ابتدر والي شمال كردفان مولانا أحمد محمد هارون لقاءات دورية مع فعاليات وقطاعات الولاية الشعبية، وبلسان فصيح ومبين وبالأرقام والصورة التي توضح مراحل تطور مشروعات النهضة بشمال كردفان، وبحضور كل المقاولين والمستشارين العاملين في تنفيذ المشروعات حاول مولانا استعدال الصورة المقلوبة والرد على الاتهامات التي بدأ البعض يرمي بها حكومة الولاية، ويكيل التهم حول أموال النهضة وطريقة جمعها وحفظها وأوجه صرفها، فلا شك أن هناك مبررات أفرزت هذا الارتباك وأحدثت شللاً في أعصاب البعض من المتسائلين بعدما كانوا متفائلين، فمولانا نجح في امتحان المبادرة بحشد طاقات مجتمع الولاية، وابتكر أسلوباً ومنهجاً غير تقليدي في تجسير العلاقة بين الحكومة والمواطن، ولكن السؤال أين معاونوه في الأجهزة التنفيذية والسياسية من كل هذا الحراك؟! لا شك أن نفير نهضة شمال كردفان قد ضرب على وتر حساس وهو استمالة الناس لاستغلال قدراتهم ومواردهم بشكل سليم وقد كسب تعاطف جمهور الولاية ولكن هذه المشروعات كان المأمول أن ينفعل بها الجهاز السياسي قبل التنفيذي لأنها من أهم أدوات الخطاب السياسي، وكان يتوقع منه الوقوف في وجه من يتهمون مشروعات النهضة بالباطل، ولكن واضحاً أن الجهاز السياسي إما متخندق أو لا يعرف وبحاجة إلى تنوير، أما أزمة مشروعات النهضة الأكثر خطراً تكمن في ضعف وخواء إعلامها الذي سجل غياباً كاملاً عن كل تحركات المشروع واكتفى بحضور المناسبات العامة في الخرطوم، ولكنه لم ينقل للرأي العام مراحل تطور وتنفيذ فكرة النفير وأصبح مولانا وحده يقاتل في كل الجبهات حتى بح صوته وكادت قواه تخور. فإذا كانت القضية متعلقة بشخص فهو قادر بحنكته المعهودة أن يدافع عن نفسه، ولكن المشروع له شركاء وهم المجتمع والحكومة وحزبها، غير أنهم غياب لماذا لا أدري؟؟ هؤلاء لم يسجلوا غياباً عن التعريف بمشروعات النهضة فقط بل تواصل غيابهم وامتد حتى إلى اللقاءات التي تعقد ناهيك عن الرد على الذين أعمتهم الخصومة السياسية أو الطمع السياسي وجعلهم يضحون بمكاسب المواطن من أجل تحقيق رغبات وطموحات شخصية. وأنني هنا لست في مقام المدافع عن شخصية أحمد هارون، ولكن الأمانة تقتضي إنصافه في اجتهاداته وإبراز ما رأيناها حقيقة ماثلة في مدينة الأبيض وملامح التنمية الحقيقية في الرهد وبارا وبقية الولاية ومن الأمانة أن نشجع أصحاب الأفكار والمبادرات بدلاً من خذلانهم وجرهم إلى الخلف فليس مقبولاً ان نرى نهضة في مسجد الأبيض الكبير ونسأل عن الذي بنى المسجد ومصدر ماله إن كان رجلاً خيراً أم ضمن أموال النهضة فمثل هذه المواقف المختلة ستحدث تشويهاً في الصورة الذهنية لدى المواطنين وتشكل غبشاً في الرؤية الكلية لكل العمل النهضوي الذي انتظم الولاية ومنظور لكل من يأتي الولاية إلا من كان من جيل التنموية ومن الذين ارتكبوا أخطاء في حق شعب كردفان أن يسلط المجلس التشريعي الولائي الضوء على هذه المشروعات تقويماً ومراجعة فهذه إيجابية كبيرة منه جهاز رقابي حيث طاف أعضاء المجلس على كل المشروعات وأداروا حواراً مباشراً مع المقاولين المنفذين والمستشارين فقد كانت هناك ربكة فى التنسيق ما بين وزارة التخطيط الولائي والمقاول والاستشاريين وهي باحة إلى مراجعة لأن المهندس المسؤول من قبل الوزارة بقول لا توجد خرط فنية للمشروع ولا يوجد تنسيق في العلاقة ما بين أطراف المشروع وهذا حسب قوله أحدث خللاً وهو بحاجة إلى مراجعة. وكنت حاضراً النقاش الذي دار بين النواب والمهندس أبو كلام وكان المتوقع أن يرد الوزير وهو موجود لكنه آثر الصمت وحاول إيقاف المهندس أكثر من مرة إلا أن محاولاته باءت بالفشل.. «هل حديث المهندس التابع للوزارة هو حديث الوزارة» الغائبة عن كل محفل في ظل التحدي الكبير الذي يقوده أحمد هارون وحكومته يجب أن يتفرغ الجميع لإنجاب جيل جديد في جدية أحمد هارون يحلم بحلمه ويعمل بهمته كما أن المطلوب بإلحاح أن يسرع معه طاقمه التنفيذي بذات همته لأن «الفرقة» كبيرة بينه وبعض وزرائه الذين أشفق عليهم من الهزيمة إذا لم يحسنوا المشي خلف مولانا ويحاولوا تقصير المسافة بينهم وبينه فهماً وإدراكاً وإحساساً بالمسؤولية.. فهل يستطيع هؤلاء أن يقاسوا مرارة وتحديات مشروع النفير وقيادته إلى نهايته في ولاية تعاني كل شيء نقصاً في المياه وانعداماً للطرق الداخلية المعبدة والرابطة بين مناطق الإنتاج والمستشفيات المؤهلة كما أنها مهددة بزحف صحراوي كبير أثر على استقرار منتجاتها الزراعية الحيوانية إلى جانب الهجرة الهائلة من الريف إلى المدن ويصرف مواطنوها الملايين في سبيل الخدمات!!