وجد إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية بالسودان ارتياحاً وصدىً واسعاً لدى أعداد كبيرة من المواطنين، وفيما احتفت مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك وتويتر والواتساب» بتبادل عشرات الآلاف من الرسائل احتفاءً بإغلاق المراكز، استدعت بحسب مصادر دبلوماسية وزارة الخارجية الإيرانية في أول رد فعل لها على الأمر، القائم بالأعمال السوداني بطهران. في وقت أكد فيه مجمع الفقه الإسلامي في بيان له أمس دعمه قرار إغلاق المركز الثقافي الإيراني وجميع فروعه بالولايات، باعتباره خطوة في الاتجاه الصحيح لتجفيف منابع الخطر المهدد لوحدة الأمة، ودعا لاتخاذ كل التدابير للحد من تمدد الخطر الشيعي في البلاد. ورحبت الجماعات الإسلامية، بقرار السلطات بإغلاق المركز الثقافي الإيرانيبالخرطوم وفروعه بالبلاد بعد اعتباره تهديداً للأمن الفكري والاجتماعي بالبلاد. وفي الاثناء ذكر مسؤولون بالمركز الثقافي الإيرانيبالخرطوم ضاحية العمارات، أن السلطات لم تسلمهم حتى الآن قراراً بإغلاق المركز، فيما واصل المركز أمس عمله بصورة عادية. وأوضحت جولة ميدانية للصحفية أن المركز يعمل بصفة عادية وسط حضور لبعض الزائرين للمكتبة العامة بالمركز وبعض الطلاب الذين يتخذون المركز مكاناً لمراجعة أعمالهم التعليمية في شكل مجموعات. في الوقت الذي قال فيه المتحدث الرسمي باسم الخارجية السفير يوسف الكردفاني، إن المراكز خالفت التزام قواعد العمل الدبلوماسي حسب اتفاقية فيينا للاتفاقيات الدبلوماسية والقنصلية، وأوضح للصحافيين أمس، أن تلك المراكز تشكل تهديداً للأمن الفكري والأمن الاجتماعي. بينما هاجم الداعية السعودي محمد العريفي إيران وما وصفه بمحاولات كانت تقوم بها لتشييع أهل السودان، وقال العريفي في سلسلة من التغريدات على تويتر نشرتها قناة (CNN) إن إيران دعتهم للسجود لغير الله، ولنشر الفاحشة باسم المتعة بالنساء، وأضاف «أعوذ بالله أن ترى نساء السودان العفيفات هكذا»، وتابع قائلا ً:«زرتُ السودانيين وجدتهم الأكثر حباً لنبينا وآل بيته وصحابته وفيهم أحفادٌ لهم».، وأردف «دعتهم إيران للخزي والتلطخ بالطين والغائط والتشبه بالكلاب» لكنهم لا يبتدعون، ودعا العريفي في تغريدة منفصلة:«ينبغي لدول الإسلام عامة والسعودية ودول الخليج وتركيا التعاون مع السودان اقتصادياً وثقافياً فهي عُمق للإسلام كبير». وفي ذات الاتجاه وصف المجمع الصوفي العام إغلاق المركز الثقافي الإيراني بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح لتنقية الساحة الدينية من الأفكار الضالة وتصحيح الوضع الديني «المختل» في السودان. ودعا نائب رئيس المجمع الدكتور عبد السلام الكسنزاني ل «الإنتباهة» أمس لإغلاق جميع الحسينيات والمدارس الشيعية التي تبث الضلال في المجتمع، بحسب تعبيره. وأكد أن المتصوفة وقفوا بقوة ومازالوا في وجه المد الشيعي. وفي ذات الوقت وعدت السلطات المختصة بإجراء مماثل في سبيل مكافحة جماعات التطرف «الوهابي» حتى يعود السودان بلداً للوسطية والتسامح الديني كما كان في السابق. من جهته أكد رئيس البرلمان د. الفاتح عز الدين احترام البرلمان للتدابير والإجراءات التي اتخذتها وزارة الخارجية بإغلاق الملحقيات الثقافية باعتبارها الجهة المفوضة والمعنية بالأمر. وفي ذات السياق قال رئيس اللجنة السياسية بجماعة أنصار السنة المحمدية محمد أبوزيد ل«اس ام سي» إن غلق المراكز الثقافية الإيرانية يفتح الباب واسعاً للتعامل مع دول الخليج العربي، والتي أبدت في عدة مناسبات قلقها من أنشطة تلك المراكز، مؤكداً أن الخطوة ستمهد لعودة العلاقات السودانية-الخليجية إلى سابق عهدها، مشيراً إلى أن المركز الثقافي السوداني بطهران لم يحظ بالتسهيلات التي كان يحظى بها الإيرانيبالخرطوم.