وقَّع حزب الأمة القومي ومتمردو الجبهة الثورية على ما سمي إعلان باريس لوقف الحرب وتوحيد قوى التغيير والتحول الديمقراطي وبناء دولة المواطنة بلا تمييز. وتناول الإعلان وقف الحرب وتأكيد الحفاظ على وحدة السودان وفقاً لأسس جديدة قائمة على المواطنة المتساوية، وأكد البيان الختامي الذي مهر بتوقيع المهدي ومالك عقار نيابة عن الجبهة الثورية في باريس أمس، أن وقف الحرب هو المدخل الصحيح لأي حوار وطني، واتفق الطرفان على القيام بعملية دستورية جادة مع شرط توفير الحريات والوصول إلى ترتيبات حكم انتقالي، بجانب مبدأ عدم الإفلات من العقاب وتحقيق المحاسبة ورفع الظلم ورد الحقوق، وضرورة وصول إعلان باريس إلى أكبر قدر ممكن من المجتمع الدولي بما في ذلك الاتحاد الإفريقي ودول الجوار «إثيوبيا وتشاد ومصر» وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، كما تطرق الإعلان إلى الحرب في جنوب السودان، واتفق الاجتماع على مساندة كل الجهود الإقليمية والدولية الساعية لتحقيق السلام والاستقرار في دولة جنوب السودان.الى ذلك كشفت مصادر مطلعة أن اللقاء الذى انعقد الأربعاء في العاصمة الفرنسية باريس، وجمع زعيم حزب الأمة القومي ومتمردي الجبهة الثورية، كان بإيعاز من ناشط صهيوني فرنسي، وبتنسيق مسبق مع السلطات الفرنسية. وأوضحت المصادر أن بيرنارد هنري ليفي، اليهودي الفرنسي ذا النزعة الصهيونية، يعتبر حلقة الوصل بين المتمردين والسلطات الفرنسية، حيث سعى منذ اللقاء الذي جمع بينه ومتمردي قطاع الشمال في يونيو الماضي إلى إقناع السلطات الفرنسية بدعم المتمردين في السودان، ومنحهم التسهيلات اللازمة التي تمكنهم من التواصل مع المنظمات الفرنسية المهتمة بالشأن السوداني. ويوصف الفيلسوفان الفرنسيان هنري ليفي وأندريه غلوكسمان، بأنهما من أكبر الداعمين للمتمرد عبد الواحد نور رئيس حركة تحرير السودان بفرنسا، الذي كان يتخذ من باريس مقراً له لفترة طويلة، منذ اندلاع التمرد بدارفور في العام 2003م. ويهتم ليفي منذ فترة بمساندة المتمردين في السودان، والتقى في العام الماضي وفداً من متمردي قطاع الشمال. وتنشط منظمات فرنسية في انتزاع مواقف من باريس لصالح المتمردين في السودان خاصة تلك التي طردتها السطات السودانية في وقت سابق، بعد أن اتهمتها بارتكاب تجاوزات وصفتها بالخطيرة.