فى كردفان صور شتى بحاجة الى استعدال ونهضة و «نفضة» .. التنمية والإنسان والاقتصاديات كلها تفاصيل تنتظر من يتقيها شر القعود ويأخذها ويقفز بها فرحة تمرح وتتسلق العلا متناسية صور الماضي الغرير الأرعن.. المشكلة لا تقتصر على شمال كردفان وهي ليست وحدها التى تعاني وإن بادرت واختطت أنموذجاً متقدماً للشراكة ما بين الجهدين «الرسمي» «والشعبي»، وانتهجت مساراً فى تحقيق تطلعات المواطنين فى التنمية والخدمات اختلف الناس حوله او اتفقوا، وسمته نفير النهضة بتفاصيله المعروفة وما صدر عنها من قرارات رئاسية، فالمآسي تشمل جغرافية كردفان الكبرى.. جنوب كردفان هدتها الحرب وغرب كردفان أقعدتها الخلافات وضعف التنمية وسنوات الغياب، فمشهد أهل شمال كردفان وهم يعلنون النفرة للنهضة مستفز ومحرض لكل كردفاني تحدثه نفسه بالغيرة عليها، نعم بعض المحرضين والمتوجسين من الماضي يظنون أن ذاكرة الناس فى كردفان تحتفظ بكثير من المبادرات قامت ثم لم تستمر ففشلت، وهو ما جعل الكثيرين يقررون التراجع عن اية مجموعة تخطط لعمل جماعي ويفضلون الصمت، فشباب كردفان كانوا ومازالوا من أكثر المتوجسين، لكنهم الأكثر شجاعة فى الاقتحام والتحذيرمن عواقب الخذلان، وما يلحقه من تطورات، وبذات شجاعتهم تنادوا إلى فكرة ارتفعت فيها الأصوات والحوار والنقاش، فقط لأنهم المكلومون والموجوعون بفقدان المبادرة ونيران الحرب ولهيبها، وهي مبادرة تنادى لها نفر من قيادات شباب كردفان الكبرى للقيام بدور إسنادي في استنباط وابتكار الوسائل الشبابية المناسبة لتعبئة واستقطاب مساهمات الشباب فى كردفان وأصدقائهم من كل السودان مؤسسات وافراداً وكذلك الخيرون من داخل وخارج السودان ما امكن ذلك اتساقاً مع جهود ومهام اللجنة العليا للإسناد التى شكلها رئيس الجمهورية بالقرار رقم «27» لسنة 2014م، وقد قررت اللجنة ان يكون يوم السبت الثامن من فبراير موعداً لانطلاق نفير الشباب باحتفال يشهده رجالات الدولة فى المركز والولايات ورموز المجتمع.. نعم توافق عدد مقدر من شباب كردفان الكبرى على نفير شبابي يسعى لإنجاح مبادرة نهضة ولاية شمال كردفان ودعهمها كمشروع اول وضربة بداية للانطلاق نحو كردفان الكبرى بمبادرات شبابية للتنمية والسلام الاجتماعي والاستقرار السياسي واستخدام طاقات الشباب في الاتجاه الايجابي، وهي خطوة وجدت مباركة من ولاة كردفان الثلاثة باعتبارها مبادرة إسناد، فتكونت لجنة وكلف كاتب «هذه الزاوية» برئاستها وثلاثة رؤوساء مناوبون، وهم رجل الاعمال الشاب ياسر عبد الله الحسين عن غرب كردفان، ورجل الأعمال الشاب حسن أحمد حمد عن شمال كردفان، الى جانب الشاب النشط المعز مجذوب الخليفة عن جنوب كردفان، كما أسندت مقرريتها للشابين الصافي سالم وحيدر أحمد فضل الله.. وقد عقدت اللجنة اول اجتماعاتها وتمخضت عنه عدة لجان متخصصة، يشرف عليها شباب نيرون كالنجوم، وباشرت اللجان أعمالها وبذلت جهداً كبيراً فى الحوار حول الفكرة وآليات تنفيذها وتهيئة المناخ العام امام شباب كردفان للمشاركة بفعالية فى إنجاح المبادرات، حيث اكد الجميع ضرورة وحدة الكيان الشبابي الكردفاني تحت غطاء كردفان الكبرى جغرافية ومجتمعاً بعيداً عن المسميات الحزبية والجهوية وأهمية العمل على تعميم تجربة شمال كردفان على الولايتين الأخريين غرب وجنوب كردفان، وللجان الحق فى الاستعانة بلجان فرعية وما تراه مناسباً من الشخصيات والقيادات الشبابية فى سبيل تنفيذ الفكرة، وأن تستوعب اللجان أكبر عدد من الشباب والطلاب بجميع تخصصاتهم المهنية لتعميم الفائدة، كما ركز الجميع على ضرورة الابتعاد عما يفرق والعمل على ما يجمع كيان شباب كردفان، وان تكون كلمة «النهضة» هي العبارة المفتاحية لشباب كردفان الكبرى التى يلتقون عندها ويعملون لها بشفافية ووضوح، وفتح المجال لكل من يريد المساهمة بماله وفكره وجهده بلا استثناء سواء أكان سياسياً أو غيره، والأهم من هذا كله الذي أصر عليه أصحاب المبادرة الشبابية وهو تسخير الخطوة وتطويرها فى اتجاه تحقيق مكاسب مستقبلية لشباب كردفان الكبرى الذين هم فى امس الحاجة الى الوقوف الى جوار قضاياهم الملحة، فلا بد من تحية لأصحاب المبادرة أولاً الذين حاولوا تلافي الوقت والتناقض الذي أجلسنا طويلاً.. شكرًا للشباب: رجل الاعمال محمد الحسن الخريسي، والمحامي الفاضل آدم سليمان، والطيب خريف، وخالد إسماعيل، وخالد بخيت، والصالح محمد، وحسين طبيق، والصالح محمد الصالح، ولكل العقد.. وشكر أخص للإخوة فى ولايات كردفان الذين رحبوا بالفكرة ودعموها، والى صاحب المبادرات مولانا أحمد هارون، ورئيس المجلس الاعلى للشباب بالولاية المثابر الدكتور حبيب الله المحفوظ الذي ظل قريباً من المبادرة وشرف اول اجتماع لأصحابها، وشارك بفعالية فى الحوار والنقاش.. كما نحيي ذلكم الشعلة الأخ عبد الله محمد على بلال عضو تشريعي شمال كردفان ومقرر اللجنة العليا للنفير الذي لم يبخل بوقته على اللجنة، وكذلك تحية خاصة للأخ والى غرب كردفان اللواء احمد خميس، وكذلك والى جنوب كردفان المهندس آدم الفكي الذين باركوا المسعى الشبابي وأعلنوا دعمهم له حتى النهايات. ويبقى التحدي الأكبر أن ثمة تحديات تتطلب من الجميع القفز عليها لأجل تحقيق أهداف هذه اللجنة، وأن تكون مساهمة شباب كردفان الكبرى بكل شرائحهم فى نفير نهضة شمال كردفان واضحة ومشرفة، حتى تمكن أصحاب المبادرة من وضع رؤية متكاملة لعملية الإسناد لكل ولايات كردفان التى تختلف أولوياتها بعض الشيء، لكن جوهر قضاياها وهمومها واحدة، وحتى يحدث التغيير المنشود لا بد من إرادة وعزيمة تسهم على الأقل في إعادة صياغة الكيان الشبابي من خلال العمل المتدرج والممنهج في التدريب والتأهيل وحشد الطاقات والتواصل ووضع البرامج، والتنسيق مع حكومات ومجتمعات كردفان وفعالياتها المختلفة.