وأسلوب مخابرات العالم الآن «الأسلوب الذي يجعلك ترى دون أن ترى» يذهب إلى تفجير السودان بعد شهور قليلة. وشرقاً. أربعة ملايين لاجئ إثيوبي في كل أنحاء السودان. وقريباً من ذلك.. لاجئون من إريتريا. وانتخابات عام 2015 تقترب ومشروع إسرائيل يذهب إلى «رقم وطني سوداني لكل واحد من اللاجئين هؤلاء».. ثم اكتساح للانتخابات. وغرباً.. فرنسا تشرع في توطين ملايين النازحين من الطوارق وعرب أزواد والنيجر في شرق تشاد.. ثم دارفور.. تحت دعوى أن مناطقهم ملوثة بالإشعاع. وفرنسا تسعى للخطوة التالية في السودان.. انتخابات «2015» أو تمرد جديد. ثم شيء في تشاد. وجنوباً.. النزوح الجنوبي إلى الشمال الذي صنعته الحرب لم يكن شيئاً يقوده تداعي الأحداث. الأمر كان مدبراً بدقة. وحديثنا أمس عن أن مدير مخابرات سيسي يحدث الصادق المهدي عن شيء يحدث في أبريل كان حديثاً يعرف ما يقول. «2» وإسرائيل «تعرف» أيضاً ما تفعل.. لأنها «تعرف» السودان. إثيوبيا التي لم يبق لها شبر تزرعه.. والتي تنفجر بالسكان تتجنب أظافر صندوق النقد بأسلوب شديد الذكاء. لا هو «خصخصة» ولا هو احتكار. إثيوبيا تجعل المواصلات والكهرباء في أيدي الصين. وتجعل التعدين في أيدي البرازيل. وتجعل كل ما يدير الحياة في أيدي جهات أجنبية من تتعامل معه هو.. الحكومة فقط. وإثيوبيا يدخلها المواطن الأجنبي ليجد الشرطة أمامه بعد اليوم التالي مباشرة «يجدد تأشيرة الدخول.. أو يذهب». بينما الإثيوبي في السودان هو؟؟ وإثيوبيا تدعم المجتمع بأسلوب رائع. القروض هناك للمواطن من يقوم بالضمان عليها هو «الأسرة»!! أسرة المستدين. دولة بمجتمع قوي مثل هذا.. وحكومة مثل هذه. ودولة متراخية مثل السودان. حين يقع التنازع بينهما على الحياة ذاتها.. «الأرض والطعام».. ماذا يحدث؟ دراسات المخابرات تجيب.. وترسم خطوتها التالية. و... و... بلد دقيق يدير مائة مليون جائع.. على أرض تختنق.. ودون مصادر للحياة.. و... وآخر إريتريا ما يديره هو إسرائيل التي تجعله حصاناً لغزو السودان. وجيبوتي التي هي أكثر بلاد العالم حاجة للسودان.. قبل أن تبتلعها المعسكرات الأمريكية. وتشاد التي تختنق الآن وأصابعها تتخبط تبحث عن ذراع السودان لإنقاذها. والجنوب الذي مفتاحه هو «اليكس دي وول» والذي هو مفتاح أمريكا في الجنوب. و... و.... البلاد من حولنا كلها.. مقادير غريبة تجعلها تلهث.. وحلقومها في أيدي السودان. لكن ما يحدث هو أن السودان يجعل أيادي البلاد هذه محشورة في حلقه هو. *** بريد أستاذ إسحق : حديثكم عن أن مدير مخابرات مصر يقول للصادق إن الثورة في أبريل حديث غريب.. عمر. أستاذ.. تعني «من أخبرك»؟ وما يخبرنا نشير إليه في السطر ذاته ونحن نحدث عن أن الصادق يستمع «في ابتهاج». والابتهاج يجعل الصادق يحدث الخرطوم. وفي الخرطوم لا يُخفى شيء. مثلها الأسبوع الماضي نحدث أن الحلو سوف ينطلق هارباً من فاريانق ومن قائد قوات مشار. وأمس الصحف بين يديك تكاد صفحاتها تتمزق وتطل منها أقدام الحلو وهو يجري هارباً من فاريانق ومن قائد قوات مشار.