قبل عامين تقريباً ربما تزيد قليلاً كنا في زيارة لولاية البحر الاحمر - دون دعوة من واليها-. طفنا بالعديد من المحليات القريبة منها والبعيدة للوقوف على نواقصها ومشاكلها المخفية «قسراً». قلت للزملاء معتز محجوب وهيثم عثمان لابد لنا من زيارة ذاك المثلث المسكوت عنها مركزياً وولائياً. انه مثلث حلايب الذي يعاني أهله كثيراً في حياتهم وحريتهم. الطريق لحلايب لم يكن هيناً ولم يكن مفروشاً بالورود مثل بقية المدن السودانية. تخطينا العديد من الحواجز الصعبة بمساعدة لن ننساها من الصديق احمد جيش. الوصول الى حلايب ومن قبلها طوكر كلف احمد جيش وظيفته في مفوضية نزع السلاح والتسريح. لم يقبل ايلا ان يكون هناك اشخاص يريدون اصلاح وتنمية مستدامة وكذلك ربما لم يقبل الوصول لبوابة حلايب ومعرفة كيفية الحياة فيها. نقل احمد جيش دون رغبته من مكتب البحر الاحمر للخرطوم ووجد الكثير من المضايقات حتى كتب استقالته ليريحهم ويتفرغ لعمله الوطني والانساني. سنكتب كثيراً عن الصديف احمد ولكن قبله لابد ان نحكي عن جزء من الوطن يضيع في اليوم الف مرة. حلايب الغنية بمعادنها وانسانها وثرواتها الحيوانية محتله من الجارة مصر. سنوات والسكوت يعم ارجاء السودان رسمياً والخوف شعبياً لما يواجهونه داخل المثلث. الاسبوع الماضي تناولت المواقع الاسفيرية خبر ضم حلايب وشلاتين الى محافظة اسوان. الحكومة المصرية وسعت رقاع العديد من المحافظات وقلصت بعضها. واسوان زادت مساحتها لتبتلع في جوفها أرضاً سودانية باهلها وارضها وخيرها. في تلك الزيارة اكتشفنا ان القبائل السودانية التي تعيش داخل حلايب هي المكونات الاساسية لها. لا وجود للمصريين داخل المثلث وان وجدوا فانهم قلة لا تعد على اصابع اليد الواحدة. وفي قناة دريم المصرية عرض احد برامجها زيارة لمدينة حلايب. الجميع الذين التقتهم مقدمة البرامج هم من اهل شرق السودان. لم تفلح محاولة المقدمة في استنطاق اهلنا الغبش بلهجة ابناء شمال الوادي. وبعضهم أشاح بوجهه حتى لا ينتقد لها الحكومة المصرية . تلك الحلقة كانت في عهد ما قبل السيسي. وفي عهد المشير السيسي تتوسع اسوان لتضم حلايب وشلاتين. لاندري حتى متى ستظل الحكومة ساكتة عن ملف حلايب؟ وهل سيستمر السكوت بعد توسيع اسوان وضم حلايب وشلاتين؟ نرجو ان يشهد ملف حلايب المزيد من التفاعل من قبل الدولة حتى لا تضيع باهلها.