تنطلق أمامنا بسرعة عربة فارهة محملة بوجبات إفطار رمضانية مبسطة اسمها ««Easy». والكلمة الإنجليزي «Easy» تعني: «البساطة والسهولة واليسر». كان إفطار النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان بسيطاً وسهلاً، وكان بالرطب أو التمر والماء. ولقد وردت عن ذلك أحاديث وعددت فوائده الصحية العظيمة. «اقرأ فقرة إفطار النبي بهذه الصفحة». إفطار «إيزي» ينطلق أمامنا بعربة فارهة يسابق الزمن، والساعة تشير إلى ما قبل موعد الإفطار وآذان المغرب بنحو عشر دقائق فقط. إلى أين تسير العربة؟ وما نوع الإفطار الذي تحمله؟ ولمن؟ ولماذا في هذا الوقت الحرج؟ نعم! العربة خرجت من «معمل القرآن الكريم» بالفتيحاب شارع الشهيدة سلمى، حيث كان قد جرى إعداد الوجبة، والآن هي تقترب من مدخل كوبري النيل الأبيض، وها هي تقف بالقرب من السلاح الطبي عند تقاطع شارع الموردة والشارع المؤدي لشارع الأربعين. كل العابرين للخرطوم والعائدين منها لأم درمان وحتى الذين يقصدون المستشفى يمرون بهذا الملتقى «عنق الزجاجة». يهدف القائمون بأمر «Easy» إفطار كل الصائمين العالقين المستخدمين للطريق الذين يتعذر عليهم إدراك الإفطار بمنازلهم أو حيث يقصدون. هذا العمل يقوم به «لوجه الله» فتية ويستمتعون به في التقرب لله بأعمال الخير في هذا الشهر المبارك. نزلنا من العربات، وكنت في صحبة الشيخ أبو طارق الرشيد، الداعية والمفكر الإسلامي وأحد أئمة وخطباء مسجد الغفران بالمهندسين، وهو المشرف على مشروع أو مشروعات «Easy» وصاحب الفكرة، وفي معيته كوكبة من الشباب يوزعون على عدة مواقع يقدر عددهم نحو ثلاثين شاباً تقريباً. كانت الساعة تقترب من موعد الآذان والإفطار بثوان، ثم بدأت المجموعة بمن فيهم الشيخ في توزيع وجبة إفطار «Easy» المكونة من «كرستالة ماء بارد صغيرة ومجموعة من التمرات وقطعة من الكيك في عبوات مكيسة بطريقة حضارية». المستهدفون هم عابري الطريق العالقين راكبين أو راجلين. ويؤذن الآذان في نفس تلك اللحظات فيبدو لك المشهد الرمضاني الرائع، والشباب يفتحون أذرعهم للعربات يوزعون لها «Easy». مركبات كبيرة وصغيرة وحتى الراجلين في تغطية تتسم بالسرعة والنشاط من شباب «Easy». { وسألت الشيخ أبو طارق الرشيد: متى بدأت الفكرة وما هي أهدافها؟ فاجاب: بدأت الدعوة لمشروع «Easy» بالمساجد وعمرها «3» سنوات.. وكانت بداية الدعوة بمسجد الغفران بالمهندسين، الهدف منها إفطار الصائمين العالقين على الطريق في هذا التوقيت الحرج. ثم تطورت الفكرة فانبثقت منها أفكار أخرى ل«Easy» وهو تقريباً أربعة مشروعات، منها «Easy» للمساجد ومدارس الأساس، حيث يعنى هذا بتقديم خدمات النظافة وتوفير ماء الشرب والإنارة وغيرها وكل ذلك بالجهد الطوعي وهؤلاء الشباب. ثم من بعده مشروع «علاج Easy» واستهدفنا «100» صيدلي و«100» طبيب و«100» معمل فحص، ليتبرع كل بفرصتين للمستهدفين من الفقراء والمعوذين ولقد نجح المشروع، والرابع هو «حجاب Easy» لمكافحة التبرج، ولقد بدأتها بحلقات تدريس مسائية تضم «50 70» دارسة تدرس «3» مرات في الأسبوع وتحضر كل دارسة عند الدرس «واحد جنيه» تجمع هذه المبالغ تساهم في تخفيض تكلفة الحجاب لأقل سعر قد يبلغ واحد جنيه. أما المشروع الذي نحن بصدده الآن وهو إفطار الصائمين العالقين، فهو ينفد على عدة تقاطعات أولها محطة سراج حيث توزع على القاصدين شمال وغرب أم درمان، والنقطة الثانية جسر الإنقاذ. والثالثة كانت بود البشير قبل البدء في إعمال الكبرى الطائر به ونقطة أخرى هي عند تقاطع التجاني الماحي وهذه الأخيرة وهي كوبري النيل الأبيض. { ما هو شعور العالقين يا شيخ طارق، وما هي الأهداف التي تحسون بأن المشروع قد حققها ؟ أهم الأهداف هي مرضاة الله عز وجل والتقرب إليه في هذا الشهر المبارك والتسهيل والتبسيط على المسلمين والصائمين. ثانياً: أنك عندما تحس بدعوات الناس وتسمعها تريح نفسك وتشعر بأنها أسلوب دعوي عملي القصد منه ترسيخ مفاهيم السلوك الاجتماعي الإسلامي القويم، فتحس التكافل والتكاتف الرمضاني، حتى أن بعضهم خرج من الشعور الديني وصاح قائلاً: «والله رجال وواحدين عاوزين يدخلوا في الأجر ويوزعوا معانا». والمشروع أيضاً ساهم في التخفيف من ضائقة المرور والمواصلات والسرعة الزائدة التي تؤدي لأخطر الحوادث. { وكم توزعون يا شيخ طارق من وجبات يومياً، وما هي تقديرات التكلفة والتمويل من أين؟ التكلفة تقدر بخمسين مليوناً من الجنيهات تقريباً يتبرع بها الشباب وبعض الذين سبق أن استنفرناهم في المساجد من المصلين. نحن نوزع يومياً «خمسمائة وجبة» «Easy» قابلة للزيادة. وهناك إفطارات أخرى تستهدفها «Easy» منها السجون وغيرها. التحية للشيخ ولشباب «Easy» ولولا ضيق ذات الصفحة لأفسحنا المجال لمزيد من الحوار ولكن لندع الصور تتحدث، مع خالص أمنياتنا بأن يتقبل الله ويجعل ذلك في ميزان حسنات الجميع وعتقاً من النار ودخولاً للجنان من باب الريان.