بعد تعيين مجلس التسيير الاول بقيادة الحاج عطا المنان وخروج الهلال من نفق الصراعات، كان النادي في أشد الحاجة لدعم رجاله له بالمال لمواجهة التسجيلات واعداد الفريق وديون المحترفين والمدربين الاجانب والتي وجّه بسببها الفيفا انذاراً شديد اللهجة للهلال بإيقاف نشاطه اذا لم يتم تسديدها لمستحقيها في الوقت المحدد. في هذا الوقت الذي كان فيه الهلال يحتاج لعدة مليارات على وجه السرعة للوفاء بالتزاماته اختفت كل القيادات والتنظيمات والمجموعات عن ساحة العطاء الهلالي ما عدا قلة يتقدمها حكيم الهلال طه علي البشير الذي لم يرتبط دعمه للنادي بموقع او منصب حيث كان من اوائل المبادرين لدعم مجلس الحاج عطا المنان بما يقارب المليارين الشيء الذي مكنه من تسيير النشاط وتسديد الديون العاجلة. وعندما اعلن مجلس التسيير الثاني رفضه لمواصلة عمله لمدة ستة أشهر حسب أمر التكليف وقرر قيام الجمعية في شهر يوليو نفضت التنظيمات عن نفسها غبار السنين وتحركت في كل الاتجاهات لحشد العضوية المستجلبة كسلاح فعال للوصول للسلطة عبر الديمقراطية المزيفة والتي لم يرث الهلال من افرازاتها سوى الخيبة والفشل والصراعات المدمرة التي كادت ان تنسف استقراره ووحدته وامجاده. وفي الايام الماضية نشرت الصحف انباء عن تحالف بين تنظيمي الكاردينال والبرير يتم بموجبه ترشيح الكاردينال رئيساً للهلال لقيادة مسيرة الاصلاحات والانجازات حسب ما ورد بالصحف عن هذا التحالف. والمؤكد ان الهدف الحقيقي من تحالف الكاردينال والبرير هو إسقاط صلاح إدريس ومنعه من العودة للرئاسة لتصفية حساباتهما الشخصية معه بعد هجومه المتواصل عليهما وسعيه الدائم لابعادهما عن مواقع القيادة لانهما في نظره لا يملكان مؤهلاتها، وتأكيدنا على ان تحالف البرير والكاردينال هدفه اسقاط صلاح ادريس ليس استنتاجاً بل هو تعبير عن موقف الامين البرير الذي أكد في وقت سابق عن زهده في العمل كرئيس للهلال وابدى استعداده لدعم مجموعة الحاج عطا المنان أو أي مجموعة أخرى تخوض الانتخابات ولكنه بنفس المستوى على استعداد للتضحية بكل ما يملك في سبيل منع صلاح ادريس من العودة للرئاسة بعد ان حاربه واستهدفه وحرض مؤيديه للاعتصام بالنادي وتسيير المظاهرات وتقديم الشكاوى لاسقاط مجلسه والاطاحة به ولذلك فانه لن يتردد لحظة في بذل كل ما يملك لمنع صلاح ادريس من العودة لحكم الهلال. وقبل عدة أيام أعلن اللواء طبيب عبدالله حسن أحمد البشير في قناة ام درمان ان مجلس التسيير سيخوض الانتخابات من أجل مواصلة العمل في تنفيذ المشروعات وإدارة النادي بالمستوى الذي يحقق آمال وتطلعات الجماهير في البطولات الخارجية وتطوير النادي في مختلف المجالات. وقد وجد قرار التسيير بخوض الانتخابات صدى طيباً وترحيباً حاراً في الأوساط الهلالية بعد ان وصلت لقناعة تامة بأن المجموعات المتصارعة والتي لم تحقق للهلال أي انجاز في العشر سنوات الماضية لن تفيذه في المرحلة القادمة بل ستعيده لمربع الصراعات وتصفية الحسابات بصورة اسوأ مما كانت في عهد البرير، ولذلك فقد وجدت الجماهير في قرار مجموعة التسيير بخوض الانتخابات فرصه سانحة للوقوف مع مجموعة بعيدة عن الصراعات وتعمل من أجل الهلال بتجرد ولا توظف امكانياتها وقدراتها لتدمير المختلفين معها كما كان يحدث في السنوات الماضية والتي تحول فيها النادي إلى ساحات قتال استبيحت فيها قيم وتقاليد الأزرق وسمعة وشرف الكثير من ابنائه من أصحاب الرأى والمواقف. واذا فشلت المحاولات الجارية لاثناء الحاج عطا المنان عن عدم الترشح رغم اجماع الأهلة عليه كرجل صاحب كفاءة ادارية عالية وعلى قدر كبير من التهذيب والتسامح واحترام الرأى الآخر فان أنسب من يترشح للرئاسة بديلاً للحاج عطا المنان هو اللواء عبدالله البشير الذي يتميز بشخصية قوية ومواقف صلبة وقدرة كبيرة على الدفاع عن حقوق الهلال في مواجهة أي جهة دون أي تردد فضلاً عن قدراته الادارية والتنظيمية كرجل قوات مسلحة تدرب كثيراً على اساليب القيادة المختلفة في أوقات الحرب والسلم، وقبل كل هذا وبعده فهو شخصية مقبولة من الجميع لبعدها عن الصراعات وعلاقتها الطيبة بكل شرائح المجتمع الهلالي والتي ينبغي ان تتيح له الفرصة كوجه هلالي جديد في إطار التغيير نحو الأحسن بعد ان جربنا هذه القيادات المتصارعة والتي لم يجن منها النادي سوى الخراب والدمار وفركشة حقوق الأهلة وتمزيق وحدتهم. واذا أرادت مجموعة التسيير ان تحول الترحيب الكبير بخوضها للانتخابات الى فوز كاسح في الجمعية العمومية عليها ان تقدم برنامجاً تلتزم بتنفيذه خلال فترة ولايتها وان تقوم بابعاد كل العناصر الضعيفة التي لم تقدم شيئاً خلال الفترة الماضية وأن تدعم مجلسها بمجموعة من الكوادر الهلالية التي تملك الكفاءة الادارية التي تمكنها من قيادة النادي بثقة واقتدار نحو منصات التتويج الداخلية والخارجية واعادة أمجاد النادي التي شيدتها الأجيال المتعاقبة بالدم والعرق والتضحيات.