تعتبر المناظرات الانتخابية والمواجهات المباشرة والحوارات والندوات والنقاشات المفتوحة أشياء طبيعية في الحملات الانتخابية لنادي الهلال، والتي يطرح فيها كل مرشح أو تنظيم أفكاره وبرامجه ومشاريعه لإقناع الناخبين بالتصويت له حتى ينال ثقتهم لتنفيذ برنامجه ومشاريعه التي تهدف لتطوير الهلال خلال فترة حكمه.. ولكن ما هو غير طبيعي وشاذ وغريب على مجتمع الهلال هي الحرب الكلامية بين صلاح إدريس والكاردينال والتي تبادلا فيها الاتهامات بدخول الحراسات وصدور أحكام قضائية ضدهما في عمليات تزوير واحتيال وإخلال بالشرف والأمانة الشيء الذي حط من قدر الهلال وشوه وجهه المضيء بتصرفات لا تليق بمشجعين منفلتين وليس بمرشحين يريدان حكم دولة الهلال التي تضم أكثر من 20 مليون مشجع من بينهم عشرات الآلاف من الأطباء والمهندسين والمحامين والقضاة والاقتصاديين والشعراء والأدباء والفنانين من أهل الابداع والذين يفترض ان يكون رئيسهم في مستوى ومكانة وتاريخ هذا النادي العظيم الذي ظل عبر تاريخه مدرسة للأخلاق الحميدة ومنارة للقيم والتقاليد العريقة وعنواناً للمواقف المشهودة التي تعكس أصالته وعمق انتمائه للوطن والرياضة ولكل ما هو خير ونبيل وجميل.. لقد كان رؤساء الهلال وعبر تاريخه الطويل رمزاً للشخصيات المحترمة صاحبة الهيبة والجلال والسيرة العطرة التي تحظى بالاحترام والتوقير من كل أبناء الهلال والمجتمع السوداني لأنها تزن الكلام بميزان الذهب ولا تتحدث إلا في حدود الأدب والذوق والأخلاق والتي لم يحدث يوماً ان خرجت على قيم النادي ودخلت في معارك وشتائم أو وجهت الاتهامات للآخرين كما حدث بين الأرباب والكاردينال والذي يعتبر سقطة أخلاقية ونقطة سوداء في تاريخ نادي الحركة الوطنية والخريجين الاوائل الذين شرفوه بنضالهم ضد الاستعمار البريطاني وبمستواهم الفكري والثقافي والأخلاقي واحترامهم لانفسهم ولجماهيرهم وناديهم والذي توارثته الأجيال المتعاقبة من الرؤساء أمثال فوراوي وسنجاوي وحمدنا الله احمد وحسن عبدالقادر الحاج وصالح محمد صالح وأحمد عبدالرحمن الشيخ والعميد السر محمد أحمد والرائد زين العابدين محمد احمد وحسن عبدالقادر هلال والعميد عمر محمد سعيد واللواء عمر علي حسن والطيب عبدالله وطه علي البشير والفريق عبدالرحمن سرالختم وعبدالمجيد منصور وشيخ العرب يوسف أحمد يوسف والحاج عطا المنان والذين من بينهم سفراء ووزراء وقيادات نظامية وسياسيون يستطيع أي منهم ان يتولى أعلى المناصب الدستورية بكفاءته وقوة شخصيته وخبراته الادارية وأخلاقياته الفاضلة وسلوكياته الحميدة.. خلاصة القول إنه لو كانت هناك جمعية عمومية تملك ارادتها وقرارها لجمعت التوقيعات لعقد جمعية طارئة لاسقاط عضوية صلاح ادريس واشرف الكاردينال لانحدارهما بمستوى رئاسة الهلال لهذا الدرك السحيق من الردح والتهاتر الذي عكس مدى ما وصلت اليه قيادة النادي من افلاس فكري وسقوط سلوكي، ولكن اسقاط العضوية لن يحدث لأن الأغلبية من جمعية الهلال عضوية مستجلبة لا علاقة لها بالنادي وتم شراؤها لتقوم بعملية التصويت وتذهب في حال سبيلها كما ذهبت الثمانية الاف التي لم تحضر رغم انها قد استخرجت عضويتها قبل عدة أشهر ولذلك لابد من وضع الشروط والضوابط التي تحول دون استجلاب العضوية حتى لا يتمكن الأثرياء من شراء منصب الرئاسة بالأموال ويعود الهلال لأهله الحقيقيين بعد ان استبيحت قيمه وأدبياته وأخلاقياته وأصبح يتحكم في مصيره المستجلبون من أطراف المدينة بينما رجاله الحاملون لهمه والقابضون على جمر قضيته أصبحوا غرباء في ديارهم دون ان يكون لهم قدرة على مواجهة سطوة المال الذي يذل الرجال ويجبرهم على الوقوف ضد قناعاتهم ومبادئهم..! وأعتقد ان البديل لاسقاط العضوية هو محاكمة جماهيرية للأرباب والكاردينال تدين هذا الخروج على أخلاقيات النادي وترد للأزرق اعتباره بعد هذه السقطة التي هزت كيانه بعنف حتى كاد أن يسقط وهو الذي ظل شامخاً كالطود الأشم لأكثر من ثمانية عقود لا تهزه الأعاصير أو تؤثر فيه عوامل التعرية..!