نظم العاملون بالمعمل القومي للصحة العامة (استاك) وقفة احتجاجية بمقر المعمل بالخرطوم ظهر أمس الأول لتوصيل مطالبهم ومعالجة أوضاعهم الوقفة الاحتجاجية ورغم حرارة الطقس كان حضورها كثيفاً وقوياً ومعبراً ومن جميع العاملين بالمعمل وبمختلف أقسامهم وتخصصاتهم حيث حمل العاملون لافتات تعبر عن مطالبهم كتب عليها (لا لتوقف فحوصات المياه والأغذية، لا تنازل عن حقوق العاملين، عاوزين محاليل المعمل، حقوق العاملين خط أحمر، أين دورك يا وزارة الصحة الاتحادية) وبالعودة إلى تفاصيل القضية، فإن العاملين ب (استاك) لم يستلموا مستحقاتهم المالية (الحوافز والعلاوات) لثلاثة أشهر (مارس، أبريل، مايو) بجانب أن المعمل يفتقد إلى الإمداد المعملي من محاليل ومستهلكات طبية ومعينات العمل حتى إن المعمل الآن مهدد بالتوقف التام عن العمل نتيجة انعدامها حيث إن هنالك ثلاثة أقسام بالمعمل متوقفة تماماً عن العمل الآن وهي (قسم استلام العينات) وهو القسم الحيوي والذي ينبني عليه عمل المعمل وقسم (بكتيريا المياه والأغذية) وقسم (الكيمياء السريرية) كما أن هناك توقفاً جزئياً عن العمل في بعض الأقسام الأخرى، أمين عام نقابة المهن الصحية بالسودان إمام إبراهيم الإمام أكد لدى مخاطبته الوقفة الاحتجاجية للعاملين بالمعمل القومي للصحة العامة أن حقوق العاملين بالمعمل (خط أحمر) مؤكداً على وقوفهم التام مع العاملين حتى تنفذ مطالبهم وتصرف استحقاقاتهم، وأضاف أن النقابة بالتعاون مع نقابة عمال المعمل سوف تمهل وزارة المالية أسبوعاً لمعالجة الأوضاع لافتاً إلى أنه وبعد انقضاء المهلة دون التوصل إلى حل للقضية فإن للنقابة طرقا أخرى للتعبير من بينها الإضراب وذلك وفق إجراءات محددة وجزم إمام بأن العاملين ورغم أنهم يجأرون بمر الشكوى إلا أن ذلك لم يمنعهم من أداء واجبهم الوطني من خلال عملهم المقدس، نائب رئيس نقابة المهن الصحية بالسودان صلاح تولة قال إن المعمل يعتبر مؤسسة قومية مرجعية ولم يشملها قرار أيلولة المستشفيات لولاية الخرطوم، وأضاف تولة أن أوضاع العاملين بالمعمل الآن لاتتناسب وما يقدمونه من جهد كبير حتى أن ترحيل العاملين توقف، وبدوره قال حسن سعيد رئيس نقابة العاملين بالمعمل إن مطالب العاملين تتلخص أولاً في إرجاع إيرادات المعمل بعد وصولها للمالية من أجل تغطية منصرفات المعمل واحتياجاته، مضيفاً أن المعمل مستثنى حتى العام 2013م من قرار ذهاب إيراداته لوزارة المالية الاتحادية وما ان جاء العام 2014م حتى أصبحت إيراداته تذهب للمالية ثم تعاد منها ما نسبته (40%) فقط وهذه النسبة والحديث لحسن سعيد لاتغطي منصرفات المعمل وزاد بالقول إن مطالب العمال هي أن يتم إرجاع إيرادات المعمل كاملة بعد ذهابها للمالية هو ما كان معمولاً به في السابق، ورغم أن إيرادات المعمل ضعيفة حيث إن جميع الفحوصات تنفذ في المعمل بأسعار رمزية إلا أنه يقابلها صرف كبير لمعينات الإمداد المعملي ومستهلكات المعمل من مطالبهم أيضاً صرف استحقاقات العاملين من حوافز وعلاوات والتي لم تصرف لثلاثة أشهر خاصة أن الكوادر والخبرات التي توجد بالمعمل تحتاج إلى حوافز تبقيها بالمعمل في ظل ضعف المرتبات وبروز الهجرة إلى الخارج والتي باتت تهدد القطاع الصحي في السودان وزاد حسن سعيد بالقول إن العاملين صبروا ثلاثة أشهر من أجل أن تعالج وزارة المالية هذا الإشكال لكن دون جدوى، وأمهل يوسف الطريفي أمين عام نقابة المهن الصحية بولاية الخرطوم وزارة المالية (48) ساعة لمعالجة الأمر المدير العام للمعمل القومي للصحة العامة اللواء دكتور عبد المنعم حمدتو أكد وقوفه التام مع مطالب العاملين وسعيه الجاد لمعالجة القضية وبشر بأنه سيتم التوصل لحل خلال وقت وجيز وأيّدت النقابة العامة للمهن الصحية مسعى مدير المعمل لحل الأزمة وشددت على وقوفها معه حتى ترجع الحقوق لأهلها، كما أشادت النقابة بمدير المعمل واصفة موقفه من القضية ب (الشجاع) و(المسؤول)، العاملون ورغم عدم صرفهم لاستحقاقاتهم لشهور ومعاناتهم من عدم توفر المحاليل والإمداد المعملي بصفة عامة إلا أن ذلك لم يمنعهم من التعبير عن حرصهم على أداء واجبهم من خلال ماحملته لافتاتهم التي كتب عليها (لا لتوقف فحوصات المياه والأغذية) و(عاوزين محاليل المعمل).. قضية العاملين ب (استاك) عادلة خاصة أن المعمل يقوم بدور حيوي ومهم بالبلاد وتوقفه يعني بالضرورة توقف حياة السودانيين كافة وتزاد أهمية (استاك) في ظل بروز فيروس (كورونا).