في أجواء ديمقراطية معافاه مارس فيها الأعضاء حقهم في التصويت لمن يقودون مسيرتهم بحرية تامة جددت الجمعية العمومية لنادي الخرطوم الوطني ثقتها في مجلس الادارة برئاسة مأمون النفيدي مع بعض التعديلات الطفيفة وذلك تقديراً لما بذله المجلس السابق من جهود كبيرة في التخطيط والتنفيذ والمتابعة حتى احتل الفريق موقعاً متقدماً في منافسة الممتاز أهله لتمثيل السودان في البطولات الخارجية، وهو شرف كبير لنادي نحت رجاله الصخر بأظافرهم للصعود به من الدرجات الصغرى للممتاز في زمن يعتبر قياسي في تاريخ بعض الأندية التي ظلت تكافح لأكثر من ستين عاماً لتحقيق حلم الوصول للأولى أو الممتاز ولكنها لم توفق في ذلك.. ونادي الخرطوم ليس نادياً لكرة القدم بل هو نادي اجتماعي بكل ما تحمله الكلمة من معنى حيث يرتاده يومياً في الأمسيات عشرات الأعضاء الذين توطدت وتعمقت علاقات الإخوة والصداقة بينهم من خلال حبهم وارتباطهم الكبير بالنادي التي اصبحت في قوة صلة الرحم وعلاقة الدم وهو أمر لمسته بنفسي عندما كنت أذهب مع الأخ الصديق صديق جبارة لنادي الخرطوم بعد انتهاء العمل بجريدة الصحافة في منتصف الثمانينات لقضاء أوقات طيبة نروح فيها عن النفس بالاستماع لقفشات ومداعبات كازا ومجدي مامون والأمير وبقية العقد المنثور من الأعضاء الذين شكلوا مجتمعاً نقياً لا يعرف المشاكل والخلافات على السلطة كما يحدث في كثير من الأندية السودانية والتي تأثرت مسيرتها كثيراً بالصراعات والمكايدات وتصفية الحسابات، ولذلك فإن سر تطور نادي الخرطوم وتفوقه يكمن في وحدته واستقراره الذي وفر للمجالس المتعاقبة الأجواء الصحية للعمل الجاد لتحقيق طموحات أبنائه في أن يكون ناديهم منافساً بقوة على البطولات وليس مجرد مشارك هدفه المحافظة على موقعه في الممتاز دون أي طموحات يسعى لتحقيقها..! التحية لمجلس الخرطوم الجديد مع الأمنيات بالتوفيق لتحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات التي تجعل النادي رقماً كبيراً ومهماً في خارطة الكرة السودانية خاصة بعد رعاية جهاز الأمن والمخابرات الوطني للنادي والتي منحته دفعة كبيرة على طريق التطور المنشود.. والتحية تمتد لمأمون النفيدي رئيس نادي الخرطوم وقائد مسيرته لأكثر من 25 عاماً قدم فيها كل ما يملك من جهد وفكر ومال حتى تحقق حلمه بصعود الفريق للممتاز واللعب باسم السودان في البطولات الخارجية، ورغم ذلك ما زال يواصل العمل بقوة لتحقيق الإنجاز الأعظم وهو الفوز بالممتاز الذي يدخل النادي تاريخ الكرة السودانية من أوسع أبوابه ويسجل اسمه بأحرف من نور ضمن الأندية التي تربعت على عرش الممتاز.. ورغم كل ما حققه مأمون النفيدي لناديه من إنجازات فقد ظل يعمل في صمت بعيداً عن أضواء أجهزة الاعلام التي نادراً ما تجد له خبراً أو تصريحاً فيها لزهده التام في الشهرة والنجومية ولاقتناعه بأنه جاء للعمل من أجل ناديه وليس للظهور اليومي في أجهزة الاعلام التي يتسابق نحوها الاداريون لتحقيق حلم الشهرة والتي هو الأحق بها باعتباره عميد رؤساء الأندية السودانية والإفريقية حيث عمل رئيساً لنادي الخرطوم لما يقارب الربع قرن من الزمان والتي لا ينافسه فيها أي رئيس نادي سوداني أو إفريقي وربما عربي..!