منذ تعيينه والياً لشمال كردفان في نهايات العام 2013م، أعلن مولانا أحمد هارون عن نفير لنهضة ولاية شمال كردفان، وفي آخر لقاء له بالصحافيين والإعلاميين بنادي النفط قدم الوالي عرضاً لما توصل له برنامج النفير خلال هذه المدة من الزمن، وكان إعجاب الحضور بفكرة البرنامج وطريقة التخطيط والإعداد له على أرض الواقع قد نالت إعجابهم وعبروا عنها بطرق متعددة، فالطيب مصطفى قال علي الطلاق أنا مندهش وعلي الطلاق دا عمل رائع وليت ولاة السودان جميعاً قد حذو حذو أحمد هارون، وطالب باستنساخ أحمد هارون حتى يكون الولاة جميعهم من شاكلة أحمد هارون حتى تنفذ مثل هذه البرامج في كل ولاية بذات الدفع، وقال آخر إن والي البحر الأحمر محمد طاهر إيلا كان الوحيد القادر على الإنجاز، ولكنه وجد اليوم صنواً له في أحمد هارون، وكان الوالي قد قدم عرضاً بالكمبيوتر لعدد من المشروعات التي يجري تنفيذها، ومنها مسجد الأبيض العتيق وجزء من مستشفى الأبيض. كما قدم عرضاً للأموال التي تم التبرع بها للنفير من قبل مواطني شمال كردفان بدءاً من تبرع الوالي بنسبة مقدرة من راتبه مساهمة في نفير النهضة، كما تبرع الوزراء والمعتمدون وتلاميذ المدارس وبائعات الشاي وأصحاب الكارو وجنود وضباط القوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن، وتبرع الرعاة في شمال كردفان، كما تبرع أفراد بمبالغ وتم ذكرهم وبالجملة، فقد دفع أهل شمال كردفان نصيبهم المقرر في النفير وهو خمس التكلفة على أن تدفع الحكومة ممثلة في وزارة المالية أربعة أضعاف ما يدفعه مواطنو الولاية لكي تنشأ على أرض الواقع المشروعات التي تمثل قوام النهضة، وهي طريق الصادرات «أم درمان جبرة الشيخ بارا» ومشروع مياه مدينة الأبيض، ومشروع المدينة الطبية خلال المرحلة الأولى لتنفيذ المشروعات في خمس سنوات. وإذا عدنا بالذاكرة إلى وقت قريب نجد أن المخاوف التي أثارها البعض في مكانها من ألا تفي الحكومة المركزية بالوعد الذي قطعته للناس في شمال كردفان بأنها سوف تقوم بتمويل هذه المشروعات في حالة مساهمة الجهد الشعبي فيها، ولعل التجارب السابقة قد كشفت للناس حجم التراجعات التي حدثت في طريق الإنقاذ الغربي، حيث تنازل مواطنو الولايات الغربية عن حصتهم من السكر على مدى أربع سنوات متتالية، والجميع يعلم ما انتهى إليه ذلك الطريق من مماحكات ونفق ضيق لم يخرج منه حتى اليوم. وغير بعيد عن طريق الإنقاذ الغربي طريق أم درمان جبرة الشيخ بارا، وقد تم رصد ميزانية لإنفاذ هذا الطريق ولكنها تحولت إلى مشروع آخر بقرار فردي، وأصبح لأهل شمال كردفان العشم في هذا الطريق وراء العشم حتى كاد أن يتبخر هذا العشم وينقضي. ولعل الحديث عن الشفافية وعن توظيف أموال أهل كردفان في المشروعات التي عنوها لتحقيق النهضة هو أيضاً يتردد، فما الذي يضمن ألا تتحول هذه الأموال للصرف السياسي على انتخابات المؤتمر الوطني مثلاً إذا علمنا أن جل أعضاء اللجنة العليا لنفير نهضة شمال كردفان أعضاء في المؤتمر الوطني بما فيهم المشير سوار الدهب الذي كان رئيس الحملة الانتخابية للريئس عمر البشير، وطالما أن القرار قرار سياسي في المقام الأول والتجارب عندنا لم يجف مدادها سواء مع مرشح الحزب لمنصب الوالي أو لإعفاء الولاة وهم منتخبون من قبل الجماهير، فلا بد من وضع قرار أو قانون يحرم توظيف أموال نفير النهضة إلا في الغرض الذي قامت من أجله، وهو تحقيق النهضة على أرض الواقع. وكما أعلن والي شمال كردفان فإن أبناء الولاية على موعد الالتقاء بالنائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق بكري حسن صالح وتسليمه وثيقة النفير، ولكن حتى تؤكد الحكومة المركزية أنها جادة في تحقيق النهضة لشمال كردفان التي عانت كثيراً من الإهمال والتهميش والتجاهل فليقم النائب الأول بضربة البداية ويعلن عن البدء في تنفيذ واحد من المشروعات الأساسية في نفير النهضة، وليكن طريق الصادرات أم درمان جبرة الشيخ بارا، وهذا الطريق حسب ما ذكر الوالي فإن المال الذي يمكن أن يشيده موجود فقط يحتاج لقرار سياسي يمكن للنائب الأول أن يتخذه ويعلن عن قيام الطريق، وإذا تحقق ذلك في لقاء النائب الأول فإن أهل شمال كردفان سوف يقدمون المزيد، وجميع أهل السودان سوف يساهمون في نفير نهضة شمال كردفان من غير أن يتخلف منهم أحد داخل السودان أو خارجه، وذلك لكون كردفان هي أم الجميع بلا استثناء، والتنمية التي تحدث في شمال كردفان هي خير وبركة لكل السودان.