ظلت وستظل المخدرات الداء الخطير الذي يهدد الشباب وداء العصر الذي تسعى الأجهزة الامنية وبكامل قوتها لمحاربته لما لها من عواقب كبيرة تقع خاصة على الشباب وطلاب الجامعات وطلاب المدارس بأن اقامت مجهودات عدة من برامج توعوية واخرى حملات نفذتها في حالة اكتشاف محاولة ادخال كميات من المخدرات لداخل ولاية الخرطوم بأن تقوم برصد الجناة وتجار المخدرات بواقع مصادر من افراد المباحث يتابعون الأمر حتى تحين فرصة المداهة والضبط.. وكانت ادارة مكافحة المخدرات قد اعلنت في وقت سابق عن تزايد تجارة وتعاطي المخدرات بالبلاد بصورة مطّردة، وطالبت بزيادة التمويل للحد من الاغراءات والتحديات التي يمكن ان تواجه رجل الشرطة، وكشفت في الوقت نفسه عن مقترحات في القانون لرفع عقوبة التجارة في المخدرات للإعدام مع توسيع معاني الحيازة وإدخال مقترح في القانون بتتبع الأموال المتحصلة بواسطة المخدرات ووضع مدير ادارة المخدرات، جملة من المهددات التي تواجههم على رأسها الحدود الطويلة مع دولة جنوب السودان التي عرفت تاريخيًا بزراعة المخدرات. تجارة المخدرات: صرح مدير معهد الأدلة الجنائية برئاسة الشرطة اللواء د. أحمد عوض الجمل ل«الإنتباهة» ان تعاطي المخدرات يساعد على تفشي الجريمة بصورة واسعة نسبة لتأثيرها المباشر على الجهاز العصبي المركزي ومن اخطر انواع المخدرات «ماركوانا، الحشيش، البنقو» وأضاف ان هناك مواد مهلوسة (l_s_d) ومن انواعها مسكالين، البيوتي، البنقو المستخدم بالسودان»، واشار ان تأثير المواد المهلوسة يسبب ارتكاب الحوادث المرورية واغتصاب الاطفال واغتصاب المحارم وقد تصل لارتكاب جريمة القتل، واكد ان المخدرات تسبب حالة من التعود والادمان مما يضطر الشخص المتعاطي لبذل المستحيل لتوفير الاموال لشراء المخدرات حتى ولو بلغ الامر الى ارتكاب جريمة السرقة واشار الى انه وبالرغم من انه ليس للمخدرات سوق تجاري شرعي الا ان تجارة المخدرات بلغت اعلى نسبة مبيعات في العالم بما فيه السودان وشدد د. أحمد الجمل على ضرورة الفحص المعملي الدقيق في حالة التبرعات بالدم لما تشكله من اخطار تحطم الافراد، وذكر ان السودان من الدول المصادقة على اتفاقية اليونسكو في النشاطات الرياضية التي اعلنت في الشهر المنصرم بالمؤتمر الدولي بباريس فيما سبق ان مستشار رئيس الجمهورية الاسبق وعضو البرلمان صلاح قوش اعتبر تعاطي المخدرات سببًا رئيسيًا في ارتفاع معدلات الجريمة وتزايد ملحوظ فى نسب تعاطي المخدرات وسط الشباب والطلاب، وقال: تقع جرائم عديدة بسبب المخدرات مستغربًا تعامل الشرطة مع الجريمة بعد وقوعها، واضاف ان الاجراءات المتبعة في منع تفشي المخدرات لن تؤدي الى الحد من الجريمة، وطالب ادارة مكافحة المخدرات بالعمل على منع التعاطي، ونبه قوش ان مشروع السجل المدني يعتمد على المعلومات الميدانية والبيانات الحيوية دون الاستفادة من التاريخ القديم للمواطنين ومكوناتهم القبلية.. وكشف وزير الداخلية ابراهيم محمود حامد فى تقريره الدورى امام البرلمان السودانى عن انخفاض الجريمة والبلاغات الجنائية بنسبة «1,9%» عن العام الماضي.. واكد تدوين احصائيات الشرطة «478517» بلاغاً جنائياً خلال العشرة أشهر الماضية من العام الحالي مقابل «488620» بلاغًا العام الماضي.. واكدت مصادر ل«الانتباهة» تزايد نتائج نسبة تعاطي المخدرات ساعة بعد ساعة بصورة يصعب علاجها اذا لم يتم تلافيها في وقت مبكر.. وقالت ان هنالك اسبابًا كثيرة تجعل الشباب يهربون من الواقع الى المخدرات، خاصة ان رفاق السوء يلعبون دورًا كبيرًا في ارتفاع معدلات متعاطي المخدرات لانهم يغرسون فيهم سلوكًا غير سليم حتى صارت ظاهرة