رغم انني قد زرت الدوحة عدة مرات برفقة الهلال إلا انني لم أسمع يوماً بقطب هلالي اسمه صابر شريف الخندقاوي أو أشاهده يعمل في روابط الهلال المختلفة أو يسجل زيارة للبعثات الزرقاء أو يحضر تمارينها ومبارياتها والمناسبات التي تقام تكريماً لها واحتفاءً بمقدمها!! وما نود تأكيده في هذا المقام ترحيبنا الشديد بأي هلالي يدعم النادي ويقف معه ويسهم في دفع مسيرته، لأن الهلال فعلاً في حاجة ماسة لتبرعات رجاله لتنفيذ مشروعاته، ولكن المدهش في موضوع الخندقاوي هو ظهوره المفاجئ في أجهزة الإعلام المختلفة بعد وصول الهلال للدوحة لإقامة معسكره، وكأن هلاليته قد هبطت عليه فجأة بعد أن غاب عن مجتمع الهلال ورابطته طوال السنوات الماضية، ليملأ الصحف بتصريحاته وصوره كفارس جاء على صهوة حصان أبيض لينقذ الهلال من أزماته ومشكلاته بمعداته الرياضية وهواتفه الجوالة وإعلانه عن تكفله بتشييد مقصورة الهلال بمبلغ «350» ألف دولار، أي ما يعادل ثلاثة مليارات، وذلك خلال حفل الغداء الذي اقامه بمنزله تكريماً لرئيس الهلال الحاج عطا المنان، وهو بالتأكيد تبرع كبير وموقف يستحق عليه الاشادة اذا تحول التبرع الى واقع باستلام رئيس الهلال أو الشركة المنفذة الشيك، حتى يبدأ العمل الذي سيغير شكل الاستاد، ليدخل الخندقاوي تاريخ النادي من أوسع أبوابه، ولكن ما نخشاه أن يصبح تبرع الرجل مثل كثير من التبرعات التي يعلنها أصحابها في ساعات «الهوشة»، وعندما تأتي ساعة الدفع يختفون عن الأنظار ولا يظهر لهم أي أثر، كما حدث من الكاردينال الذي أعلن قبل الانتخابات الماضية عن تحويله استاد الهلال لاستاد عالمي حتى لو لم يفز بالرئاسة، ولكنه لم يفِ بوعده، ونخاف أن يصبح وعد الخندقاوي مثل وعد الكاردينال بتسجيل أسرات الإثيوبي الذي تبخر أيضاً مثل حلم الاستاد العالمي!! وإذا أوفى الخندقاوي بوعده فإنه يستحق هذا الاهتمام الكبير الذي وجده من الإعلام الهلالي لأنه قدم دعماً حقيقياً لبناء مقصورة تليق بتاريخ ومكانة النادي، أما في حالة هروبه وزوغانه فإن الإعلام الهلالي الذي أطلق عليه الألقاب وأغدق عليه في الثناء وطالب بترشيحه لرئاسة النادي، مطالب بالاعتذار لشعب الهلال، لأنه من غير المعقول ترشيح رجل لم يحصل على عضوية النادي ولم يعمل حتى في لجانه المساعدة للرئاسة التي جلس على مقعدها أعظم الرجال في تاريخ الهلال أمثال فوراوي وسنجاوي وأحمد عبد الرحمن الشيخ وحسن عبد القادر هلال والطيب عبد الله وطه علي البشير وعبد المجيد منصور.. الذين لا يساوي الخندقاوي واحداً على مليون من كفاءتهم وقدراتهم وأفكارهم وإنجازاتهم الكبيرة والعظيمة. ولماذا نذهب بعيداً لرئاسة الهلال فالخندقاوي لم يكن له أي دور في رابطة الهلال بالدوحة التي أسسها عوض شريف، وعمل في قيادتها عدد كبير من رجالات الهلال الأوفياء أمثال رجل الأعمال محمد بشير الذي استضاف الهلال أكثر من مرة بالأجنحة الملكية، ورجل الأعمال علي بتري الذي لم يتوقف دعمه للهلال طوال السنوات الماضية، ومحمد ميرغني الدينمو المحرك للرابطة، وبقية العقد المنثور من الرجال الذين أعطوا الهلال بلا حدود خلال العقود الثلاثة الماضية، ولم يجدوا جزءاً يسيراً من الاهتمام الإعلامي الكبير الذي وجده هذا الخندقاوي!! تأييد كبير وحماس منقطع النظير لاقتراح جمع التوقيعات للتمديد لمجلس عطا المنان طرحت قبل عدة أيام وعبر هذه الزاوية اقتراحاً طالبت فيه بحملة هلالية لجمع التوقيعات في الأحياء وأماكن العمل لتقديمها لوالي الخرطوم ووزير الشباب والرياضة الولائي للمطالبة بالتمديد للمجلس المعين لمدة عام آخر للمحافظة على لم الشمل الذي تحقق في هذه الفترة الوجيزة، ولمواصلة الإنجازات الكبيرة والعظيمة في المجالات الإدارية والفنية والمالية، ولتنفيذ المشروعات التي بدأ العمل فيها لإعادة تأهيل الاستاد والنادي، ولرفع إيجارات المحلات التجارية الى مليار جنيه بدلاً من «80» مليوناً كما هو الحال الآن، فضلاً عن توفير الأجواء المناسبة للاعبين والأجهزة الفنية والإدارية لاستعادة بطولة الممتاز، والسعي بجدية لتحقيق حلم الفوز بالبطولة الإفريقية. والحقيقة أن ما دفعني لتقديم اقتراح جمع التوقيعات للتمديد، هو بوادر الحرب التي بدأت تلوح في الأفق بين صلاح إدريس والبرير الذي قرر أن يشعلها ناراً لا تبقي ولا تذر إذا ترشح صلاح إدريس للرئاسة، الشيء الذي يعني نسف كل ما تحقق من وحدة واستقرار وعودة النادي لمربع الصراعات والخلافات والمعارك الشخصية والتدافع لإحضار العضوية المستجلبة للفوز في المعركة الانتخابية بشراء الأصوات وليس بالبرامج والأفكار والكوادر التي تملك القدرة لوضع النادي على طريق التطور المنشود، ولذلك فإن الحل الأمثل في نظرنا لتفادي الآثار المدمرة للديمقراطية المزيفة من مجالس الرجل الواحد التي لا تملك ارادتها وقرارها، هو اقتراح التمديد للمجلس بجمع التوقيعات الذي وجد حماساً شديداً وتأييداً منقطع النظير من أعداد كبيرة من الأهلة الذين اتصلوا بنا مباركين هذه الخطوة، ومطالبين بعقد اجتماع تنسيقي لتكوين لجنة تضع خطة لتنفيذ هذا العمل باختيار ممثلين لها في الأحياء وأماكن العمل لجمع التوقيعات من المقتنعين بالفكرة والمؤيدين، لاستمرار هذا المجلس لمصلحة الهلال الذي يحتاج للوحدة والاستقرار والعمل الجاد، وليس العودة لأسلوب الصراعات والشتائم والمهاترات الذي لن يقود الهلال إلا لمزيدٍ من الفرقة والشتات والفشل في كل المجالات.