يعقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية برئاسة الرئيس عمر البشير اليوم بشأن السيول والأمطار الأخيرة التي ضربت أجزاءً واسعة من البلاد، وعلمت «الإنتباهة» أن المجلس سوف يستمع لتقارير من وزارة الداخلية، وولاية الخرطوم، والجهات ذات الصلة، بشأن موقف الأمطار والسيول وتداعياتها بالبلاد. وقد اطلع النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح أمس، على تداعيات آثار الأمطار والسيول التي شهدتها ولاية الخرطوم مؤخراً والجهود التي بذلتها حكومة الولاية لاحتواء الموقف والاستعدادات الجارية لمعالجة تلك الأوضاع. وقال الوالي في تصريحات صحفية إنه قدم تنويراً متكاملاً للنائب الأول حول الدور المطلوب من الحكومة بذله والقيام به تجاه الأمطار، مشيراً إلى أن هناك خطة إستراتيجية تمتد من « 4 7 » سنوات تشمل إنشاء شبكة للصرف السطحي في الولاية، لافتاً إلى أن العمل في هذه الشبكة بدأ منذ عامين تقريباً وتجاوز العمل فيها « 2200» كلم من المصارف الأسمنتية» . وقال الوالي إن جملة الخسائر التي خلفتها الأمطار انهيار «2392» منزلاً مبيناً أن الولاية حتى مساء أمس الاول وصلت إلى كل الأسر المتضررة عبر اللجان وقدمت لكل أسرة«خيمة وسلة أغذية ومشمعين وبطانيتين» وأضاف أن هناك جملة من الأنهار الصغيرة والخيران التي تدخل الولاية شرقاً وغرباً أنشئت حولها سدود تم استكمالها حيث أنشئت حول الولاية « 9» سدود في السليت، والكباشي والكنجر، ابودليق والوادي الابيض وخور شمبات والدلجة والمنصورة وتم تخزين مياه الأمطار فيها، وتأثر مشروع الجموعية، وأشار إلى أن السدود التي أنشئت في المنطقة الشرقية متكاملة جميعاً ما عدا سد واحد فيما يكتمل السد الآخر في خور القيعة العام القادم. وقال إن الولاية بصدد استخدام سحب المياه ميكانيكيا بالطلمبات والتناكر لحين اكتمال شبكة التصريف، مبيناً أن كميات كبيرة من المياه جاءت عبر عدد من الخيران وان ذلك لم يحدث لأكثر من «20» عاماً، ولذلك تأثرت منطقة القيعة كثيراً والمنازل التي كانت حول خور ابوعنجة وام بدة وغيرها، ونوه إلى أن الولاية ستشهد هطول أمطار خلال اليومين القادمين وفقاً لتنبؤات الارصاد الجوي. كما أطلع والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر أمس على موقف المعالجات الهندسية لتصريف مياه الأمطار بالولاية حيث بلغت نسبة تجفيف الطرق الرئيسة «85%» والميادين نسبة «52%» فيما بلغ عدد الآليات والطلمبات العاملة على مستوى الولاية «750» آلية منها «366» طلمبة شفط بالاضافة الى «220» بئر تصريف بالميادين. وقد جرى توزيع عدد «44» الف جوال خيش وتوزيع «615» خيمة. وفيما يتعلق بالتحسب للفيضانات بعد الانباء التي تحدثت عن هطول امطار غزيرة في الهضبة الأثيوبية، فقد جرى عمل واسع لتدعيم تروس النيل بمناطق الجريف شرق والعيلفون وتوتي وودعجيب والعزوزاب والريف الجنوبي والشمالي وقرى جبل أولياء، كما تم إنشاء نقاط للدفاع المدني على النيل لاعمال الرقابة بجانب المراجعة الدورية للطلمبات الثابتة على النيل والانفاق بعدد «15» موقعاً موزعة على النيل بفروعه المختلفة داخل الولاية . وبلغت الخسائر حتى الآن انهيار «2394» منزلاً انهياراً كلياً و انهيار «5590» منزلاً انهياراً جزئياً. وذكر الخضر إن الولاية أكملت استعداداتها لفيضان نهر النيل الذي بدأت بشائر زيادته في الاحباس العليا وتم استنفار كل القوات النظامية لتكون في حالة استعداد مشيداً بتجاوب منظمات المجتمع المدني والشباب لتصريف مياه الأمطار ودعم الأسر، وأضاف أن الولاية بصدد القيام بحملات ورش لإصحاح البيئة وفي ذات الاتجاه وجه نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبدالرحمن بتوفير المعينات لايواء المتضررين جراء السيول والامطار التي اجتاحت عدداً من ولايات البلاد. وأوضح وزير الداخلية الفريق اول ركن عصمت عبدالرحمن في تصريحات صحفية عقب اجتماع المجلس القومي للدفاع المدني بمجلس الوزراء امس، ان نائب رئيس الجمهورية أمن على خطة وبرامج المجلس القومي للدفاع المدني الرامية لترحيل القرى التي تقع في مجرى الانهار والوديان وايجاد مخزون كافي من معينات الايواء. وأوضح أن منسوب النهر بلغ الإثنين «300» سم ويتوقع ازدياده بصورة كبيرة حسب إفادات محطتي السيرة الحدودية وتسني الأريترية. ومن جهة اخرى اعلنت مجموعة شركات جياد وضع امكانياتها تحت تصرف ولاية الخرطوم للمساهمة في درء وتخفيف آثار الأمطار والسيول والفيضانات على الولاية. جاء ذلك خلال لقاء والي الخرطوم أمس بوفد المجموعة برئاسة المهندس محمد الحسن عبدالله بحضور وزيري المالية والصناعة والاستثمار بغرض التعرف والاطمئنان على الوضع العام بالولاية في مسألة السيول والامطار. كما بحث الوفد مع الوالي سير تنفيذ المشاريع المشتركة مع الولاية في المجالات المختلفة.