هم كثير من الزملاء الصحفيين عندما وقعوا عقودات استلام منازلهم بالوادي الأخضر بشرق النيل، وانتابتهم مخاوف جمة كونهم بوادي غير ذي زرع، بعيداً عن المدينة أو في اطراف ولاية الخرطوم، وكثيراً منهم كان متنازع الفكر بين تمزيق فاتورة الايجار العالية وبين التوجه شطر الوادي الاخضر، فتوكلت نخبة من خيارهم وكلهم خيار على الحي الدائم واختاروا (التمزيق) وكان على رأسهم وقتها الزميل الأستاذ الكبير زكريا حامد (شيخ الوادي) والاستاذ محمد اسماعيل دبكراوي وفائز ديدي ونبيل وكثير من الاخوة الزملاء الأفاضل، وبرغم شح الخدمات التي وجدناها الا ان كل الصعاب تزللت وتبخرت المواقف والظنون مع المعاناة اليومية في ايجاد وسيلة مواصلات مريحة بعد يوم شاق بالعمل. وعندما حلت كارثة السيول والفيضانات التي ضربت اجزاء واسعة من ولاية الخرطوم كان الوادي الاخضر ضحية معلومات وانطباعات سالبة اثرت كثيراً في لحاق كثير من الزملاء واستقرارهم بالوادي وكان الاعلام السالب قد اثر كبيراً في تسبيط همة بعض الزملاء للرحيل الامر الذي أدى الى انخفاض اسعار العقارات، ولكن في هذا العام وبفضل الله وتكاتف الجهود المجتمعية من الصحفيين واعضاء اللجنة الشعبية الذين عكسوا عبر وسائط الاعلام الوجه الحقيقي للوادي انتظم بالمدينة حراك خدمي وتفاعلي من الاخوة الصحفيين الذين طالما حملوا هم الوطن الكبير كان لزاماً عليهم استشعار قضايا وطنهم الصغير من خدمات تعليمية وصحية وامنية فكانت البداية مشروع نادي الصحفيين في مكان مصنع البلوك القديم وجاءت مبادرة الاخوة الرياضيين في ايجاد ناد خاص للصحفيين فكانت المبادرة من رجال البر والاحسان الاستاذ راشد عبد القادر والاستاذ محمد حامد تبيدي الذي تبرع بجهاز مشاهدة واشتراك في قناة الجزيرة لمدة سنة، مما اتاح للصحفين التمتع بمشاهدة كاس العالم على الهواء الطلق، وكان الحراك المجتمعي للجنة المسجد والخلوة الصيفية ومجلس الاباء، ثم جاءت نفرة الصحفيين الخدمية بلقاء معتمد شرق النيل الدكتور عمار حامد الذي تكفل بإكمال منشآت النادي وانارة المدينة وتسوير المركز الصحي ومن ثمه كانت الاستجابة الكبيرة من البروفسير مامون حميدة وزير الصحة الولائي بإكمال المركز الصحي وتعاونه اللامحدود في دعم المنشآت الصحية بالمربع. جميع هذه البشريات جاءت نتاج العمل بروح الجماعة وجعلت من الوادي الأخضر بوتقة للتفاعل والتفاكر والتواصل مما خلق جو مجتمعي معافى من العصبية المهنية. التحية للإخوة الصحفيين الوداياب وللإخوة في اللجنة الشعبية لجهودهم النوعية لتطوير الوادي حتى يصبح مدينة مكتملة الاخضرار وعنواناً للحق والخير والجمال.