واصل الهلال انتصاراته وعزز صدارته للممتاز بفوزه على الرابطة كوستي بهدفين نظيفين احرزهما سيسه وبشة، بعد مباراة كان فيها الأداء افضل من مباراة هلال كادوقلي ولكنه بالتأكيد لم يصل للمستوى الذي يرضي طموحات الجماهير ويؤكد استعادة الفريق لروحه وقدرته في استعادة الممتاز وإلحاق الهزيمة بالزمالك لرد الاعتبار، بغض النظر عن قرار الكاف في قضية التزوير الشهيرة المتهم فيها لاعب فيتا كلوب البورندي ريبوري. الرابطة جاءت بآمال كبيرة في الفوز بعد المستوى السيئ الذي ظهر به الهلال في مباراة اسود الجبال، فدخلت المباراة باستراتيجية هجومية ونجحت في خلق العديد من الفرص التي اهدرها مهاجموها، ليتسبب اندفاعها الهجومي في كشف ظهرها الذي استغله الهلال باحراز هدفيه في الشوط الثاني والذي كلفها خسارة ثلاث نقاط غالية. تحسن اداء الهلال في الشوط الثاني الذي كان افضل بكثير من الأول من ناحية سيطرة الوسط وبناء الهجمات من الأطراف والعمق، ولكن مازالت مشكلة الهلال الكبرى في اضاعة المهاجمون للسوانح السهلة خاصة بكري المدينة الذي يمتلك قدرات كبيرة تمكنه من اختراق الدفاع بسرعة الانطلاق وبخلق الفرص لنفسه، ولكنه يضيعها بسبب التسرع والشفقة وعدم التركيز، وهي مسألة لازمته لفترة طويلة ويصعب التخلص منها بدون تمارين فردية يومية على التهديف من مختلف الاتجاهات، اما كاريكا الذي كان يعزف المزيكا التي ترقص على انغامها الجماهير اصبح يعزف مزيكا جنائزية تصيب المشجعين بالحزن والأسى لأنه اصبح يلعب على الواقف ولا يبذل اي جهد للتمركز في مواقع جيدة تمنحه الفرصة لاحراز الاهداف، كما افتقد الجمهور انطلاقاته السريعة بالاجناب التي يحرز عن طريقها الاهداف ويجهز الكرات السهلة لزملائه، والأخطر من كل هذا انه كمهاجم اشتهر باطلاق الصواريخ والقذائف القوية التي تدك حصون الخصوم قد توقف عن التهديف والذي وصل للدرجة التي لم يهدف معها مرة واحدة في بعض المباريات، ولذلك لا بد ان يراجع بكري وكاريكا نفسيهما ويعملا على استعادة مستواهما في بقية مباريات هذا الموسم حتى لا يضطر الهلال للتعاقد مع اكثر من مهاجم لحل مشكلة اضاعة الفرص التي تسببت في خروج الهلال من دور الثمانية والذي اهدرنا فيه الكثير من الاهداف المؤكدة التي كانت كفيلة بالصعود بالفريق لدور الاربعة رغم اخطاء الدفاع وارتكاب ضربات الجزاء التي قصمت ظهر الهلال في الزمن القاتل. الدفاع الذي لعب فيه سيسيه وبويا اطراف وسيمبو وأتير في قلب الدفاع كان في مستوى طيب رغم بعض الاخطاء التي تحتاج لمعالجة قبل مباراة الزمالك التي لا تحتمل اي شرود او هفوات او ضربات جزاء، وبما ان الحديث عن الدفاع لا بد من الاشادة بالمستوى المتطور الذي ظهر به سيسيه باداء واجبه الدفاعي والهجومي وباحرازه الهدف الاول الذي قاد للفوز. عموماً نجوم الهلال امام تحدٍ حقيقي في مباراة الثأر ورد الاعتبار امام الزمالك الذي اضعنا امامه بالقاهرة فوزاً كان في متناول ايدينا بسوء التغطية والمراقبة في الكرات العكسية، وبإهدار الفرص خاصة فرصة كوليبالي التي اضاعها وهو على انفراد، وكان من الممكن ان تحسم المباراة لصالح الهلال.. فلاعبو الهلال مطالبون بمصالحة الجمهور واستعادة ثقتهم بأنفسهم بفوز مستحق وعرض رائع امام الزمالك الذي يفترض ان يكون جسراً يعبرون منه حالة الاحباط التي عاشوا فيها بعد الخروج من البطولة الافريقية.. الكيل بمكيالين ظلت بعض الأقلام تهاجم مجلس التسيير وتحمله مسؤولية ضياع نقاط مباراتي فيتا كلوب بعدم تقديم شكوى للاتحاد الافريقي في الزمن المحدد، فيما غضت نفس هذه الاقلام الطرف عن ارتكاب مجلس الهلال الجديد لخطأ أكبر بعدم الطعن في اهلية اللاعب رغم علمه بكل تفاصيل عملية التزوير من خلال المواد التي تنشرها الصحف يومياً عن اللاعب الذي يحمل جوازين من رواندا والكنغو باسمين مختلفين وتواريخ ميلاد مختلفة، أليس هذا هو الكيل بمكيالين في أبشع صوره بمهاجمة مجلس التسيير وتحميله مسؤولية فقدان النقاط وإصدار صكوك براءة لمجلس الهلال، لأن من يريدك يبلع لك الظلط، ومن يعاديك يبحث لك عن الغلط!!