طائرة الأمير بندر تهبط السعودية عائداً من واشنطن.. بعد أن أبعدته السعودية العام الماضي. وطائرة الملك السعودي في القاهرة يعبر عائداً.. ولقاء السيسي به في طائرته. وطائرة السيسي في الخرطوم يعبر عائداً إلى بلده.. وهبوطه للقاء البشير. وطائرة لافروڤ وزير موسكو في الرياض... طائرات كلها كلمات في جملة واحدة عن التحولات الهائلة التي تعيد رسم المنطقة الآن. (2) .. وحريق سورياوالعراق الآن وكل جهة تطهو إفطارها عليه.. أمريكا ترهق إيران حتى تجعلها تذعن لما تريد في المسألة النووية. .. والسعودية لا تريد إيران في العراق.. ولا تريد داعش في العراق والمنطقة. وموسكو تغني للسعودية لشيء ضخم تريده. وتقاطع العراق هذا يجعل موسكو = حليفة إيران = تقدم حلفاً = أو حديثاً = يجعل من التقارب السعودي الروسي الإيراني حلاً لمشكلة العراق (إبعاد المد الإيراني في العراق وإبعاد داعش هناك).. وواشنطن = خوفاً من إبعادها تجعل العصا بين سيقان الحلف.. والسخط يجعل السعودية تدعو الأمير بندر لقيادة المخابرات السعودية. والسعودية تقول جملتين بكلمة واحدة. بندر الذي يبعد في العام الماضي لأنه قال = في موسكو = كلمة لا ترضاها السعودية.. تعيده السعودية الآن للحديث مع موسكو من هنا.. ولقطع الحديث مع واشنطن من هنا. (3) .. وفي الأحلاف التي تصنع الآن .. السعودية تقود.. .. وحديث بندر مع موسكو يصبح خطيراً جداً حين يتبين أن: موسكو تسعى منذ سنوات إلى حلف نفطي بين السعودية وروسيا يجعل العالم تحت أقدام الحلف هذا. (وروسيا التي تمد خط أنابيب يجعل آسيا في جيبها وتجمع نصف ذهب العالم لتركيع الدولار.. روسيا هذه إن هي نجحت في جلب نفط السعودية.. فقدت أمريكا زعامة العالم). وعام 2003 ولي العهد السعودي يهبط موسكو. وعام 2007 بوتين يهبط الرياض. و.. و.. وشيء يحدث.. وبندر (يبعدونه).. وشيء يحدث وبندر (يعيدونه). وكلها جمل فصيحة. (4) والسعودية تجمع الخيوط.. وطائرة العاهل السعودي تهبط القاهرة = عائداً من الغرب = ولم تكن الجغرافيا هي ما يجعلها تهبط. السعودية كانت تحدث السيسي حتى لا يضطر تحت الاضطرار (العجز المصري مئات المليارات) إلى الذهاب إلى إيران. وطائرة سيسي عائداً من قمة إفريقية تهبط الخرطوم لأنها تحمل رسالة من السعودية إلى البشير. وسيسي يطير فرحاً بالرسالة. أحلاف مثل سحب الخريف أمام الريح تتقلب الآن في المنطقة. والسودان له حديث مشابه.
وصاحب بورتسودان الحسن الذي يتهم بالتجسس وتحمل الصحف نبأ انتحاره يعاد فتح ملفاته من الجهة الأخرى. .. ووفاة المتهم قبل المحاكمة خطوة تجعل البحث يتخبط في الظلام. .. وكل أحد يصبح قاضياً وهو يقرأ ملفات ظنونه. وبعض الملفات هذه يتساءل عن : كيف يمكن لرجل لم يكمل الابتدائية أن يعمل في حقل الجاسوسية الرهيب. وآخر يسأل عن : كيف له وملفات بعض مستشفيات القاهرةوبورتسودان تتحدث عن مرض عصبي كان يجعله يزورها. والشهادة هذه تصبح دفاعاً عن الرجل من جهة.. وإشارة قوية إلى احتمال انتحاره من جهة. .. وإشارات وإشارات.. كلها لا ينتهي إلا باقامة محاكمة للرجل.. مهما كان صاحبها غائباً للأبد.