بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور    أهلي القرون مالوش حل    مالك عقار – نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي يلتقي السيدة هزار عبدالرسول وزير الشباب والرياض المكلف    بعد رسالة أبوظبي.. السودان يتوجه إلى مجلس الأمن بسبب "عدوان الإمارات"    السودان..البرهان يصدر قراراً    وفاة وزير الدفاع السوداني الأسبق    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    أزمة لبنان.. و«فائض» ميزان المدفوعات    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    اجتماع بين وزير الصحة الاتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    شاهد بالفيديو.. خلال إحتفالية بمناسبة زواجها.. الفنانة مروة الدولية تغني وسط صديقاتها وتتفاعل بشكل هستيري رداً على تعليقات الجمهور بأن زوجها يصغرها سناً (ناس الفيس مالهم ديل حرقهم)    شاهد بالفيديو.. قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل يكشف تفاصيل مقتل شقيقه على يد صديقه المقرب ويؤكد: (نعلن عفونا عن القاتل لوجه الله تعالى)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    استهداف مطار مروي والفرقة19 توضح    حملات شعبية لمقاطعة السلع الغذائية في مصر.. هل تنجح في خفض الأسعار؟    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيناريوهات.. نقد ساخر
معاش.. ما معقول!
نشر في الرأي العام يوم 23 - 05 - 2008

إستيقظ (أستاذ خلف الله) فى صباح ذلك اليوم على صوت زوجته (صفية) وهى داخل المطبخ تعد فى (شاى الصباح): - معاشكم ده صرفو ما قرب؟ البيت ليهو إسبوع (فرطاقه) ما فيهو فرك (أستاذ خلف الله) عينيه متثائبا ونهض جالسا على السرير، قام بزح التربيزة الخشبية الصغيرة التى أمام السرير جانبا بعد أن قام بلبس (نضارت النظر) ثم بدأ فى ضبط موجة الراديو (الترانسستر) على إذاعة أم درمان حتى لا تفوته نشرة (الصباح) أو (نشرة الوفيات) كما كان يسميها. وهو فى طريقه نحو (الحمام) إستند (أستاذ خلف الله) على ضلفة شباك شباك المطبخ المفتوحه وقال مخاطباً (صفية): .................................................................................................................................. - قلتى ليا المعاش مالو؟ - قلت ليكا معاشكم ده بيصرفوهو ليكم متين عشان البيت ليهو أسبوع عدمان (الفرطاقه)؟ - والله يا صفيه على كيفهم مرة يوم سته فى الشهر مرة يوم عشرة ، ما معروف - عليك الله ده هسه إسمو كلام بعتو عمركم ده كلو عشان القريشات دى وكمان يقعدو يماطلوكم فيها؟ - والله يا صفيه القروش دى التقول الجماعه ديل مدننا ليها صدقه وما إستقطعوها مننا - يصمت ثم يواصل - إنتى فى ده كدى أمشى الحمام وأجى أحكى ليك!! بعد دقائق قضاها (أستاذ خلف الله) فى الحمام عاد ليجد (صفيه) وقد وضعت أمامه (كبايت الشاى) الأحمر - (السكر) بتاعك بتاع (السكرى) خلص الليله أخت ليك معلقه صغيرونيه من السكر العادى ده - خلاص ختيها نعمل شنو؟ فى هذه اللحظة يسمع صوت عربه تتوقف قرب الباب ثم بعد برهة قليلة يدق الباب ، تتجه حاجه (صفيه) لتفتح الباب بعد أن تقوم بإرتداء الطرحه التى كانت على كرسى المطبخ ، تقوم بفتح الباب تفاجأ بوجود عربه ذات لوحات حكومية صفراء وأخرى عربه (كوريه) حمراء صغيرة ثم عددا من العربات الصغيرة الجديدة الأخرى التى تصطف فى صف طويل وشاب صبوح الوجه يرتدى بدلة سفارى ذات لون (كاكى فاتح) ونظارة (شمسية بنيه) يخاطبها قائلاً: - السلام عليكم يا حاجه - أهلا يا ولدى - لو سمحتى يا حاجه ده بيت الأستاذ (خلف الله فضل)؟ - أأى بالحيل - ممكن لو سمحتى بس تندهيهو لينا - أيوه ممكن يا ولدى دقيقه واحده يخرج أستاذ (خلف الله) مرتديا سروالاً طويلاً و(عراقى بلدى) ممزقاً عند الكتف الأيمن بصورة لا تخطئها العين - مرحب أهلا وسهلا إتفضلو - لا شكراً يا أستاذ شكرا جزيلا الحقيقه نحنا مستعجلين شويه لانو مفروض نغطى كل المعاشيين فى المنطقه بتاعتكم دى - (فى إستغراب): إنتو من المعاشات؟ - أيوه يا استاذ و... - (مقاطعاً): شنو قررتو تجيبو لينا المعاش لحدت البيت ولا شنو؟ - والله يا حاج (الدوله) أخيراً ممثلة فى (وزارة المعاشات) قررت تجازيكم على عمركم الأفنيتوهو فى خدمة البلد دى وتديكم الوضع المفروض يكون - طيب إتفضلو كدى جوه شويه - والله يا حاج ما بنقدر عندنا لفه على كل المعاشيين الفى منطقتكم دى ، شوف يا أستاذ معالى السيد (وزير المعاشات والضمان الإجتماعى) قرر إنو يمنح كل واحد من المعاشيين عربيه (أتوس) هديه عشان يتحرك بيها لأنو الحركه بقت يا دوبك وكمان يدوهو (فيلا) جاهزة فى (مخطط المعاشيين) فى شارع مدنى عشان تنتهووا من قصة الإيجارات دى، - (فى إندهاش) : طلعو الكاميرا يا أولاد ، الكاميرا إنتو خاتنها وين؟ - كميرات شنو يا حاج؟ - لا يعنى عاوزين تقولو ليا إنتو ما برنامج (الكاميرا الخفيه)؟ - يا حاج إستهدى بالله والله نحنا لا بتاعين كاميرا لا خفيه لا تلفزيون نحنا من المعاشات وعشان تعرف وتتأكد من الكلام ده أقرأ العربيه دى مش مكتوب فيها (وزارة المعاشات والضمان الإجتماعى)! - ويعنى شنو ما ممكن أى زول يكتبا؟ - خلاص يا حاج عشان تتأكد إنو كلامنا ده صاح أهو ده (مفتاح العربيه) الحمراء ديييك وأهو ده الورق بتاعها وكمان أهو ده الورق بتاع (الفيلا) وشهاده البحث بتاعاتا وكلهم بى إسمك والبيانات دى كلها شلناها من ملفك العندنا! - (تغرورق عينا أستاذ خلف الله بالدموع) : معقولة بعد الظلم الشفناهو ده وتأخير الصرف والزحمة والإستقطاعات الغير قانونيه والقريشات الشويه ديل الدوله تحس بينا وكمان تجازينا قدر الجزاء ده؟ - يا أستاذ أنتو خدمتو البلد دى وأديتوها احلى سنين عمركم ده اقل شي البلد تعملو ليكم ( ثم مواصلاً) معليش يا حاج أمسك حاجاتك دى أحفظا كويس ونحنا نستأذن منك نمشى عشان ورانا ناس كتيرين زيك كده ماشين عليهم وبكرة لازم تحضر الإحتفال العاملنو فى الساحه الخضراء عشان يوزعو ليكم فيهو (شهادات البحث) بتاعت الفلل - لكن ما أكرمناكم بى حاجه - لا مرة تانيه يا حاج شكرا ليكم قام الضيوف بالركوب فى العربات التى إنطلقت فى (كنفوى) طويل أثار الغبار فى ذلك الحى الذى يسكنه أستاذ خلف الله والذى ما أن إنقشعت سحابته حتى وجد أستاذ خلف الله العربه الأتوس الحمراء تقبع فى مواجهه منزله فذهب ينظر إليها وهو غير مصدق لما يرى، ثم نده على (صفيه) التى كانت تقبع خلف الباب طيله تلك المده والتى ما إن توسطت الشارع وهى تتجه نحو استاذ خلف الله الذى كان يقوم بفتح باب العربه حتى أطلقت زغروده أفاق على أثرها جميع سكان الحى الذين جاءوا مهنئين ! هول الصدمة: ما أن إنتهت جماعات المهنئين من الجيران والأقارب وبدأ الليل يرخى سدوله حتى جلست أسرة أستاذ خلف الله تناقش أمر هذه الثروة التى هبطت عليهم فجأة: - والله العربية دى لا عندنا حوجه ليها ولا حاجتين حقو تبيعا تعمل عمليت (المويه البيضاء) الفى عيونك ليها زمن دى وبالمرة تعمل عمليت (البواسير) - يا أمى كيفن مافى ليها حوجه يعنى يعنى عاوزانا ننزل من المواصلات راكبين الحافلات وندخل الفيلا بتاعتنا الأدوها لينا دى؟ بس معقوله؟ - والله يا (أمل يا بتى) أبوكى ده كان قعد ليهو شهر شهرين تانى ياهو البقى عميان وعايز اليقودو أخير تبيعو العربية دى وتعملو بيها (صيانه) لى أبوكم ده .. التلتين سنة القضاها فى الحكومة دى (عشكبتو) بالحيل - تلتفت ناحية إبنها- ولا شنو يا عصام يا ولدى؟ - والله يمه كلامك صاح وكمان (الفيلا) دى مش عاوزه ليها عفش وحاجات ذى دى - مواصلا - غايتو أحسن حاجه إتخلصنا من الراجل سيد البيت (البراى) ده كل أول شهر واقف لينا فوق راسنا - صدقت والله يا عصام يا ولدى هسه مدينا إنذار قال عاوز زياده من أول الشهر الجاى لكن الله غالب جات لينا الفيلا بتاعت المعاشات دى فى جرح - حقو يا بوى قبل ما تبيع العربية نمشى بيها بكرة الحفل العاملاهو (وزارة المعاشات ) لتسليم شهادات البحث بتاعت مستحقين الفلل دى - طيب خلاص يا عصام جهزو حالكم عشان بكرة نمشى بيها (الحفل) نستلم شهاده بحث (الفيلا) ومن هناك نغشى ود عمك (بشير السمسار) نكلمو يشوف لينا بيعه للعربية دى! الإحتفال: إمتلأت الساحه الخضراء بالحشود التى تمثل أسر المعاشيين بينما جلس المعاشيون فى صيوان ضخم ، كان معظمهم يرتدى نظارات نظر مقعرة بعد أن (راح النظر) فى النظرالمكاتبات والأوراق والملفات والمعاملات كما أن معظمهم كان يرتدى ثياباً بسيطة نظيفه ويحاول أن يسير متماسكا رغماً عن تقدم العمر وآثار الزمن، اللافتات تزين أركان (الساحه الخضراء) وهى ترحب بمن أفنو زهرة شبابهم بذلاً وعطاء للوطن كما أن المكرفونات و(الساوند سيستم) تصدح بالأناشيد الوطنيه بينما كاميرات التلفزيون والقنوات الفضائية الأخرى تسجل حضورا متميزا وهى تقوم بنقل الحفل الذى دعى له أفراد السلك الدبلوماسى وأعضاء المنظمات العالمية والوزراء والولاة والمحافظون وأفراد الأحزاب المشاركة فى السلطه - بسم الله الرحمن الرحيم أيها الحضور الكريم وبعد أن إستمعنا لآيات من الكتاب الكريم فى هذا الحفل البهيج الذى تقيمه (وزارة المعاشات والضمان الإجتماعى) إحتفالا وإبتهاجا بتكريم من أفنو زهرة شبابهم عطاء وبذلا لهذا الوطن - (صوت): تهليل - (مجموعة أصوات): لا إله إلا الله - (نفس الصوت): تكبير - (نفس المجموعة) : الله أكبر - (الصوت والمجموعه): تصفيق حاد - (مذيع الحفل يواصل): الأخوة الحضور الكلمة الآن لصانع هذا الوفاء وهذا التكريم الكلمة الآن لمن أنقذ هؤلاء الكهول وكبار السن الذين ضحوا بسنوات شبابهم من عاديات الزمن ووفر لهم السكن المريح ووسيله التنقل السهلة حيث أصبحت أرجلهم لا تقوى على السير إلا حثيثا .. الكلمة الآن للسيد وزير (المعاشات والضمان الإجتماعى) - تصفيق- - (صوت): والله كتير يا وزير - (مجموعة أصوات) : كتير كتير يا وزير - (نفس الصوت) : والله كتير يا وزير - (نفس مجموعة الأصوات) : كتير كتير يا وزير - (الصوت والمجموعه) : تصفيق حاد - بسم الله الرحمن الرحيم .. بسم الله الذى بحمده تتم الصالحات ..