قبل سنوات عديدة وأهل شمال كردفان يعرفون عدد المدارس القشية في ولايتهم. هذه المدارس منتشرة في عاصمة الولاية وغيرها من المحليات. ومع نفير نهضة كردفان وضعت المدارس القشية ضمن برنامج النهضة. النهضة لا تتم دون طرق مسفلتة ودون تعليم وصحة وخدمات اخرى. ما شاهدناه في عاصمة شمال كردفان يشير الى نهضة قادمة في مقبل الايام. مائة وتسعون مدرسة اساس ربما تزيد قليلاً تحولت من قشية الى مواد ثابتة. مستشفى الابيض بدأت العافية تدب في اوصاله بعد الاهتمام. مستشفى غسيل الكلى واخر للولادة .. وبعض المواطنين متفائلين بالغد في عاصمة الرمال. وجدت الابيض مختلفة من اخر زيارة لي للمدينة قبل اعوام عديدة. الاختلاف يبدأ من الطرق المسفلتة والحدائق العامة والحركة العمرانية التي بدات في الابيض. مياه الابيض الهاجس الذي يؤرق مضاجع اهلها بدأت الحلول الجذرية له واصبح بمقدور البعض استخدام «حنفية المياه». طريق بارا امدرمان حلم اقترب تحقيقه بعد ان قطع العمل فيه شوطاً كبيراً. أعجبتني جداً فكرة تحويل الرصيد من ابناء الولاية لدعم نفير النهضة. بحسبة بسيطة ان حول كل مواطن مقتدر فقط خمسة جنيهات ستكون المحصلة النهائية مبلغاً ضخماً يوفر الخدمة لاهل الولاية. لاول مرة تقريباً استمع للمشير سوار الذهب وهو يتحدث عن ذكريات انتفاضة ابريل. سوار الذهب قال «سراً» عملنا كثيراً للوطن الكبير والان نعمل للوطن الصغير. اول بوادر النجاح لهذا النفير هو وجود المشير على رأسه والى جانبه بعض ابناء الولاية الاوفياء. في الخرطوم بدأ معتمد الخرطوم اللواء عمر نمر هذا النفير في بعض احياء المحلية ولكنه توقف الان. نمر بدأ شراكاته مع اهلنا في الرميلة ومن بعدها اركويت وحي الصفا ولكن الخريف اوقف هذه الشراكات. نرجو ان تواصل الخرطوم شراكاتها مع المجتمع من اجل نهضة خرطومية كبرى. العاصمة تحتاج للكثير من العمل خاصة في ما يختص بالخريف. «كرش الفيل» في الخريف تتحول الى بركة «قذرة» يصعب العيش فيها. سوء التخطيط والاهمال هما السبب الرئيس في «غرق» الخرطوم من رش مطر. واقع كردفان يختلف عن الخرطوم ونتوقع ان تتحول شمال كردفان خلال سنوات الى ولاية جاذبة. مولانا هارون استخدم ذكاءه السياسي في استقطاب الدعم للنفير. هارون استخدم بعض الموارد المجمدة في الولاية لإنجاز طريق بارا. اهل الولاية بالخارج كانوا احد طرق الدعم الى جانب ابنائها بالداخل الذين يدفعون العديد من الرسوم. الرسوم التي تتحصل من المواطنين تعتبر بسيطة مقارنة بحجم المشروعات ولكنها كبيرة في معانيها.