لا شك أن للطلاب مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقهم كما تقع على الحكومة والمنظمات الوطنية للإسهام في التطوع الاجتماعي وتجسيد خدمة الوطن والدين والإنسانية، حيث شارك ألفا طالب بأتيام مختلفة بكل همة تحت شعار «الفينا مشهودة» والبدء بتكاتف الجهود لتنفيذ مبادرة مشروع سواعد الخير بمحلية أمبدة وأم درمان التي بدأت بمجهود طلابي خالص تبناها اتحاد طلاب ولاية الخرطوم على مستوى ولايات السودان بمشاركة نخبة من المسؤولين بالمحلية، وقد تنوعت مبادرة سواعد الخير لمساعدة متضرري الفيضانات في الكساء والدواء والغذاء وصيانة المدارس وإصحاح البيئة وعيادات طبية متحركة وتصريف مياه المصارف في المناطق التي شهدت موجات من الأمطار الغزيرة غير المسبوقة خاصة محلية أمبدة مسببة أضراراً وخسائر فادحة في الممتلكات والأرواح جراء تلك الأمطار الغزيرة نتيجة لسقوط المنازل الأمر الذي يدرجه بعض الخبراء في سياق التغيرات المناخية التي تتزايد مظاهرها في مناطق مختلفة والتي تصدرت أجندة المؤتمرات والاجتماعات في ولاية الخرطوم بعد أن شكلت عوامل حدوث الفيضانات والانهيارات آثارا على حياة الإنسان، ومن بين هذه الجهات كان برنامج سواعد الخير حضورا مدفوعاً بإستراتيجيته الرامية إلى نشر وتعزيز ثقافة العمل التطوعي وإطلاق العديد من المشروعات والبرامج التوسع في المشروعات القائمة والتي كان من أبرزها هذا المشروع بالإضافة إلى البرنامج الوطني التطوعي للاستجابة في حالات الطوارئ الذي يأتي بالشراكة مع إدارة الطوارئ والأزمات غير أن معتمد محلية امبدة عبد اللطيف فضيلي أكد ان محليته تأثرت بالسيول والأمطار وتسببت في وفاة حالتين وانهيار لأكثر من 480 منزلا كليا و700 منزل جزئياً في وقت قال إن المحلية تجاوزت الأزمة بإعادة خدمات الكهرباء والمياه ودافع عن الاتهامات الموجهة اليه من قبل المواطنين بسبب التقصير وعدم المتابعة للمناطق المتضررة وأضاف قائلا تفقدنا عدداً من من المناطق ونحن راضون عن حجم المساعدات التي تم تقديمها حتى الآن والتي تتمثل في الخيم والمشمعات ومواد الغذاء، ويرى عدم وجود إشكالات كبيرة خاصة بعد عودة الحياة الى طبيعتها في المحلية، أما رئيس اتحاد طلاب ولاية الخرطوم المهندس مصعب فقد أكد أن مشروع سواعد الخير سيظل متواصلا حتى تتعافى الولاية من آثار السيول والفيضانات وحتى تكون خالية من المظاهر السالبة التي خلفتها السيول والأمطار، داعياً الشعب السوداني إلى روح التكافل والتعاون واستنفار جهوده ومد يد العون وتقديم المساعدات للمتأثرين في إطار الظروف المناخية التي اجتاحت البلاد، وأقر مصعب أن الأمطار تأثيرها كبير على تلك المناطق لجهة أنها تسببت في توقف العديد من الخدمات خاصة المخابز، مثمناً جهود محلية أمبدة وتجاوبها مع الاتحاد باعتبار انها من أكثر المناطق تضرراً. كما وجهت د. آمنة مختار المعتمد برئاسة الولاية الطلاب بالحصر والإحصاء الدقيق للمتضررين لتوزيع المساعدات الإنسانية بصورة عادلة وأهمية دور الطلاب في المساهمة بإزالة المياه المتراكمة في الأحياء وإغاثة المحتاجين وإعانة الطلاب المتضررين عقب استئناف الدراسة لجهة أنهم أقرب إليهم، ومن خلال وجودهم يتم تقديم الدعم للطالب وأسرته وسد الفجوة في حاجة المحتاجين، بينما ذكر أمين الإعلام والعلاقات الخارجية بالاتحاد آدم مهدي ل «الإنتباهة» أن هدف مبادرة سواعد الخير تلبية لنداء الوطن وتفعيل مسؤولية الاتحاد المجتمعية فضلاً عن أهمية دور الحركة الطلابية تجاه قضايا المجتمع خاصة في حصر الخسائر والأضرار عبر كتائب التدريب المهني المتخصصة في عملية الإغاثة المختلفة، وبما أن التقارير اكدت استمرار هطول الأمطار الغزيرة على مختلف المدن السودانية وأدت الى أوضاع كارثية تسببت في مقتل وإصابة العشرات وتشريد السكان بعد تدمير المنازل كان لزاماً على الجهات المختصة التنسيق في حصر المتضررين ومتابعة الاجتماعات بصورة دائمة تحسباً لأي طارئ في الفترة القادمة.