انتشار المخدرات لها رد فعل ونتيجة لعدم الايفاء بالمطلوبات وانعدام القدوة الحسنة في الأصدقاء الذين يكون لهم دور إيجابي. واشارت المصادر انه من ضمن اسباب تعاطي المخدرات الفشل عاطفيًا وفي الدراسة، وان هنالك بعض الناس لهم نزعة تدميرية للذات، والإحساس بعدم جدوى الفرد في الحياة وانعدام الثقة بالذات، والاحساس بعدم الفاعلية في المجتمع. فان المسؤولية تضامنية في المجتمع ما يتطلب نزع النظرة الانانية للفرد، وكما هو معروف ان الحياة الاجتماعية في تفاعل انساني واستفادة الاصدقاء من بعضهم البعض في التوجيه والارشاد، واضافت ان هنالك بعض العوامل الاجتماعية تؤدي الى ارتفاع نسبة تعاطي المخدرات تتمثل في ارتفاع نسبة البطالة بين الطلاب والشباب والذين هم في عمر الانتاج. ويستخدمون المخدرات كوسيلة للكسب والوصول للثراء السريع، وتؤثر المخدرات على التنمية الاجتماعية اذا كانت بهذا الشكل تؤثر على الجانب الاقتصادي. الصراعات السياسية: واشارت المصادر ان من ضمن الاسباب الصراعات السياسية والحروب والتفكك الاسري. وانتشار ثقافات وافدة متاحة عبر الاجهزة الاعلامية والقنوات العالمية دون مراقبة من الاسرة. الي جانب وجود ثورة معلومات ومجتمع محاصر بتحديات كبيرة اهمها مواكبة الثورة التقنية العالمية التي اصبحت متاحة للطفل المراهق والاسر تعاملت مع هذه التقنية كبديل لدور الاسرة وهذا خطر كبير. وهناك اخطار اخرى ناجمة من المحاكاة للثقافات الوافدة التي تؤثر على ازدياد نسبة متعاطي المخدرات بالاضافة لآثار كبيرة تحدث من تعاطي المخدرات مثل «الآثار الامنية وحوادث الطرق والمرور» يكون فيها متعاطي المخدرات في حالة من عدم الانتباه الامر الذي يساعد في ارتفاع معدلات الجريمة. بجانب آثار اخرى تقود لانعكاسات سالبة على صحة الانسان ابرزها اضطراب دقات القلب واضطرابات في السمع والبصر باعتبار ان تعاطي المخدرات يؤدي لاختلالات في الجسم تقود للقلق وفقدان الذاكرة الانسان يفقد بها خواصه الانسانيةه انواع التعاطي: قالت المصادر ان هنالك نوعين من تعاطي المخدرات اولاً: تعاطٍ اختياري وتعاطٍ اجباري. و ذكرت ان التعاطي الاختياري للمخدرات بكامل ارادته وذلك عبر سبل تعاطي المخدرات ابرزها تعاطي المخدرات عن طريق الكفيل وذلك غير ان يكون هنالك شاب ثري جدًا يقوم بشراء تكاليف المخدرات دون مشاركة احد، على ان يكون دور الآخرين هو احضار المخدرات وتهيئة مكان التعاطي.. مشيرًا الى أن هنالك طريقة اخرى لتعاطي المخدرات عن طريق التضامن لشراء المخدرات وتقوم على ان يقوم كل فرد بدفع نصيب محدد بالتساوي مع بقية الافراد. وقال ان هنالك عمليات كبيرة لترويج المخدرات اخطر من التعاطي باعتبار ان المروج ينشر هذه السموم على اكبر قطاع من المواطنين وبذلك يكون الخطر كبيرًا جدًا. الآثار الاجتماعية للتعاطي واشار المصدر الى ان المخدرات تعمل على تفكيك وتقويض النظام الاسري وتفكيك العلاقات الاجتماعية بين المتعاطي واصدقائه.. اما ان يتجنبه اصدقاؤه لان المدمن موصوم بالمهانة واما ان يعيش وحيدًا مخافة اكتشاف امره. وذكر انه قد يصبح المتعاطي نزيلاً لاحد السجون فهو مستعد لان يسرق او يقتل للحصول على المخدرات ومن الآثار النفسية يفقد الفرد دوره الاجتماعي ومن الآثار النفسية ايضًا الادمان يؤدي الى اضطرابات في الادراك الحسي والفكري والوجداني مصاحبة بهلاويس سمعية وبصرية وحسية والشعور بالحزن والاكتئاب وعدم السيطرة على اعصابه ويصاحب ذلك ضعف في الذاكرة وانعدام الشهية ونجد ان المدمن يشكك في كل من حوله وما حوله. ووقال انه وفي حالة عدم الحصول على المخدر في بعض الاحيان يحصل للمدمن انهيار عقلي