أم سلمة العشا: عقارب الساعة تشير إلى الثامنة صباحاً، والجميع علق آماله على بادرة أمل أطلقها والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر بتصريحه «الما لاقي شغل يجيني مباشرة»، وبغض النظر عن صحتها من عدمها، فإن اولئك الشباب علقوا آمالهم عليها علهم يجدون وظيفة تسد رمقهم وتكمل لهم نصف دينهم كما قالوا. وانتهز الشباب العاطلون عن العمل ما ادلى به والي الخرطوم واصطف أمس المئات منهم تحت مبادرة اطلقوا عليها «أنا عاطل» أمام مكتب والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر غرب مركز عفراء للتسوق، وقد شكل تمركز سيارات الشرطة والامن في محيط مكتب الوالي حضوراً لافتاً منذ الصباح. مبادرة «أنا عاطل» لما كان التوظيف هاجساً يؤرق شباب السودان، فقد تمسك الشباب بتصريح الوالي وقرروا أن يلبوا النداء، ونشطوا على صفحات التواصل الاجتماعي حتى تجاوز عدد الموقعين على الحضور في صفحة «أنا عاطل/ة» خمسة آلاف شاب وشابة، بالرغم من تراجع الوالي عما ادلى به باصداره تعميماً اعلامياً يبين أن تصريحه اخرج من سياقه والمقصود باصات الوالي ومشروعات التمويل الاصغر، الا ان الشباب لم يتراجعوا وتدافعوا صباح امس الى مكتبه غرب مركز عفراء للتسوق، وخرجوا من اماكن مختلفة من ام درمان وبحري واحياء الخرطوم والحاج يوسف ومايو، وتنادت مجموعة من الشباب العاطلين عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بمبادرة «أنا عاطل» وطالبوا الوالي د. عبد الرحمن الخضر بأن يفي بوعده بتوظيفهم على خلفية تصريحه الذي اخذ ابعاداً كثيرة، «الما لاقي شغل يجيني مباشرة»، وهذه المجموعة حملت لافتات مختلفة عند اصطفافها امام مكتب الوالي أمس، ومنحت مجموعة الشباب القائمة على أمر المبادرة استمارات تحمل اسم «استمارة أنا عاطل» ورفضت في الاثناء استمارة التمويل الأصغر مصرين على التوظيف في الخدمة المدنية. مطالبة بالتوظيف عدد مقدر يقارب المائة من العاطلين من بينهم خريجون جدد وآخرون مرت عليهم سنوات ليست بالقصيرة وهم عاطلون، اصطفوا وكل آمالهم وتطلعاتهم ان يجدوا وظيفة تكفيهم شر السنوات القادمات وتقيهم ما تحمله لهم الايام وهم لا يملكون اية وظيفة بعد التخرج، مطالبين بتوظيفهم في الخدمة المدنية وانهاء معاناتهم التي صبروا عليها كثيراً دون ان يتم توظيفهم. لافتات العطالى توافد الشباب العاطلون على مكتب والي الخرطوم من جهات مختلفة من العاصمة في زمن محدد على خلفية تصريح ادلى به والي الخرطوم يفيد بأن «اي عاطل ما لاقي شغل يجيني مباشرة» حاملين لافتات على شاكلة «ما عاوزين تمويل عاوزين تشغيل.. عاطل وما تكلمني الوالي مواعدني وقال بشغلني، يا والينا نحن جينا للشغلة القلتها لينا يا تشغلنا يا نشغلا ليك، انا عاطل انا عاطلة دايرين عرس.. 8 يونيو اليوم الوطني للعطالة». وتعلق جميع العاطلين بالتصريح فحالتهم كالغريق الذي يتعلق بالقشة او كالظمآن الذي يتشوق لشربة الماء، بعد ان سمعوا بما ادلى به الوالي، رغم ان الوالي اوضح ان ما ادلي به فهم خطأً، فكانت الفجيعة بالنسبة لهم ان الوالي غير رأيه. ملء الاستمارات وفور تجمهر الشباب امام مكتب والي الخرطوم استجابت الجهة المسؤولة عن التمويل لمقابلتهم ومنحتهم استمارات خاصة بالتمويل الاصغر، وقال مسؤول التنمية للتمويل الأصغر سامي سعيد عز الدين إن دعوة الوالي لهؤلاء العطالى كانت بغرض توفير التمويل الأصغر وليس التوظيف، واضاف ان مؤسسته قدمت استمارات لهؤلاء الشباب بغرض التمويل، مشيراً الى امتناع عدد كبير من العطالى عن ملئها، وفي ذات الأثناء شرع عدد من العاطلين في ملء استمارا ت امام مكتب الوالي خاصة بالتمويل الأصغر. رفض الاستمارات وقامت مجموعة من الشباب العاطلين بمنح استمارات خاصة بمبادرة «أنا عاطل» ورفضت استمارات التمويل الاصغر التي منحتها مؤسسة التمويل مصرين على التوظيف، بجانب تمسكهم بمقابلة الوالي. وقالت مجموعة «أنا عاطل» إنها ترفض ان تساق وراء اي استبداد، في المقابل قال سامي: «من كان جاداً ويريد التمويل عليه ملء استمارة التمويل، ومن كان يريد عملاً سياسياً فليغادر فوراً». تمركز الشرطة تمركزت سيارات الشرطة والأمن في محيط مكتب الوالي تفاديا لأي اصطدام قد يحدث بين العاطلين والسلطات، وخيرت السلطات أثناء تدخلها لفض الاصطفاف العاطلين بين ملء الاستمارة او المغادرة من امام مكتب الوالي، وفي ذات الاثناء حدثت بعض التحرشات للعاطلين من قبل السلطات، تم بموجبها تفريق الاصطفاف وفرار عدد منهم، وتم منع احدى القنوات الفضائية من التصوير وأخذ الإفادات من قبل العاطلين. اعتقال الشباب وتمسك الشباب القائمون على أمر مبادرة «أنا عاطل» بموقفهم الرافض لملء الاستمارات الخاصة بالتمويل الأصغر، وقال الشاب خالد بحر إن التمويل الأصغر يدخل في كثير من المشكلات التي تتعلق بالتعثر والسجون وغيرها، وأصر على إعطائهم وظائف في الخدمة المدنية شأنهم شأن غيرهم من الخريجين، ووسط تعنت الشباب وإصرارهم تم اعتقال بعض الشباب من قبل السلطات الموجودة.