ردود الفعل التي تناولت ما كتبته أمس تحت عنوان »كأس العالم ممنوع المشاهدة« وروايتي للعديد من المواقف والمواقع والظروف التي ساعدتنا في التلفزيون لراحة المشاهد وتلك التي وقفت عقبة بيننا وبين راحته... هذه الردود أغرتني لأواصل اليوم حول نفس الموضوع وهو الحرمان الكبير للمشاهد الرياضي من متابعة هذه البطولة الكبرى والسبب دخول المال والكسب السريع والرخيص والعياذ بالله. انتشر في العالم الخارجي منذ العام 2006م كتاب »من سرق اللعبة« والذي تناول كاتبه قصة الأموال المتداولة في بيع حقوق المباريات.. واستهدف المؤلف بصورة مباشرة رئيس الفيفا المسيو جوزيف سيب بلاتر لدرجة اتهامه بالضلوع في الصفقات، وتمت ترجمة الكتاب إلى أكثر من ست لغات وحقق عائدات ضخمة في التوزيع ولكنه أسهم في كشف المستور. الشركة التي تتولى الحصول على حقوق مباريات كأس العالم ومن ثم تمنح الحقوق لشركات وقنوات أخرى، مملوكة أو معظم أسهمها للفيفا نفسه ولقادته مع آخرين من الأسماء المشهورة في قارات الدنيا والحكاية معروفة... »وبزنس إذ بزنس«. أمس ذكرت تصريح بلاتر الشهير بعد كأس العالم 1998م في فرنسا والتي بيعت حقوقها ب 80 مليون دولار وقال في التصريح إن المادة أثرت على شعبية اللعبة أو أخشى أن تؤثر عليها.. ولكنه وقع عقداً ب 180 مليون دولار لبيع بطولة كأس العالم في كوريا واليابان عام 2002م ويضاعف المبلغ في بطولة 2006 في المانيا واستمر في الزيادة الخيالية لدرجة أنني لم أعد أستطيع حصر المبلغ المدفوع للبطولة السابقة في جنوب إفريقيا أو الحالية في البرازيل.. والمهم أن بلاتر »لحس كلامه« ولم يعد لخوفه من التأثير على شعبية اللعبة وجود. ذكرنا أن الشركات تبالغ في دفع الملايين والمليارات.. ولكن الشركات في وطننا العربي لا تخجل من ابتداع وسائل جديدة لامتصاص أموال ودماء راغبي المشاهدة.. وضربنا مثلاً أمس بتخصيص بطاقة مشفرة خاصة لكل بطولة.. وأضيف إليها هذه السنة تخصيص جهاز رسيفر خاص للبطاقة الخارجية.. وأخشى في المستقبل القريب تخصيص شراء أو إيجار عربة خاصة لمن يريد الوصول للشركة لشراء الرسيفر والبطاقة. نقطة.. نقطة مع بداية التصاعد في أرقام شراء بطاقات المشاهدة.. وطلب الشركة صاحبة الخدمة في المنطقة العربية مبلغاً خيالياً قدره خمسة ملايين دولار للدولة مع شريطة أن يكون البث أرضياً فقد قررت دولة الإمارات العربية المتحدة منع مشاهدة بطولة كأس العالم وقتها بل منع الشركة من بيع أية بطاقة في الدولة.. وقالت ماذا يحدث لو لم تشاهد البطولة هذه المرة. كان اتحاد الإذاعات العربية يتولى التفاوض والحصول على حقوق الأحداث الرياضية ويمنع أية دولة عربية من التفاوض وحدها ثم يقوم بتوزيع المبالغ المطلوبة على الدول حسب استطاعة أية دولة كما تقرر جامعة الدول العربية وبالمناسبة كان نصيب السودان 2 في المائة فقط. وكنا نشاهد كل الأحداث العالمية ولكن بعد عام 1998م ولسبب الطمع ظهرت الشركات العربية التي تتقدم للحصول على الحقوق وبأرقام خيالية ثم تبيعها للدول والأثرياء.. وهذا هو الحال الآن. تحية وتقديرا وعظمة للجنة الأولمبية الدولية التي تمنع أية جهة من الحصول على حقوق الدورات الأولمبية »حصرياً« ونفتح المجال لكل من يطلب بدون احتكار ووضع هذا الإطار قادة اللجنة الدولية من أيام سمرانش وحتى اليوم ولهذا نقلنا لكل العرب فعاليات الدورات الأولمبية الأخيرة وبارتياح وتشرفت بقيادة الفريق العربي الموحد للدورات من أثينا عام 2004م وبكين 2008م ولندن 2012م والحمد لله.. وقادة اللجنة الأولمبية الدولية تمسكوا بالميثاق الأولمبي فيما لا يوجد أي ميثاق أخلاقي في الفيفا أو الاتحادات القارية.