ونفسي وانفصام في الشخصية وتجد التعلق بالمادة نفسها يجعل المتعاطي يتحول الى المتشوق الذي لا يمكن ان يتنازل عن عاشقه. واضاف ان للمخدرات آثارًا اقتصادية ابرزها الفقر لكثير من الاسر كما تتسبب في ترك العمل وزيادة البطالة في المجتمع. و يقلل الانتاج العام للدولة ويتسبب في ضياع جزء كبير من الدخل الوطني في الصرف على شراء المخدرات او معالجة المدمنين او في جلب الضرر جراء الخسائر التي يسببها المدمن. بجانب الآثار الامنية للتعاطي التي تشكل سببًا رئيسيًا في حوادث المرور وتساعد في زيادة معدلات ارتكاب الجريمة بانواعها كما تسبب خسائر مادية واجتماعية واقتصادية كبيرة ويشكل المدمن خطرًا كبيرًا على الامن العام ويهدد سلامة المواطنين لانه يمكن ان يرتكب جريمة في أي وقت. والمخدرات تؤدي لتأثيرات كبيرة على صحة الانسان بتأثيرها على القلب والسمع والبصر والقلق وقلة النوم وفقدان الذاكرة والانطواء على النفس والموت المباشر جراء تناول جرعة زائدة تفسد العقل والتفكير وتطور تعاطي المخدرات طرق التعاطي: واضاف المصدر انه قد انتشرت طرق كثيرة في التعاطي وان من ابرزها طريقة اللف والطريقة الثانية هي النرجيلة «الشيشة» الطريقة يتم فيها استخدام الشيشة البنقو بشكل اساسي بخلط المعسل تبغ الشيشة بالبنقو وذلك بطريقتين هما الخلط المباشر والتعطين. واضاف ان هناك طرقًا اخرى لتعاطي المخدرات تتنوع في درجات تأثيرها وتتباين في اسعارها وتتمثل في الابر الحقن والبودرة عبر الشم والتقبيل للخدين خاصة عند الاناث واللصق او الطوابع و التي تتميز بخطورة في عدم سهولة ملاحظتها اضافة الى ذلك ان الحبوب تتميز بزهد اسعار بعضها. و قال ان من ضمن وسائل التعاطي الاجباري ان يتعاطى الفرد المخدرات دون علمه او رغمًا عنه حتى يدخل الفرد عنوة لحلقة التعاطي الاجباري واضاف المصدر الامني ان المروجين وتجار المخدرات يلعبون. واضاف المصدر ان بودرة الخدين تستخدم عند الاناث في التحية والتقبيل على الخدين. اضافة الى ذلك الطوابع البريدية او الاشرطة اللاصقة والاغواء باستخدام السجائر او الشيشة وايهام المستهدف. ودعا المصدر إلى بضرورة مراعياة الحلول والانعكاسات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنفسية وغيرها من خلال دعم البحوث والدراسات الناجحة التي تتناول موضوع الادمان ووسائل الوقاية منه ونشرها وتدريب المتدربين من الطلاب وتكثيف جرعات التدريب للاختصاصيين النفسيين في المدارس والجامعات. و تفعيل دور الائمة والخطباء في الجامعات والمساجد والكنائس حول خطورة آفة المخدرات وغرس الوازع الديني والقيم السامية في نفوس الطلاب الشباب والتأكيد على ان المخدرات بجميع انواعها محرمة في الاسلام لانها تفسد العقل والحياة. وتضافر الجهود بين كل الاطراف حتى تستطيع الجهات المسؤولة مواجهة هذا الخطر ودفعه عن الامة باقامة الندوات والدورات في المصانع والمؤسسات يشترك فيها علماء الدين والمختصون لتبصير الناس باضرار المخدرات وآثارها المدمرة على الفرد والمجتمع وتبسيط المعلومات الدينية الخاصة بحماية النشء من المخدرات. وتشجيع الافكار المتكررة ودعم الاسرة المعرضة للخطر من آفة المعاملة مع اولادهم وزيادة الثقة بينهم لحمايتهم من الانحراف السلوكي. ودعم دور الأسرة لمعاونتها على القيام بدورها في التربية السليمة وتحقيق الترابط الاسري بتفعيل دور مراكز الشباب واستغلال اوقات الفراغ في انشطة مفيدة ولابد من تفعيل الدور الرقابي والمواد الصيدلانية كاحد مصادر الطلاب والشباب للمخدرات والعمل على تدريب الكوادر من الاختصاصيين والنفسيين والاطباء وهيئة التمريض للعناية والرعاية للمدمنين.