تعد قضية عودة النازحين واللاجئين إلى قراهم من أكثر القضايا تعقيداً في مشكلة دارفور، حيث لم تشهد تقدماً كبيراً رغم الامكانيات الكبيرة التي قدمت في هذا المجال. ويرى بعض المراقبين أن هنالك جهات ومنها منظمات اجنبية تقف حجر عثرة امام عودة هؤلاء الى مناطقهم، بالاضافة أن بعض قادة التمرد فقدوا الكثير من أدوات المعركة ولم يتبق لهم سوى كرت النازحين واللاجئين، ويعملون على الحفاظ عليهم في معسكراتهم بينما يرى مراقبون آخرون أن بقاء النازحين واللاجئين في المعسكرات لفترات اطول مما هي عليه الآن، سينشئ أجيالاً متطرفة في جميع اعتقاداتها وذلك بتأثير المنظمات ذات الاجندات الخاصة وستزداد اعداد الذين يتم تنصيرهم واعداد الذين تأثروا ببعض العادات الدخيلة، لكن ما زالت هنالك فرص يمكن استغلالها لعودة النازحين واللاجئين الى قراهم، حيث بدون ذلك لا يمكن البتة حل المشكلة في دارفور ويبدو ان عودة اكثر من ألفي لاجئ من معسكرات اللجوء بتشاد الى منطقة مليبيدة بمحلية بيضة ستسهم بشكل كبيرفي تسهيل او تذليل اشكالات او عقبات العودة الحقيقية والطوعية. وفي المقابل علي الدولة الاستفادة من الاخطاء التي ادت الى فشل عدد من محاولات العودة وتوفير المتطالبات الحقيقية من خدمات وامن وإزالة الاسباب التي جعلت منهم نازحين ولاجئين. وفي الاحتفال الذي اقيم لاستقبال العائدين من منطقة مليبيدة أبدى العائدون رغبتهم الكبيرة في العودة لمناطقهم التي تضم 17 قرية، وطالبوا السلطات بتوفير الامن والخدمات الاساسية. وقال ممثل العائدين هاشم اسحق ان العائدين يرغبون في العودة الى مناطقهم الاصلية بشكل نهائي، مؤكداً ان مشكلتهم سببها الحرب، واضاف نحن اخترنا السلام ووصف مفوض العون الانساني بغرب دارفور الاعداد العائدة بالكبيرة وتوقع وصول اعداد اخرى خلال الايام المقبلة واعلن اسحق عزمهم تقديم مساعدات انسانية وغذائية للعائدين، وذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة وكشف عن انعقاد اجتماع طارئ بمشاركة كل المنظمات لتقديم المساعدة الفورية للعائدين، ومن جانبه قال معتمد بيضة د. حسين الغالي استعداد محليته لحماية العائدين من معسكرات النزوح واللجوء، وذلك باقامة برامج السلام الاجتماعي بين مختلف المكونات في المحلية وطالب ابناء المحلية الذين ما زالوا في المعسكرات، بالعودة الى قراهم وقال ان الاحوال عادت الى طبيعتها والمحلية تشهد هدوءاً أمنياً كبيراً ساعد ذلك على تنفيذ عدد من مشاريع التنمية من كهرباء ومياه، كاشفاً في الوقت ذاته ان العمل في كهرباء بيضة سيبدأ في الايام القادمة واضاف الشركة المنفذة استلمت مقدم العقد ودعا جميع ابنا المحلية الى وحدة الصف وتضافر الجهود لتحقيق تعايش سلمي حقيقي. عموماً وحتى لا تكون هذه العودة كسابقاتها يجب على الجهات المختصة الاسراع بتوفير متطلبات الحياة الكريمة من الخدمات وحث المنظمات العاملة بالولاية للاهتمام بهذه الشريحة وتقديم العون لهم.