تقرير: نجلاء عباس الأمر الذي لا يخفى على الجميع ان السياحة تعتبر أحد الموارد المتجددة ولها دور رائد في مجالات التنمية الاقتصادية والشعبية والاجتماعية والبيئية والامنية، فالسياحة من الموارد المستدامة غير قابلة للنفاد، واصبحت تعتمد عليها الدول لتطوير دخلها القومي ورفع ميزان مدفوعاتها مما يؤدي للاستقرار الاقتصادي للدول، وتعاني السياحة في ولايات السودان من معيقات كثيرة تحول دون النهوض والتطور لعدم ايلائها الاهتمام اللازم لتنمية السياحة، كما أن تبعية ادارة السياحة بالولايات تخضع للموازنات وللاستثمار مرات، واحيانا للشؤون الاجتماعية، وكثيرا ما تتبع للثقافة، اضافة الى لعدم وجود مقرات مناسبة لادارات السياحة ونقص في المعدات والتجهيز وضيق ميزانيات بعض الولايات، مما يؤدي الى إحجامها عن تنشيط السياحة. واكد وزير السياحة والآثار والحياة البرية محمد عبد الكريم الهد خلال تقرير قدمه لمجلس الولايات حول الجهود المبذولة لازالة معيقات السياحة والآثار، اكد ضرورة ايداع قوانين جديدة تحافظ على موارد الدولة نسبة للاشكالات التي تواجه الوزارة من ضعف القوانين تسبب في خروج الآثار من الباب بقسمة 50%، اضافة الى اتباع الاساليب المختلفة للتهريب، وقال الهد إن التعامل مع الاجانب يساعد على دخول النقد الاجنبي ورفع الناتج القومي للبلاد، كاشفاً ان عائدات السياحة للعام الماضي بلغت «700 » مليون دولار، بينما عائد فندق سلام روتانا وحده بلغ «3» ملايين دولار خلال عام، واضاف ان الشعب السوداني يفتقر للثقافة السياحية والولاء للوطن مقارنة مع الدول الاخرى. وقال: «الشعراء بقولوا ملعون أبوك بلد»، واشار الهد الى ان السياحة تحتاج الى تطوير وادخال كوادر مؤهلة، وقال: «يقال ان لدينا «40» مرشداً سياحياً ما شفت منهم غير «10» فقط»، ووصف الوزير التعدين العشوائي بانه آفة على الدولة وله مردود اقتصادي سلبي، واضاف ان لدينا مشكلة كبيرة مع التعدين، وحركة الآليات تشكل ازعاجاً وزعزعت الحيوانات البرية والآثار الموجودة خاصة في ولايتي نهرالنيل والشمالية، لافتا الى ان الحياة البرية في نهر النيل تعادل دخل السودان كله مما جعلنا ننسق مع الأجهزة المختصة ووزارة المعادن وشرطة السياحة لحل هذه الإشكالات، ويقول الهد إن الوزارة ليست لها السلطة في تقييم الادارات، الأمر الذي يحتاج الى وضع حاكمية مطلقة للجهة المسؤولة. ومن جهة اخرى هاجم اعضاء مجلس الولايات وزارة السياحة مؤكدين وجود عقبات تتمثل في سوء التخطيط والتوظيف الامثل لعائدات السياحة. ووصف عضو مجلس الولايات ممثل ولاية نهر النيل ميرغني مزمل وزارة السياحة بأنها تتبع اسلوب «الاستهبال» واكل اموال الدولة وتهريب العملات الأجنبية، واتهم الاجانب باستغلال الاستثمار عبر انشاء المطاعم وسيلة لتهريب العملات، وانتقد ميرغني ترشيح ولاية سنار لعاصمة الثقافة الاسلامية بحجة انها غير مؤهلة نسبة لأن الفيضانات قضت على كل الآثار الاسلامية، واضاف ان الولايات تحتاج الى دفعة كبيرة لتطوير السياحة، بالاضافة الى جهود توعوية بتاريخ وثقافة السودان القديمة، مشيراً الى ان التاريخ الفرعوني داخل السودان لكن ظلم فيه واصبح غير معروف للأجيال، بينما قال ممثل ولاية جنوب دارفور الناظر صلاح الغالي: «اختلف وضع السياحة والاهتمام بها في الفترة الاخيرة، وفي السابق لم تكن تعرف، والثقافة ضعيفة او تكاد تكون منعدمة، فالهجوم والحصار على السودان اثر سلباً في تسليط الضوء على السياحة وجذب السياح للمواقع الاثرية المعنية بمختلف الولايات»، وقال الناظر: «يتطلب من الوزارة ضرورة تذليل العقبات واعادة تأهيل البنيات التحتية وترميم الطرق لانسياب حركة تنقل السياح للمواقع الاثرية التى تعتبر مورداً مؤثراً على الاقتصاد، اضافة الى ضرورة تشجيع الاستثمار الاجنبي»، واجمع اعضاء المجلس على الاهتمام بمحمية الدندر والحياه البرية، ودعوا الى تطوير الآثار والاحتفاظ بها.