انتفض كاللديغ وألقى بالصحيفة التي كان يتابعها بجنون قبل أن يجلس قبالتها ويقول: (ليه عشان أيه ما طول عمرك مرتاحة في الأرشيف جاية لاحقاني في الحسابات عشان شنو). رشقته بنظرة مستفزة باردة قبل أن تكمل فنجان قهوتها وتضعه في الصينية وتحملها.. لم يحتمل التصرّف البقري الذي حدث أمامه فزأر خلفها: (تعالي هنا أنا بتكلم معاك لسه).. نظرت إليه من أعلى كتفها.. كانت تعلم أنها جامعية بدرجة تفوق درجاته وانتقالها يعني أن تكون مديرة المكتب.. دفنت نفسها في الارشيف إرضاءً لجنونه منذ زواجها قبل أن تنفض الغبار عن رأسها وتطلب نقلية أطاشت صوابه قبل التنفيذ.