منذ صغرنا والساحة الرياضية على مستوى كرة القدم يسيطر عليها فريقان «الهلال والمريخ» وإن كان هناك ضلع ثالث فإنه يأتي بالتناوب، ففي السابق كانت الموردة هي البعبع المخيف للقمة، ثم جاء حي العرب بورتسودان الذي تكسرت أنيابه وهبط الآن لدوري الدرجة الأولى، وهناك الأمل عطبرة وعدد من فرق الولايات كان لها حضور في زعزعة فريقي القمة، أو لنقل الوقوف أمامهما في المستطيل الأخضر، ولكن في النهاية السيطرة إما للأزرق أو الأحمر، ليبقى الدوري الممتاز دون أنياب، ولكن في هذا الموسم بدأنا التفاؤل خيراً بعد القوة التي أظهرها الأهليان «شنديوالخرطوم» في الممتاز، ولكننا مازلنا نبحث عن الفريق الذي ينتزع اللقب من العرضة «شمال أو جنوب»، وأعتقد أن هذا لن يتحقق إلا بدعم أندية الممتاز مادياً كما فعل جهاز الأمن والمخابرات بشراكته مع نادي الخرطوم، أو دعم أندية الولايات من قبل حكوماتها كما يحدث في الشقيقة مصر التي أصبح دوريها من أقوى الدوريات في الوطن العربي، وهذا بفضل الدعم الذي تجده أنديتها من المحافظات أو من تبني الشركات والمؤسسات العسكرية للأندية والصرف عليها، مما جعل الأندية المصرية تنافس بقوة في دوريها العام وكذلك الكأس الذي خرج في العديد من المواسم، وآخرها الموسم المنصرم، من قمة المحروسة «الأهلي والزمالك»، هذا إلى جانب أن الدوري المصري يشهد في كل موسم وافدين جدداً يلعبون بقوة حتى مع أندية القمة، وهذا ما يفتقره الدوري السوداني الذي تغيب عنه فرق عدد من الولايات منذ انطلاقته وحتى الآن، وأكثر ما أسعدني هذا الموسم دخول ولاية «بحر أبيض» لخريطة الممتاز برفقة الأهلي مدني الذي سبق له اللعب في الممتاز، ولكن دخول الرابطة كوستي يمثل بارقة أمل لبقية الولايات التي لا توجد لها فرق بالممتاز، كما أسعدتنا شندي في الموسم السابق وهي تخرج لنا بفارس قوي جاء للممتاز بقوة أهلته إلى أن يصبح من فرق المقدمة، وكذلك الأهلي الخرطومي. ونرجو أن يكون فريق الرابطة كوستي مثلهما في مقارعة الفرق الكبيرة، ونرجو كذلك أن يجد الرابطة دعماً واهتماماً من قبل حكومة الولاية فهو يمثل «بحر أبيض». ونرجو أن يأتي يوم نشهد فيه جميع ولايات السودان وهي تمثل بفرقها في الدوري الممتاز، وتلعب باسم السودان في المحافل الإفريقية والعربية، وتنزع سيطرة الهلال والمريخ.