نشوى يوسف: قد نتفق أو نختلف بأن خزائن ملابس النساء هي الأكثر إثارةً وغموضاً بما تحتويه من خبايا وأسرار، وتظل المرأة شغوفة بالملابس والماركات العالمية وبآخر صيحات الموضة وعين حواء لا تمتلئ حتى وإن امتلأت خزانة ملابسها، في هذه المساحة نحاول نتعرف على أسباب هذا الشغف. القناعة.. كنز قالت: أماني الفاضل إن عدم قناعة حواء فيما تمتلك من ملابس وما الذي تبحث عنه في شراء كل هذه الملابس وهل تستطيع أن ترتدي كل هذا؟.. لذلك تجدها في حالة بحث دؤوب عن كل ما هو جديد في مجال الموضة والملابس فتمتلئ الخزانة بكميات كبيرة ليست في حاجة إليها، لذلك تجد أن أغلب خزائن الملابس هي أشبه بسوق مصغر، ورغم ذلك لن تمتلئ عين حواء، فالقناعة كنز لا يفنى ولن تتقبل منك النصح والإرشاد، فالموضوع غير قابل للنقاش بل هو حرية شخصية، وربما ترى إنك شخص غير متحضر، حقيقي الموضوع مهم ويحتاج إلى وقفة وطرق لمكافحته بل يجب على حواء أن تتحلى بقوة الإرادة والسيطرة على النفس وعدم تقليد الآخرين وعدم شراء كل ما تراه العين وفي أغلب الأحيان ترمي هذه الملابس قبل استخدامها لكثرة ما تحتويه الخزانة من ملابس منسية. الأناقة في البساطة أكدت فاطمة الصادق إن المسألة لها أبعاد نفسية أكثر من كونها حاجة، فالمرأة تستهلك مبالغ مالية طائلة وأكثر منصرفاتها أو دخلها يذهب إلى شراء الملابس حتى لو امتلأت الخزانة ولم تعد في حاجة لذلك، فهي تشعر في أعماقها في الرغبة إلى ذلك، وربما تصاب بالدهشة والحيرة فيما ترى خزانة حواء التي تزخر بكل الماركات وأشكال الملابس المختلفة ربما تشعر حواء بالاطمئنان وهي تدرك أن الخزانة بكل ما رأته في السوق ولم تبخل على نفسها في شراء أي نوع أو ماركة موجودة في السوق فأين هي حواء المدبرة عدوة الإنفاق والإسراف لم تعد موجودة في هذا الزمان، ففي السابق لم تكن تزخر خزائن ملابس حواء بهذا الكم المهول، لكن كانت جميلة وأنيقة فالأناقة في البساطة وليست في الكم، صدقوني أصبحت أشعر مؤخراً أن تكون الخزانة مليئة بالملابس نوع من المباهاة والمفاخرة دون أن تدرك حواء أن هذا السلوك مرض وداء هذا العصر. ثقة وقناعة وفاء علي قالت: حينما يتعلق الموضوع بخزانة ملابس حواء فإن الأمر يحتاج إلى وقفة وتدقيق لما تحتويه هذه الخزانة من أغراض أوشكت على الانفجار ولم تكتف حواء من جلب المزيد ومواكبة كل ما هو جديد وكل ما تراه عينها حتى لو لم يكن يتناسب مع شكلها وإمكانياتها المادية، المهم أن لا تترك شيئاً وراءها في السوق حتى تجلبه إلى خزانتها، فالإحساس بالرضا الداخلي لن يكتمل وما لم تفعل ذلك، فالجمال ليس في الملابس لما لا تهتم حواء بالجانب الثقافي والفكري والذي ينمي من قدراتها العقلية، لكن لم تعد المرأة تبحث عن ذلك طالما المجتمع يقدر ويهتم بالأناقة، فالشكليات لها دور كبير، لذلك تجد كل بنات حواء تبحث عن كم الملابس الذي تمتلكه والنواقص في هذا المجال لذلك تعاني أغلب النساء من أزمات مالية حادة، لكن يجب على حواء أن تكون ذات قناعة وثقة في ما تمتلكه من الملابس وليست أن تجاري كل ما تراه عيناها التي لن تكتفي أبداً. شعور بالرضا والسعادة قالت: أميرة أحمد إن المسألة تعني لي التجديد والتغيير بدلاً من الرتابة والفراغ الذي أعاني منه رغم أنني أدرك خطورة الموضوع وأبعاده لكنني لا أستطيع التخلي عنه، فعادة أقوم بإجراء حملات لكي أبحث عن النواقص في خزانتي وأقوم بالشراء حتى لو لم استهلكها لكن ينتابني شعور بالرضا والسعادة فحينما أرى أن خزانتي مليئة بالملابس تزيل عني كل الهموم والمشاكل فهي بلسم بالنسبة لي وربما لا يتفق معي الكثيرون لكن لا أستطيع التخلي عن أكثر شيء أحبه وقد حاولت كثيراً التخلي عن هذا السلوك السيء لكن دون جدوى، فكلما رأيت شيئاً جديداً حاولت شراءه وتركته في الخزانة حتى لو لم أكن في حاجة إليه، فهي صفة مشتركة بين بنات حواء، فالمرأة تحب أن تمتلئ خزانتها بكل ما في الأسواق وكل ما تقع عليها عيناها فهي لا تعرف المستحيل ولكي ترى خزانتها مليئة تفعل المستحيل. حب الامتلاك قالت: عائشة الأمين إن امتلاء خزانة حواء بالملابس والأغراض، سلوك مكتسب لا تستطيع أي امرأة كانت التخلي عنه أو حتى الهروب منه، فهي عادة محببة للنساء ومتوارثة من جيل إلى آخر، فهو هوس نساء هذا الزمان وحب الامتلاك والبوبار الذي يسيطر على حواء هذا الزمان، لكن على المرأة أن تكون قادرة على السيطرة على نفسها قبل عينها التي لن تكتفي يوماً ولو فكرت كل امرأة في أوضاع الفقراء والمساكين وذوي الدخل المحدود، لوجدت نفسها سطحية وغير مبالية بالظروف المحيطة بها، فيجب أن تكون هناك تقديرات سليمة لكل شيء وعدم الإسراف والتبذير غير المقبول، فعادة تتسم حواء بالحكمة وحسن التدبير وليس السعي وراء الموضة وجلب كل ما هو جديد في عالم الملابس وغيرها فكل هذه الأشياء فانية. الأناقة الشخصية هناء الحاج قالت: لو اقتنعت كل امرأة بأن ما لديها الأجمل لما وصلت الأمور إلى هنا وخزانات ملابس مليئة بأشياء غير مفيدة ولو فكرت حواء قليلاً لوجدت أنها مخطئة وأن الجمال والأناقة لا تقاس بكمية الملابس التي تمتلكها فالشخص الذي يفكر هكذا فهو شخص غير سوي ويعاني عقدة النقص التي يحاول سدها بهذه الكمية من الملابس وامتلاء الخزائن بأغراض نحن لسنا في حاجة إليها بالإضافة إلى الفراغ الذي تعاني منه بنات حواء، وهناك أخريات يحتفظن بالملابس لما لها من ذكريات وأحداث لها وقع خاص في أنفسهن فحواء كائن غامض لا يمكنك أن تغوص في أعماقها وتكتشف أسرارها وهناك أخريات يعتقدن أن الخزانة المليئة بالملابس أو غيرها تعكس مدى تتطورهن ومواكبتهن للموضة والأناقة الشخصية فهذا غير صحيح ومفهوم خاطئ.