اختطاف الشيخ عبد الكريم عبيد: وكان الهدف الرئيس من اختطاف الشيخ عبد الكريم عبيد هو معرفة مصير الطيار اليهودي «رون أراد» المختفي في لبنان ومعرفة هيكلية حزب الله وقواعده أما هدف ال C.I.A فكان أبعد من ذلك بكثير ألا هو معرفة فك ألغاز الحرب السرية التي أعلنها حزب الله ضد عملائها في لبنان.. إلى جانب البحث عمن وراء عملية تفجير السفارة الامريكية في بيروت عام 1983.. واختطاف مدير ال C.I.A في لبنان «وليام باكلي في مارس 1984.. وأحد كبار خبراء المخابرات الأمريكية في شؤون الشرق الأوسط على مدى ثلاثين عاماً.. حيث كانت رغبة الأمريكان زائدة وتتملكهم دوافع شديدة في الانتقام وزادت هذه النقمة بعدما تبين لهم ان باكلي تعرض للتعذيب الشديد طوال 15 شهراً قبل أن يموت مربوطاً بسلاسله.. بالاضافة لهذه الاسباب الغضب الامريكي والرغبة الشديدة في اختطاف عبيد.. معرفة الدولة التي نقل إليها حزب الله اعترافات خطيرة جداً عن ال C.I.A تجاوزت الاربعمائة صفحة عن تركيبة المخابرات الامريكية وأسماء عملائها في الشرق الاوسط وخارجه. ليس هذا فحسب.. وإنما هنالك هزة عنيفة ارتجت لها امريكا في فبراير 1988م عندما اختطف رجال حزب الله الضابط الامريكي روبرت هيجنز.. العامل في صفوف القوات الدولية في بيروت وتبين فيما بعد أنه ضابط في المخابرات الأمريكية. فامريكا تبحث عن الذي كشف شخصية هيجنز الحقيقية لكل ذلك سعت امريكا بكل قدراتها الاستخباراتية وأصدقائها من المخابرات الدولية وعلى رأسها اسرائيل لتكشف كيفية نجاح حزب الله في كل هذه الانتصارات ولها القناعة الكاملة أنها ليست من تخطيط حزب الله وحده.. وإنما هنالك جهات أخرى خارجية وإقليمية وراءها.. لهذه الاسباب مجتمعة اعطت امريكا الضوء الاخضر لاسرائيل لاختطاف الشيخ عبيد.. مهما كلف ذلك من خسائر في الارواح والاموال. أحمد الحلاق.. يعيش تحت غطاء تجارته الجديدة استحوذت عليه أعماله التجارية التي تستر خلفها.. أما زوجته الحسناء حنان الياسين فقد ألمها الحمل الاول الذي جاءها بالارهاق والنوم الطويل.. وكانت بالرغم من ذلك تزداد جمالاً فوق جمالها وفتنة طاغية تحير عقول المحيطين بها إلا زوجها.. لأنه انهمك لآخره في الخيانة والتخفي وجمع المال.. لهذه الاسباب لم يهتم بها.. زد على ذلك لانها كانت تعرف مهام وطبيعة عمله الصعبة.. ومدى خطورة الواقع الذي يعيشه.. هي نفسها حنان الياسين كانت تضعف كثيراً أمام عملها كجاسوسة يغشاها النوم.. بخروجها البرئ ويعتريها.. فتندم من كونها عميلة خائنة لوطنها حقيرة.. وتكره الاستغراق في التفكير الذي لا يقودها إلا لحقيقة واحدة.. ثابتة موجعة.. هي انها جاسوسة خائنة وزوجة لجاسوس خائن تحبه.. لذلك كرهت الحمل الذي حبسها وحيدة مع افكارها.. لكنها كانت تلوز بالنوم لتنسى. تذكر أحمد الحلاق فجأة زوجته فاطمة وابنه هيثم وابنته وهيبة.. كان يومها في صيدة في طريقه إلى بيروت حيث لا تفصله من عائته سوى عشرين كيلو متراً في قرية «برجا».. عندما توقفت سيارته بالقرب من جامعة «الزعتري» شمال المدينة.. استعرض شريط ذكريات أسرته بتفكير عميق لوقت ليس بالقصير.. لم يفق منه إلا عندما توقفت بجواره فجأة سيارة جاكوار.. ترجل منها الشيخ عبيد فبهت.. وأسرع هو الآخر بمغادرة سيارته ماداً ذراعيه مصافحاً.. ومعانقاً.. كان الشيخ عبيد وقوراً مهذباً يتمتع بوجه طلق المحي يشع بهاءً وطمأنينة اكتسى بمسحة من أبوة صادقة وهو يسأله بشوشاً مبتسماً: ابني أحمد. ماذا يبكيك يا بني؟ انتبه الحلاق إلى دموعه المنسابة في غفلة منه.. فمسحها بسبابته.. لا يدري.. أدموع الحنين إلى أهله في برجا أم هي دموع عصرتها قتامة الوحدة.. والندم.. أجاب الشيخ عبيد بنبرة مليئة بالصدق.. إنهم الأهل.