مازلنا تحت ظلال رحمة الله سبحانه وتعالى وفي الطريق إلى المغفرة بإذنه تعالى.. وقد جاء أن حذيفة قال: «أنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة».. وحديث ابو هريرة مرفوعاً: «الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر» وحديث أبي سعيد مرفوعاً: «من صام رمضان وعرف حدوده كفر ما قبله».. و«كل العمل كفارة إلا الصيام».. وكل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لله وهو يجزئ به، وهذا معنى نص الحديث القدسي.. ولأنه يعلم حقيقة الصائم من المفطر والصائم.. والصيام أنواع.. صيام العموم وصيام الخاصة.. وخاصة الخاصة.. وللاعزاء الذين يبحثون عن الاعذار هرباً من الصيام.. او يتظاهرون امام الناس بالصيام، لأن الصيام عبادة لها تقديرها وقدسيتها واعتباراتها، وقد قيل أن للطاعات يوم القيامة ريحاً تفوح.. وقال صلى الله عليه وسلم «والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» وفي حديث «الدين المعاملة» نعود هذه الأيام لنجد أن التعامل بين الناس يمشي في بدايات رمضان على حد السيف.. كلمة والثانية وتتفجر الأوضاع وتنتفخ الأوداج وتعلو الأصوات، ولا يتورع الكثيرون حتى والبعض يذكرهم بالصيام والصبر والتحمل. ضيق الخلق والتوتر والمشاجرات التي تحدث في نهارات هذا الشهر الفضيل ليس لها تبرير إلا التغيير الذي يحدث بالصيام، ولعلها تأثيرات طفيفة وجانبية على الأعصاب والشعور والإحساس والتفاعل مع الأحداث اليومية.. وإشارة لتصفيد الشياطين في هذا الشهر نقول صدق رسول الله في كل ما يقول، لأن المقصود بالشياطين قد تكون تلك التي تسترق السمع والمذكورة في القرآن وقد يكون بعضهم.. وهم «مردة الشياطين».. والاحتمال أن المراد من التصفيد للشياطين تعجيزهم عن الإغواء وتزيين الشهوات، ويظهر ذلك جلياً فالمساجد تمتلئ بالمصلين في رمضان من دون بقية شهور السنة.. وبالطبع لا يلزم من تصفيد الشياطين ألا يقع شر أو معصية.. ولأن لذلك أسباباً غير الشياطين.. كالنفوس الخبيثة وشياطين الإنس والعادات القبيحة التي أنشبت أظافرها في أعماق الكثيرين من الضعفاء والجهلاء والمرضى.. وددت أن أقول إنها فرصة لا تعوض وربما لا تعود مرة ثانية لنكفر فيها عن ذنوبنا وسيئاتنا، ونسأل الله أن يرحمنا ويغفر لنا ذنوبنا ويكفر عنا سيئاتنا إنه هو التواب الرحيم. مرشحكم رمز «الموية» والنور منذ سبتمبر الماضي ومنذ أن ضاقت واستحكمت حلقاتها.. وكنا ننتظر أن تنفرج إلا انها «اتعسمّت» وازدادت حلقاتها استحكاماً.. لدرجة أن شهر رمضان المعظم عندما حلَّ علينا وجد غالبية أهلنا صياماً منذ فترة.. إلا من وجبة واحدة في اليوم واحياناً هذه الوجبة تتعزر وتتدلل.. ويتواصل الصيام.. خصوصاً وقد بلغ السوق من الغلاء الفاحش مبلغاً لا ندري كم نضع أمامه من الأصفار، ويكفي منه فقط أن «سلعة صغيرة» لا يستطيع أي مواطن أن يتحصل عليها «لا من جيبه ولا من جيب جاره ولا صديقه» ولا كلها مجتمعة معاً حسبنا الله ونعم الوكيل.. الأمر الموجع أن الحكومة لا تحرك ساكناً في خصوص الغلاء المعيشي لضروريات الحياة.. وحتى قطوعات المياه.. وانضمت إليها قطوعات الكهرباء.. واجتمع كلاهما لنفض جيب المواطن المغلوب على أمره، وكل واحدة تعتمد على الأخرى في أهميتها عند المواطن.. فيدفع وتطير السلعتان.. ولا يدري أحد إلى اين تذهب اموال فواتير سداد الدفع المقدم للمياه والكهرباء معاً مع انعدام صريح لوجودهما. والسؤال البريء.. هل يعرف المسؤولون حكاية هذا الغلاء المبالغ فيه لأسعار السلع الاستهلاكية الضرورية؟ وهل تقطع عندهم الكهرباء والمياه.. في منازلهم في اليوم لمدة ست ساعات فقط؟! أما السؤال الأكثر براءة فهو: هل يتوقع هؤلاء المسؤولون أن تتراكم في صناديق اقتراعهم في الانتخابات القادمة أصوات هذا الشعب ليتواصل حكمهم.. وتتواصل مسلسلات الغلاء الفاحش وانقطاع الكهرباء والمياه.. وجمع فواتيرها مقدماً..