هذا العام.. ما لفت انتباهي في هذا العيد امتلاء الشوارع بالمارة وهذا يدل على أن الزيارات وصلة الرحم احتلت أرحب المساحات إلا أن معاناة المواصلات قد أفسدت بعضًا من سعادة المناسبة وهنا لاحظت اختفاءً تاماً لبصات الوالي الشيء الذي يوحي بأن الشركة قد منحت منتسبيها إجازة تماشياً مع الحدث وهذا أمرٌ غريب، فلما ارتضت الشركة أن تقوم بخدمة المواطنين كان يجب عليها أن تخدمهم وقت الحاجة، فمن المعروف أنه في أيام العيد يقوم أصحاب الحافلات بالعمل بين الولايات القريبة من العاصمة لنقل المعيدين خارجها بالإضافة لأنه لما نافست هذه الشركة المواصلات الداخلية قام بعض أصحاب الحافلات بنقل حافلاتهم للعمل في المواصلات الداخلية بالولايات الأخرى بعد أن «قنعوا» من خيرًا في الخرطوم مع بص الوالي وهذا ما قلل وجود الحافلات بالعاصمة لم ألتقِ بمن يفيدني رسمياً بسبب اختفاء بص الوالي لذا كتبتُ من استنتاجي فقط أن البص قد مُنح إجازة.. لماذا لا تقوم الشركة بإعطاء العاملين بها أجرًا إضافيًا ليقوموا بخدمة المواطنين حيث لم نسمع يوما أن شركة النقل الفلانية قد أجّزت ولا الرحلة الفلانية جوية كانت أم برية أو بحرية أُلغيت من أجل العطلة، لذا نرجو من الشركة أن تكون قدر المسؤولية وأن تراجع فقط سير شركات النقل في الدول الأخرى فقد تتعلم منها وقد نسمو أو نتقدم قليلاً فالأمم «فااااتو».. من المسؤول عن إهدار زمن المواطن في انتظار المواصلات وكبرى شركات المواصلات تتنصل من الخدمة والوالي يؤكد في مؤتمراته الصحفية أنه بعد عامين أو أقل ستختفي الحافلات الأخرى وسيوظف سائقيها في الشركة وسيعمل ويعمل.. ومعظم البصات التي جلبتها أخيراً السيد الوالي هي شبه منتهية الصلاحية تقبع في ورشة الصيانة بعضها تعطل قبل أن يعمل وبعض من الذي يعمل أصبح مثل «تاتا» الحاج يوسف أو ليبيا قديماً.. عندما كنا أطفالاً كنا نقرن لفظ «نعمل» باسم من يتحدث كثيرًا ولا ينجز وحتى لا نعود أطفالاً فنقول «الخضر نعمل» أنجز لنا بإصلاح خدمات المواصلات.