الإخوة الضيوف الآباء والأعمام والعمات المعاشيون .. هذا يومكم .. هذا يوم تكريمكم على ما قمتم به من جهد وبذل وعطاء طوال سنوات خدمتكم الطويلة التى أمتدت لعقود من الزمان ، لقد كنا نعمل أيها المعاشيون الأبطال فى صمت من أجل هذا اليوم وكانت الفلوس التى قمنا بإستقطاعها من مرتباتكم الضئيلة التى لا تكاد تكفيكم أمانه فى أعناقنا قمنا بإستثمارها خير إستثمار على مدار أعوام طويله حتى أينعت وكبرت وحان قطافها ، لقد سمعنا بآذاننا ما يروج له البعض من الموتورين والحاقدين وأفراد الطابور الخامس من أن (قروشكم دى) نحنا (مدورنها) فى السوق ومشغلنها فى (إستثمارات) وقاعدين نديكم (حقكم) كل شهر بعد (تأخير) وبالقطارة و(ملاليم) لا تناسب ما أودعتموه لدينا من (مليارات) ولكن الآن جاء الحق وزهق الباطل إن.... (صوت): جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان ظهوقا!! - (مجموعة أصوات): جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان ظهوقا!! - (نفس الصوت): جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان ظهوقا!! - (نفس مجموعة الأصوات) : جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان ظهوقا!! - (الصوت والمجموعه): تصفيق حاد - (يواصل) : نعم الآن أيها المعاشيون الأفاضل جاء الحق وعرفتو قروشكم دى كنا بنسوى بيها شنو وبنستثمرا ليكم عشان شنو وها نحن نسلمكم الأمانه واكتر ونوفى بما عاهدنا الله به ونقدم لكل فرد منكم (عربيه) لتقيل عثراتكم و(فيلا) لتسكنو فيها إلى آخر العمر معززين مكرمين والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته! (صوت) : تهليل - (مجموعة أصوات): لا إله إلا الله - (نفس الصوت): تكبير - (نفس المجموعة) : الله أكبر - (الصوت والمجموعه) : تصفيق حاد - (مذيع الحفل) : والآن بعد أن إستمعنا إلى كلمة السيد الوزير يقوم سيادته بتسليم (شهادات بحث الفلل) بمخطط المعاشيين السكنى للسادة المعاشيين !! (خلف الله) زيارة ميدانية : قام عصام فى صباح اليوم التالى بغسل العربه أمام باب المنزل وتهيأ الجميع للذهاب لإستلام (الفيلا) رقم (234) بمخطط (المعاشيين)؟ وصلت العربة الى (المخطط الفخم) وترجل أفراد أسرة الأستاذ خلف الله ليشاهدو الفيلا رقم (234) المخصصة لهم ، عند باب المخطط قابلهم (رجل الأمن) بزيه الأزرق الغامق المميز ، قام بمطالعه العقد وفى إبتسامة وظرف شديدين طلب منهم أن يتبعونه ، توقف رجل الأمن أمام أحدى الفلل التى كتب عليها فى لافته نحاسيه (فيلا رقم (234) - الأستاذ خلف الله فضل خلف الله (مدرس متقاعد) ، كانت (الفيلا) من طابقين تحيط بها (حديقه صغيرة): - معقول بس ناس المعاشات ديل يعملو لينا حاجه ذى دى؟ - ما معقول كيف يا حاج خير البلد دى كلو ما من أكتافكم إنتو - هسه دى نسكن فيها نحنا ديل؟ - طبعن يا حاج هو إنتو هينين ولا العمل القمتو بيهو للبلد دى شويه؟ - (فى تردد): ممكن ندخل - كيف ما تدخلو إتفضلو البيت بيتكم .. الفيلا فلتكم يا جماعه إتفضلو! خلف الله يشكر الوزير: فى طريق عودتهم إلى البيت بعد أن قامت اسرة الأستاذ خلف الله بمعاينة الفيلا ذات غرف النوم الواسعه المكيفة والحمامات (السيراميك) الفاخرة والمطبخ (الإيطالى) كان الجميع فى حالة من عدم التصديق خاصة استاذ خلف الله الذى كان قد فقد الأمل تماماً فى القيام بصرف معاشه الهزيل فى موعده عند بداية كل شهر ناهيك عن هذا (العز) : - أنا لازم أقابل الوزير ده واشكرو لازم - والله يا حاج وزيرا سكنا جنس السكنه الراقيه دى وريحنا من دفع الإيجار الحار ده وكمان ركبنا (الكورى) ده لااازم تشكروهو - الساعه هسه كم يا عصام يا إبنى؟ - الساعه يا بوى إطناشر ونص وخمسه - خلاص من دربك ده وعلى وزارة (المعاشات) نمشى نقابل الوزير
