يعقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية برئاسة الرئيس عمر البشير اليوم بشأن السيول والأمطار الأخيرة التي ضربت أجزاءً واسعة من البلاد، وعلمت «الإنتباهة» أن المجلس سوف يستمع لتقارير من وزارة الداخلية وولاية الخرطوم والجهات ذات الصلة بشأن موقف الأمطار والسيول وتداعياتها بالبلاد، في الوقت الذي اقترب فيه نهر القاش من منسوب فيضانه القياسي الذي أدى إلى دمار كبير في مدينة كسلا قبل «11» عاماً، بينما اجتاحت السيول عدداً كبيراً من القرى في ولاية القضارف. اعتماد إضافي وكشفت الهيئة التشريعية القومية أن وزارة المالية اعتمدت مبالغ إضافية لاحتواء تداعيات الخريف وتلبية احتياجات المواطنين المتضررين، وقال رئيس الهيئة د. الفاتح عز الدين إنه تم تسيير قوافل للمناطق المتأثرة بالسيول والأمطار والوقوف على حجم الضرر ودعم المنكوبين، وترحَّم الفاتح خلال اجتماع الهيئة أمس على ضحايا السيول والفيضانات، إلى ذلك كشف عن اتجاه لرفع قانون الانتخابات وقوانين أخرى لرئيس الجمهورية للتوقيع عليها. ترتيبات احترازية وأكدت ولاية الخرطوم وضع ترتيبات احترازية تحسباً لهطول أمطار غزيرة بالهضبة الإثيوبية والفيضانات المتوقعة منعاً لتكرار سيناريوهات السيول التي اجتاحت عدداً من المحليات بالولاية، وفيما كشفت عن انهيار «2394» منزلاً انهياراً كلياً وانهيار «5590» منزلاً انهياراً جزئياً، أعلن والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر عن إجراء أعمال تدعيم واسعة لتروس النيل بمناطق الجريف شرق والعليفون وتوتي وود عجيب والعزوزاب والريف الجنوبي والشمالي وقرى جبل الأولياء، وأشار إلى إنشاء نقاط للدفاع المدني لأعمال الرقابة والمراجعة الدورية للطلمبات الثابتة على النيل والأنفاق في «15» موقعاً موزعة على النيل بفروعه المختلفة داخل الولاية، وأوضح أن نسبة تصريف المياه من الطرق الرئيسة بلغت 85% والميادين 52%، وبلغ عدد الآليات والطلمبات العاملة «750» آلية منها «366» طلمبة شفط، لافتاً إلى توزيع «44» جوال خيش و «611115» خيمة على المتأثرين. وفي غضون ذلك نقلت وكالة السودان للأنباء أمس عن وزير التخطيط العمراني في كسلا عبد المعز حسن عبد القادر رئيس اللجنة العليا للطوارئ بالولاية قوله إن مناسيب نهر القاش وصلت إلى معدلات خطرة، وبالتالي أصبحت تشكل خطراً على مدن الولاية كلها. انهيار «2392» منزلاً. وفي السياق نفسه اطلع النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح على تداعيات آثار الأمطار والسيول التي شهدتها ولاية الخرطوم أخيراً، والجهود التي بذلتها حكومة الولاية لاحتواء الموقف والاستعدادات الجارية لمعالجة تلك الأوضاع. وقال الوالي في تصريحات صحفية إنه قدم تنويراً متكاملاً للنائب الأول حول الدور المطلوب من الحكومة بذله والقيام به تجاه الأمطار، مشيراً إلى أن هناك خطة إستراتيجية تمتد من «4 7» سنوات تشمل إنشاء شبكة للصرف السطحي في الولاية، لافتاً إلى أن العمل في هذه الشبكة بدأ قبل عامين تقريباً وتجاوز العمل فيها «2200 كلم من المصارف الأسمنتية. وقال الوالي إن جملة الخسائر التي خلفتها الأمطار تتمثل في انهيار «2392» منزلاً، مبيناً أن حكومة الولاية حتى مساء أمس الأول وصلت إلى كل الأسر المتضررة عبر اللجان، وقدمت لكل أسرة «خيمة وسلة أغذية ومشمعين وبطانيتين». وأضاف أن هناك جملة من الأنهار الصغيرة والخيران التي تدخل الولاية شرقاً وغرباً أنشئت حولها سدود تم استكمالها، حيث أنشئت حول الولاية «9» سدود في السليت والكباشي والكنجر وأبو دليق والوادي الأبيض وخور شمبات والدلجة والمنصورة، وتم تخزين مياه الأمطار فيها، وقد تأثر مشروع الجموعية، وأشار إلى أن السدود التي أُنشئت في المنطقة الشرقية اكتملت جميعاً ما عدا سد واحد، فيما يكتمل السد الآخر في خور القيعة العام القادم.وقال إن الولاية بصدد سحب المياه ميكانيكياً بالطلمبات والتناكر لحين اكتمال شبكة التصريف، مبيناً أن كميات كبيرة من المياه جاءت عبر عدد من الخيران، وأن ذلك لم يحدث خلال العشرين ال «20» عاماً الماضية، ولذلك تأثرت منطقة القيعة كثيراً والمنازل التي كانت حول خور أبو عنجة وأمبدة وغيرها، ونوَّه بأن الولاية ستشهد هطول أمطار خلال اليومين القادمين وفقاً لتنبؤات الإرصاد الجوي. وذكر أن الولاية أكملت استعداداتها لفيضان نهر النيل الذي بدأت بشائر زيادته في الأحباس العليا، وتم استنفار كل القوات النظامية لتكون في حالة استعداد، وأشاد بتجاوب منظمات المجتمع المدني والشباب لتصريف مياه الأمطار ودعم الأسر، وأضاف أن الولاية بصدد القيام بحملات رش لإصحاح البيئة.