عدت من صلاة الصبح وخلدت كعادتي في السرير لمواصلة النوم حتى الثامنة أو ما قبل التاسعة بقليل، فأيقظتني زوجتي على غير العادة وقالت لي: عليك الله قوم أمشي أجهز عشان تجيب لينا خضار. } يا وليه خضار شنو الدايراه من الساعة سبعة؟ الليلة ناس سلوى جايين يقيلوا معانا. } طيب في داعي تصحيني من بدري كده؟ ما لازم أبدأ الطبيخ من بدري وكمان عندي نضافة ومسح وغسيل عدة. } المهم تعملي حسابك ما تكتري الطلبات والدنيا آخر شهر. طلبات شنو ما هو لازم يكون عندنا ملاح وسلطة ولحمة عادية ومفرومة ومكرونة وشوية فاكهة. } وديل كلهم أجيب ليك القروش من وين؟ اتصرف إن شاء الله تصرف آخر قروش عندك وتمشي تدين من ناس الشغل. } يا وليه ونحن خلينا زول في الشغل ما إدينا منو؟ المهم أنا عايزه الطلبات دي حتى لو تمشي تشيل بالدين من بتاع الدكان. } أنا بتاع الدكان شطبت حسابي معاه ومن يوم ما شفت ما دي بوزو شبرين قلت تاني ما بجر منو. حتى لو تشوف دكان غيرو. } أنا ما بحرج نفسي تاني لو عندي كاش بشتري ما لقيت بجليكم حتى لو قعتوا بدون غداء. يا سلام عليك والشفع ذنبهم شنو يقعدوا بدون أكل دي مسؤوليتك ولازم تصرف حتى لو تبيع موبايلك. } يا وليه إنتي مطرطشة عشان شوية خضار أبيع موبايلي. لو في طريقة أحسن تبيع قميصك عشان تنستر مع ضيوفك. } ضيوفك ديل أنا ما عندي شغله بيهم لا من أهلي ولا من أهلك. ما عشان هم غربه لازم نستر معاهم. هنا كان لا بد من الاستسلام للأمر الواقع فتحسست جيوبي وتعمدت أن أخرج من الغرفة حتى أستطيع أن أخرج رزمة المبلغ المالي الذي احتفظ به بعيداً عن عيون زوجتي لكنها لحقت بي فأعطيتها ظهري لكنها ثنت رقبتها وقالت لي: طبعاً مصبن ليك دقشة قروش وعامل مفلس. } يا وليه لو ما عملت كدي ما كنت أغرق في الديون مع طلباتك الكتيرة دي. هي وين الطلبات قاعد نطلب منك فراخ ولا سجك ولا حتى كفته إلا يكون عندنا ضيوف. } إنتي كان ما طلبت حاجة ممكن تقول لي عليك الله جيب لينا لبن للكديسة، المهم لازم تخلقي ليك طلب من ما في. هسه ما تضيع وقتنا قوم بالدقشة الشايلة دي جيب لينا الحاجات دي. وهنا سلمتني قائمة مكتوبة في ورقة حوت اللحوم العادية والمفرومة والخضار والفواكه والمكرونة والجبنة وأمسكت الورقة دون تعليق ووضعتها في جيبي واتجهت للسوق وما أن وقفت عند جزارة السعادة لصديقنا أبو جضوم حتى صاح مرحباً بي وقال لي وين يا صاحبي مختفي كده. فقلت له طبعاً مع ارتفاع لحمتكم دي لازم نكب الزوقة ونشوف لينا بدائل، فضحك أبو جضوم حتى اهتز صدره الضخم وقال لي: ما مشكلة يا فردة أنا حأكون حنين معاك الليلة عشان طولت مننا، فتعمد أن يعطيني ظهره العريض وأخذ يقطع في اللحم فقلت: يا أبو جضوم عليك الله حركاتكم دي أنا عارفها تغطيني وتديني جلافيط. فضحك مرة أخرى وأمسك بقطعة لحم أخرى وقال لي حديك من دي افتكر تاني ما عندك كلام، ودفعت له قيمة اللحم واشتريت كل ما في اللستة وطبقتها في جيوبي، واتجهت نحو المنزل، وهنا لمحت حسين أبو بطن وتعمدت أن أسرع حتى لا يراني لكنه مع ذلك لمحني وصاح بي بالتوقف ولكنني واصلت السير فأسرع خلفي وصاح بصوت أعلى يناديني فاضطريت أقيف إذ أنه معروف بإيقاف كل من يعرف من أهل الحي من يحملون خضاراً ثم يدخل يده في الكيس ويتناول ربطة جرجير ويلتهم أكثر من نصفها ثم يلتهم قطعة طماطم بالأضافة إلى الجزر والليمون، وعندما حاول أن يمد يده داخل الكيس الذي أحمله قلت له علي الطلاق ما بخليك تدخل يدك يا خي أنا عندي ضيوف وما صدقت اشتريت شوية الخضار ده، فقال لي يعني شنو كان قضمنا منك شوية جرجير على شوية طماطم. } يا خوي الشوية بتاعتك دي أنا عارفها علي الطلاق أحسن لي أخلي تيس ناس عبد المجيد يرعى في خضاري ده أحسن منك. هنا غضب وحين ابتعد قليلاً قال لي كتر خيرك تشبهني بتيس عبد المجيد ثم رجع وقال لي طيب أنا ما متعود أمشي ساكت خلاص أديني حبة طماطم.