واجهت شريحة المعاشيين بالسودان في الآونة الأخيرة العديد من التحديات والكثير من التعقيدات سوى تعلق ذلك بصرف الاستحقاق المعاشي أو تعلق بزيادة قيمة هذا الاستحقاق وسط زحمة الزيادات الأخرى المتعلقة بالأسعار للسلع الاستهلاكية المختلفة، ولم يكن معاشيي الولاية الشمالية بمنأى عن ذلك فقد كانوا يخسرون نصف معاشهم من أجل الوصول إلى مقر المعاشات بدنقلا من المحليات الاخرى، وبعد إسناد أمر صرف المعاشات إلى إحدى الشركات تنفس المعاشيون الصعداء وهم يصرفون معاشهم من مواقعهم بعد افتتاح مكاتب فرعية لهذه الشركة بمحليات الولاية الشمالية المختلفة، وفي وقت كان يعاني المعاشي كثيراً من أجل استلام ومتابعة استحقاقه وتأخيره رأت الهيئة النقابية لعمال التربية بالولاية الشمالية أن تبادر بإزالة هذه العقبات عبر الاهتمام المتعاظم بشريحة المعاشيين من منسوبيها (المعلمين) فنظمت عبر صندوق دعم المعاشيين الاتحادي احتفالاً وزعت من خلاله (مزية) الصندوق للمتقاعدين للمعاش للعام 2014م بتكلفة بلغت حوالى الثلاثة مليارات جنيه.. والمزية هي عبارة عن دعم للمعاشي من مبلغ يستقطع منه ويرد له من قبل الصندوق بقيمة حوالى (27) ألف جنيه عندما يتقاعد للمعاش بالنسبة لمعاشيي وزاره التربية والتعليم، وقد أنٌشئ هذا الصندوق في بداية تسعينيات القرن الماضي، وقد شرف الاحتفال بالحضور وزيرة التربية بالشمالية هويدا إبراهيم، بالإضافة إلى مسؤولي الاتحاد وممثلي الصندوق وممثلي المعاشيين من الوحدات الإدارية المختلفة بالشمالية. رئيس الهيئة النقابية بالشمالية الطاهر إبراهيم فضل المولى، أوضح لدى مخاطبته للحضور أن هذا الاحتفال يأتي بعد مجهودات جبارة بذلتها الهيئة النقابية مع الجهات المختلفة لإعطاء المعاشي مستحقه بمجرد تقاعده للمعاش حتى لا يفقد المبلغ قيمته، مشيراً إلى سعي الهيئة النقابية إلى رفع طبيعة العمل للمعلمين من (30% إلى ما لا يقل عن 50%)، مستبشراً باكتمال العمل بمستشفى المعلم بدنقلا والذي شارف على الانتهاء بتكلفة قدرها (15) مليار جنيه، واستعرض رئيس الهيئة النقابية بقية المشروعات الاستثمارية للنقابة والتي يعود ريعها للمعلمين موضحاً أن (مطبعة صندوق المعاشيين) تعمل بكفاءة عالية وهي تعمل في طباعة الكتاب المدرسي ومن المتوقع دخولها في مجال طباعة الصحف السيارة قريباً، وأضاف (أن استقرار صرف المرتبات بالشمالية انعكس أثره على نتائج شهادة الأساس بالولاية والتي تفوقت الولاية فيها علي نفسها لأكثر من ثلاثة عشر عاماً على التوالي وهي تحرز المرتبة الأولى في امتحانات شهادتي الأساس والثانوي على مستوى السودان مشيراً إلى أن الشمالية تعتبر أكثر الولايات استقراراً في صرف المرتبات الأمر الذي ساهم في استقرار العام الدراسي والذي جاء بنتائج مشرفة للولاية)، وأعلن رئيس الهيئة النقابية عن بداية صرف البديل النقدي للمعلمين الذين تم استيعابهم في العام (2012م)، اعتباراً من شهر مايو الجاري، كما أكد على تعافي صندوق دعم المعاشيين من الأمراض التي تلبثت به في الأعوام السابقة والتي تمثلت في تأخير دفع (مزية) المعاشيين من عام إلى آخر، من جانبه أوضح ممثل الاتحاد المهني بالولاية محمود البكري أن شريحة المعاشيين انتقلوا من خدمة المجتمع عبر الوزارة إلى الخدمة المباشرة لهذا المجتمع من مواقعهم المختلفة، مشيداً بما بذلوه من مجهودات طيلة سنين عملهم حيث استطاعوا إخراج الأجيال من ظلمة الجهل إلى أنوار العلم والمعرفة، إلى ذلك فقد جددت وزيرة التربية بالشمالية هويدا إبراهيم اهتمام وزارتها بهذه الشريحة التي قدمت عصارة جهدها في سبيل نشر العلم بين أفراد المجتمع مشيده بمجهودات النقابة في دفع استحقاق المعاشيين في الوقت المحدد، كما هنأت منسوبيها من قيادات الحقل التعليمي بالنتيجة المشرفة التي حققتها الولاية في امتحانات شهادة الأساس مؤخراً، معلنة بداية العام الدراسي في موعده والذي تحدد له الحادي عشر من مايو الجاري وأضافت (تم الأخذ بالأسباب في الاستعدادات المختلفة للعام الدراسي الجديد من توفير للكتاب المدرسي وتدريب المعلمين وتهيئة البيئة المدرسية وغيرها من الترتيبات)..إلى ذلك وفي الاستطلاع الذي أجرته (الإنتباهة) وسط شرائح متعددة من الحقل التعليمي رحب العديد منهم بالخطوة التي قام بها صندوق دعم المعاشيين والمتمثلة في توزيع (مزية الصندوق)، مع بدية كل عام جديد مشيرين إلى أن ذلك سيمكن المعاشي من متابعة بقية استحقاقه بين المركز والولاية، وأوضح الأستاذ/ عبد اللطيف العطاء مدير التعليم بواحدة من محليات الولاية أن هذا الصندوق يقوم بدور هام لدعم المعاشيين عندما يترجلون وتقف مرتباتهم ويقدم لهم الصندوق دعماً حتى يزاولوا بقية عملهم بكل سهولة ويسر ولتسهل عملية استثمار استحقاقهم بالصرف المبكر لهذا الاستحقاق، موضحا أن الصندوق يدعم المعاشي علي شقين الولائي (12) الف جنيه والاتحادي (15) الف جنيه لتصبح جملة المبلغ (27) الف جنيه، والتي من شأنها أن تجعل المعاشي يعيش حياه كريمة بعد ترجله من قاعات الدروس إلى ميدان الحياة الفسيح.