ده نشكرو فى الوزارة: دخل (أستاذ خلف الله) الى باب الوزارة فرأى مسؤول (الإستقبال) جالسا ممسكاً بسجارة وهو يتحدث فى الموبايل: - السلام عليكم - (فى لا مبالاة) : وعليكم السلام (وهو يبعد الموبايل عن أذنه قليلا) نعم أى خدمة؟ - لو سمحت يا إبنى بس عاوز أقابل السيد الوزير - (فى لهجه تهكمية) : السيد الوزير حته واحده؟ - طبعا يابنى مال يعنى حتتين؟ - وحضرتك تطلع منو بقى ان شاء الله؟ - (فى خجل) : انا ولاواحد.. انا فى الحقيقة يعنى اصلو مدرس على (المعاش) ما ان سمع موظف الإستقبال كلمة (فى المعاش) حتى انتفض من مكانه ووقف على رجليه واطفأ سيجارته وقفل الموبايل ثم خاطب أستاذ خلف الله مرتجفا : - سعادتك فى المعاش؟ معليش يا استاذ ما تزعل منى زى ما أهلنا قالو الما بعرفك يجهلك.. دقيقه بس سعادتك أتصل ليك بى سعادة الوزير (يرفع سماعة التلفون ويتصل): - سعادة الوزير معاك الإستقبال - (........................) - نعم سعادتك أنا اسف عارف انو سعادتك في اجتماع وزاري بس ده يا افندم (معاشيى) وعاوز يقابل سعادتك ... حاضر سعادتك حااااضر (ثم يضع السماعة) - (فى فرح وترقب) : شنو؟ معقول سعادة الوزير ح يدينى الشرف ده وأقابلو - تقابلو دى شنو يا أستاذ الوزير شخصيا حينزل دلوقت ويقابل سعادتك لم يصدق أستاذ خلف الله إذنيه وهو يستمع لما قاله له موظف الإستقبال من أن الوزير شخصيا سينزل لاستقباله!!! ولم تمض دقائق معدودة حتى جاء الوزير مهرولا واخذ (استاذ خلف الله) بالاحضان بينما أصطف موظفو الوزارة يصفقون ويهتفون بحياته - والله يا سعادة الوزير انا خجلان انو سعادتك نزلت واستقبلتني شخصيا - ده كلام شنو البتقول فيهو ده ؟ أنت خدمت البلد عمرك كلو عاوزنى كمان أتلتلك وأخليك كمان تطلع ليا فى مكتبى؟والا كمان تاخذ ليك مواعيد بعد شهر؟ - والله سعادتك بس أنا كنت جاى اشكرك على العربية والفيلا والحاجات النحنا ما قدرها دى؟ والله بس كان أديتونا معاشنا ده فى مواعيدو كان كفايه - تشكرنا؟ دى قروشكم إنتو نحنا ما طلعنا حاجه من جيبنا.. ده عرقكم إنتو .. أمشى يا أستاذ وإستمتع إنت وأسرتك باقى حياتك وقول عاشت معاشات السودان فى البنك: خرج أستاذ خلف الله متجها إلى حيث تنتظره أسرته وما أن جلس على الكرسى حتى سأله إبنه عصام وهو يدير ماكينة العربه: - من هنا نمشى على وين يا بوى؟ - كدى يا عصام يا ولدى ودينى البنك أشوف (المعاش) نزل وإلا لسه إن شاء الله يكون نزل عشان أمك قالت فرطاقه فى البيت مافى عندما دخل أستاذ خلف الله إلى البنك اتجه الى الشباك مباشرة حيث سأله الموظف : - نعم أى خدمة؟ - والله بس جيت أشوف معاشى نزل وإلا لسه؟ ما ان سمع الموظف كلمة (معاش) حتى قام بفتح الباب وهو ينحنى مخاطباً أستاذ خلف الله: - إتفضل إتفضل فى مكتب مدير الفرع أشرب ليك يا استاذ فنجان قهوة وحاجه بارده لحدت ما نطلع ليك معاشك - والله بس يا إبني عشان الزحمة وكده بس كنت عاوز ليا خمسين جنيه من المعاش ما عارف رصيدى بيغطى وإلا ما بغطى بالله يابنى شوفو ليا (يمد له الدفتر) - (يقوم الموظف بإدخال بيانات أستاذ خلف الله على الكمبيوتر) : والله سعادتك حسابك المبلغ القلتو ده ما موجود لأنو حسابك إتغير وبقى بالدولار ونزلت ليك فيهو (10000) دولار لأنو جاء قرار إنو يصرفو ليكم مكافأة نهاية خدمة بعد الصبر الكان صبرتوهو ، عاوز أسحب ليك منها حاجه ؟ ما ان سمع (أستاذ خلف الله ) عبارة (10000) دولار حتى اغمى عليه ووقع كاضم وهو يردد مامعقول .. مامعقول .. مامعقول - بس امشى أجيب ليك معلقت السكر ألقاك نمت تانى ؟ هو الما معقول شنو؟ إنو قروش المعاش تقطع؟ والله (معاشك) ده كان كفى لى يوم عشرة فى الشهر ما خلى حاجه؟

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.