وتضع الهزيمة كفها حائرة كيف تواصل مع قلب لا يتجاوب مع كل تيارات الإحباط التي تعصف به بلا توقف دون أن تقتلع جذوره! تتناوب عليك محن الزمن إلى أن تحني رأسك دون أن ترفعه مرة أخرى فتعجز عن رؤية لون الغروب وصفاء الصباح وبريق الأمل الذي تمنحه الحياة في لحظة سريعة يتقنصها من لا تعرف عيونه دموع اليأس.. يجتمع كل أصحاب النقاط السوداء ليشركوك في جزء من نصيبهم الفائض فتكتفي بكأس ماء أبيض تخفف به حدة الجوع وأنت تلهج بالثناء على نعمة الصحة.. يحسدك من يراك نائمًا على نعمتك فمن ينام وهو مثقل بأوزار آخرين وتطارده كوابيس نهاره فتجعله يهب فزعًا من حين لآخر دون أن يغيِّر طريقه صباح اليوم التالي! تفتح ذراعيك للريح وتعانق يومك بنعيم يلازمك حتى عندما تتآمر عليك دقائق وساعات اليوم فتلتهم الإحباط مع حبات الفول وتنسى أن تكره الآخرين وأنت تزاحم جارك بابتسامة على صحن الحافلة وتشاركه قراءة صحيفته دون أن يتضجَّر من وجهك المجاور له وتصرُّ على أن تدفع آخر مبلغ حديدي في جيبك ثمن أجرة الحافلة وتغادر وأنت تبتسم كما استيقظت فترمقك الهزيمة بنظرة غدر تفشل في تنفيذه في كل مرة!.