آثار الألغام: ومن الناحية الاقتصادية والتنموية أصبح وضع هذه الولايات في مرحلة خطرة جداً باعتبار أن الألغام موجودة في مناطق الأراضي الزراعية والرعوية ومناطق مشروعات التنمية والطرق التي تربط بين الولايات وداخلها ومناطق الحياة البرية، مما جعل السودان مصنفًا ضمن أكثر عشر دول تضرراً من الألغام في العالم ويوجد في السودان حوالى 20 نوعًا من الألغام، ويبقى السؤال عن دور المسؤولين في حماية هؤلاء المواطنين، وكيف تسير عمليات إزالة الألغام لضمان سلامة المواطنين. انفجار ألغام: وقال مصدر أمني مسؤول ل«الانتباهة» أمس إن سلطات الدولة بدأت في محاربة الألغام المزروعة عبر بعض المنظمات والجهات العاملة في هذا المجال لما خلفته الحروبات القديمة من أضرار وآثار بوفاة أشخاص، وأضاف أن خطورة الألغام التي ثبت وجودها ببعض المناطق في ولايات السودان المختلفة تكمن في عدم انتهاء هذه الألغام رغم زرعها منذ الحرب العالمية الأولى والثانية، وعزا صعوبة ذلك لعدم وجود خارطة تحدد أماكنها، وأضاف المصدر أن أي جهة زرعت الألغام تسعى لأن تكون لها خارطة تحدد عبرها أماكن زراعة الألغام لتتمكن من نزعها بعد انتهاء فترة الحرب والنزاعات المسلحة التي تنفذ بواسطة متمردين يتلقون دعمًا من الحركات المسلحة. حمّل رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهرالحركات المتمردة بمناطق النزاعات مسؤولية زرع الألغام والتسبُّب في قتل وإصابة كثير من المواطنين نافيًا زراعة القوات المسلحة لأي لغم في تلك المناطق، وقال إن الحركات المتمردة لا تحكمها قيم أو أعراف مبينًا أنها لم تضع خرطًا لأماكن زرع الألغام بحسب ما تقرره الأعراف والمواثيق العالمية، من جهته أعلن وزير الشؤون الإنسانية بالإنابة د. مطرف صديق أن السودان لا يزال يعمل بوسائل بدائية في إزالة الألغام معتمدًا على الوسائل اليدوية وأشار إلى تكرار انفجار الألغام بالمناطق المتأثرة بالحرب كما أشار إلى أن المساحة الكلية المتأثره بالألغام والذخائر غير المتفجرة بولايات الشرق أكثر من «59» مليون متر2 تم تطهير 31 مليونًا منها لافتًا إلى أن الإصابات أغلبها تتركز في الرعاة مشيرًا إلى أن عدد الإصابات «1536» بينها «463» حالة وفاة، بجانب وجود «1037» مصابًا في بقية الولايات المتأثرة حتى أبريل الماضي، وأبان أن ولايات جنوب كردفان أكثر الولايات المتأثرة بالألغام وتحوي «852» منطقة خطرة «85» حقلاً للألغام و«50» منطقة مشتبهة، وأشار مطرف الى أن التمرد الأخير زرع «22» لغمًا داخل مدينة كادقلي تمت إزالتها جمعيها ماعدا لغمًا واحدًا انفجر في حافلة ركاب كما أكد أن الوزارة تخطط لإعلان الشرق خاليًا من الألغام بحلول عام 2013م وأبدى أسفه لضياع مجهودات نزع الألغام في مدينة النيل الأزرق خلال الفترة الماضية بسبب تجدد الحرب وزرع التمرد كميات كبيرة من الألغام تجعل الجهات العاملة لمكافحة الألغام تبدأ من نقطة الصفر.. وأوضح مطرف أن الأمر آل بالكامل إلى االسلطات الوطنية. مشكلات الألغام: بدأ ظهور مشكلة الألغام في السودان منذ الحرب العالمية الثانية حينما قامت جيوش الحلفاء بزرع الألغام في المنطقة الواقعة بين الحدود السودانية المصرية والليبية وفي الحدود السودانية الإريترية، وعند قيام الحرب الأهلية الأولى في السودان استخدمت الألغام بشقيها المضاد للإنسان والمضاد للآليات وتبقى الجزء الأكبر منها في المناطق التي لم تكن ذات أهمية تنموية ولم تكن مأهولة بالسكان في ذلك الوقت.. ولاتزال بعض الألغام موجودة حتى الآن يضاف إليها المخلفات الأخرى للحرب من ذخائر غير منفجرة في مناطق عمليات الحرب الأهلية الأولى، إلا أنها ظهرت بصورة كبيرة خلال الحرب الأهلية الثانية التي انتهت بتوقيع اتفاق السلام الشامل في 2005م ولكن تأثيرها كان ولا يزال كبيرًا شمل 20 ولاية من ولايات السودان بتأثيرات متفاوتة من بينها 14ولاية تأثرت تأثُّراً كبيراً بوجود هذه الألغام، وقد أكد المسؤولون وجود أعداد كبيرة من ضحايا الألغام تم حصرهم حتى عام 2010م بلغ عددهم من الذكور 3,674 ومن الإناث 572 والضحايا غير المتعرَّف عليهم بلغ عددهم 130 إذاً جملة ضحايا الألغام والذخائر بلغت 4,377 شخصًا.. هذه الأرقام وصفها المراقبون بالكبيرة والمخيفة بجانب الإحصاءات التي عرضها وزير الشؤون الإنسانية بالإنابة مطرف صديق، أمام البرلمان عن ضحايا الألغام في حرب النيل الازرق، لأن تنمية المنطقة تتوقف على مجهودات أبنائها لكن مع وجود هذه المهددات الأمنية لا يستطيع المواطنون التحرك للرعي والزراعة أو إقامة أي مشاريع أخرى.