اشتد الصراع في البحر الأحمر بين إيلا والبلدوزر. الوالي ونائبه السابق في الحزب كانا يعملان بتجانس منقطع النظير. قبل سنوات عديدة زرنا البحر الأحمر وأجرينا العديد من التحقيقات المصورة التى كشفت ان الولاية ليس بها تنمية. حينها وقف محمد طاهر محمد حسين ليدافع عن مشروعات إيلا في البحر الأحمر. ووقف إيلا حينها بعيداً يراقب ما يحدث ونائبه يدافع عنه باستماتة. البلدوزر لم ينكر دفاعه عن إيلا في السابق وتحسر «وندم» الآن عن تلك الفترة. محمد طاهر محمد حسين كشف في حوار نشر في «الإنتباهة» الاعداد الماضية ان إيلا يسير الولاية كاقطاعية خاصة به. وقال إنه رجل قابض لا يشاور أحداً ولا يأخذ برأي وزير وانما يقرر وينفذ لوحده. يعني بالواضح كده ايلا «دكتاتور» الآن وفي السابق كان دكتاتور إلا ربعاً. قبل البلدوزر انسلخ من الوطني حامد محمد على رئيس حزب التواصل. حامد كان واحداً من القيادات المهمة جداً في وطني البحر الأحمر، ولكنه فضل الهروب من الوطني للتواصل. والآن البلدوزر لم يهرب من الوطني وانما اعلن الوقوف بقوة ضد ايلا حتى يهرب هو من الوطني. البحر الأحمر ولاية ذات خصوصية عالية وتحتاج لتضافر كل الجهود من اجل النهوض بها. الكثيرون خدعوا بالانترولوك والاسفلت الذي زين وسط مدينة بورتسودان. ونسي هؤلاء انه ليس بالحجر وحده يحيا الانسان. البلدوزر شارك مع ايلا في السابق في تلك المشروعات «الوهمية» ولكن يحمد للرجل انه استفاق من غيبوبته تلك. وهو الآن يقف ضده خاصة بعد ان سمع قرار فصله من الحزب من الخارج دون ان يستلم مكتوباً يفيد بذلك. وفي حوار «الإنتباهة» اخرج البلدوزر كل الهواء الساخن وقالها صراحة «كيف تذهب التنمية للمحليات». وقال ايضاً ان المعتمد في اية محلية لا يستطيع حفر بئر، وان اموال التنمية جميعها عند ايلا والوزير صراف فقط. من قبل قلنا ذلك ووصفنا بالمعارضة والمرتشين، والآن يقولها نائب رئيس المؤتمر الوطني بالبحر الاحمر وسيوصف ايضا بالمعارضة. من يقول كلمة الحق يصف بالمعارضة ومن يراوغ ويهدر المال العام فهو القائد. امس حامد محمد على واليوم محمد طاهر محمد حسين وقبلهما العشرات، ومؤكد بعدهم المئات، وجميعهم يطالبون بإقالة إيلا. جميع هؤلاء عملوا بجوار محمد طاهر ايلا، ومن المؤكد انهم خبروه جيداً، فإما العلا عندهم او حديثهم كله صحيح. البلدوزر وإيلا .. الحرب شارفت على البداية. نرجو ان يكون المستفيد الاول من صراع اهل الوطني بالبحر الاحمر هو المواطن البسيط.