ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، نظمت أمانة المنظمات والعمل الطوعي بالاتحاد الوطني للشباب السوداني وبالتعاون مع اللجنة القومية لمكافحة المخدرات، ورشة عمل بعنوان «المخدرات والشباب .. قضية وطن» بقاعة الاتحاد بالخرطوم. وابتدر الحديث في الورشة عضو اللجنة القومية لمكافحة المخدرات الفريق د.كمال عمر حيث قال إن الابداع ليس له علاقة بالمخدرات كما يروج الناس لذلك، مبيناً أنه لم يرد في قانون مكافحة المخدرات اي حديث عن الترويج وان ما ورد في القانون ويتم العقاب عليه هو الزراعة والإنتاج، والصنع، والاستخراج، والفصل، والاستيراد والتصدير، والاتجار، والتعامل بما فيها التسليم والتسلم، والشراء والبيع والحيازة، او التملك، او الاحراز، والنقل، وادارة او تهيئة المكان واعداده، وفيها التنازل، والوساطة، والتبادل، وفي نهاية الامر التعاطي، موضحاً انه لم ترد عبارة «ترويج» من ضمن المعاملات التي يمكن فرض عقوبة عليها بالاسم ويكتفى في كل القضايا ان يعاقب الشخص حامل او حائز او محرز المخدرات باعتبار انها تجارة، وابان الفريق كمال عمر ان ظاهرة ادمان تعاطي المخدرات اوالاعتماد تتعدد في ارتباطها بالعوامل الاجتماعية والنفسية والبدنية، وتبعاً لذلك تعددت المداخل النظرية المفسرة لظاهرة الاعتماد، خاصة وان علماء النفس يركزون على الشخصية المهيأة للاعتماد ويرون انها ذات خصائص وسمات مميزة تدفع الانسان الى السقوط في دائرة التعاطي ثم الادمان، اما علماء الاجتماع فيركزون على القيم والمعايير والثقافة العملية وجماعات التعليم الاجتماعي وصراع الادوار والفشل في عمليات التنشئة الاجتماعية والظروف الايكولوجية كعوامل مسؤولة عن دفع الفرد للتعاطي، وطرح الفريق شرطة د.كمال عمر ان اسباب الادمان تتركز في وجود اسباب ومواقف اجتماعية وحياتية بحتة، وقد يستمر بعض الافراد في تعاطي المخدرات بعد التجربة الاولى، بينما يتوقف بعضهم الاخر عن الاستمرار في ذلك خاصة وان الباحثين يعتبرون المدمن إنساناً لديه استعداد نفسي ليكون مدمناً والذين يقفون في دائرة الادمان هم بالدرجة الاولى الافراد الذين لم يتمكنوا من التوافق مع حالتهم، والذين يحسون اضطرابات نفسية عميقة قد تعود عليهم الى طفولتهم الاولى وخلفية اجتماعية سيئة ومنهم من يلجأون الى المخدرات كملاذ حتى يخرجهم من ماهم فيه، كما ذهب باحثون آخرون بحسب الفريق شرطة د.كمال عمر ان الادمان يعود الى اسباب ومواقف اجتماعية وحياتية بحتة، وقد يستمر بعض الافراد في تعاطي المخدرات بعد التجربة الاولى بينما يتوقف بعضهم الاخر عن الاستمرار في ذلك اما التوقف فيرجعونه الى شخصية المتعاطي وثقافته وخلفيته الاجتماعية وخاصة الى الضبط الاجتماعي القوي، الذي يكون له دور فعال عند بدء التعاطي للمخدر وقبل استفحال العادة وتطورها الى ادمان، وبالرغم من ان هناك اسباباً مباشرة في تناول المخدرات او اساءة استخدام العقار كتوفر العقار في متناول اليد، فان هنالك اسباباً اخرى تساعد في حدوث الادمان، والبيئة اهم تلك الاسباب فمثلاً منزل فيه الاب لاه وشارب للخمر او متعاط للمخدرات او باحث عن اللذة، وام غير مهتمة بأمور المنزل ولابترتيبه ولا تهتم بابنائها اوغير موجودة بالمنزل، وغيرها من الامور التي تشغلها وتجعلها قدوة سيئة، وهكذا لن يجد الطفل من يرعى شؤونه ويهتم باصلاح اخطائه بل يجد الجو مهيأً له ليتمثل القدوة السيئة التي يقتدي بها، وعكس ذلك ايضاً صحيح، وكشف الفريق شرطة د.كمال عمر ان احدى الدراسات كشفت ان ظاهرة تعاطي المخدرات تنتشر بين الشباب في مقتبل العمر في المدن المكتظة سكانياً والذين يقطنون الاماكن الشعبية او الذين يعانون من ظروف الحياة القاسية او اولئك الذين تقل رقابة الاسرة عليهم وينخفض لديهم الوازع الديني والاخلاقي، واوصى الفريق شرطة د.كمال عمر بضرورة الاشارة في التشريعات القانونية الى المروجين باعتبار جريمة الترويج جريمة منفصلة وادخال من يخاطبون الناس وهم يعلمون انهم يروجون لاستخدام المخدرات بسوء نية وضبط التوعية والارشاد حتى لا يتحدث عن مكافحة المخدرات من لا يملك المعلومة الصحيحة التي تخدم الغرض، وانشاء المراكز العلاجية لاعادة تأهيل المدمنين وتضمين التشريعات سلطات لمحاكم الموضوع لتقرير العقوبة حتى يتمكن القاضي من ان يحكم بايداع الشخص المتعاطي لمركز تأهيل بدلاً من ايداعه السجن، وبدوره كشف البروفسير مالك حسين ان ترويج المخدرات بكل انواعها العضوية وغير العضوية هي اكبر عقبة امام القانون، داعياً في كلمته في الورشة الى تطوير القوانين الخاصة بمكافحة المخدرات لتواكب الواقع المتسارع فيما يلي قضية المخدرات، وتطوير المعامل الخاصة بالمكافحة لتتواءم مع الطفرة النوعية والكمية في عالم المخدرات في العالم، الدكتور حاتم ادريس الخبير الوطني والناشط في مجال مكافحة المخدرات اكد ان الرقابة المجتمعية انخفضت لدرجة مخيفة بل ومعدومة، مضيفاً ان الضغوط النفسية والتي تمر بها الاسر جراء الوضع الاقتصادي المتردي في السودان وخاصة العاصمة الخرطوم، ما يجعل الامهات لا يقمن بدورهن كاملاً جراءها مشيراً الى ان الضفط النفسي ايضاً على الابناء «اي زول عاوز ولدو دكتور ومهندس والطفل برنامجو البيت المدرسة المدرسة البيت من غير راحة او فسحة او ترويح او ترفيه ...» وهؤلاء الابناء الذي يعانون الضغط النفسي والاجتماعي سرعان ما يبحثون عن ما يفرغ ضغطهم وبطبيعة الحال المخدرات بانواعها من تلك الاشياء التي يجدونها بلا كثير عناء، وشهدت الورشة نقاشاً مستفيضاً وجدلاً مسؤولاً وصريحاً للغاية، بشأن موقف تعاطي المخدرات في السودان والاسر التي تروج وتعمل في تجارة المخدرات، كما شهدت الورشة حلولاً ناجعة وجذرية للذين يقومون بزراعة المخدرات في مناطق السودان المختلفة خاصة في منطقة الردوم.