كان قاضياً ظالماً صديقاً لأحد الطباخين يجلسان كل أمسية يتسامران.. وكان الطباخ يحضر ويعد ما لذ من الطعام والعشاء. وفي ذات يوم حضر كبير التجار بالمدينة للطباخ وأحضر معه وزينة سمينة وقال للطباخ: أطبخ لي هذه الوزينة بطريقتك البارعة وسأحضر لك في المساء وأجدها جاهزة لأني قد عزمت ضيوفاً أعزاء. وعده الطباخ خيراً وبعد خروجه جاء القاضي ليزور صديقه الطباخ فوجد الوزينة جاهزة وشهية فأمر الطباخ أن يحضرها له في المساء. لكن الطباخ رد عليه: وماذا أقول للتاجر؟ قال القاضي: قل له إن الوزينة طارت وإذا اعترض على ذلك فإنه سيشكيك للقاضي وأنا القاضي. وبالفعل أخفى الطباخ الوزينة، وحينما حضر التاجر وسأل عنها.. اعتذر له الطباخ قائلاً: للأسف الشديد يا حضرة التاجر إن وزينتك الغريبة هذه بعد أن ذبحتها وقطعتها وجهزتها ووضعتها في ماء يغلي في النار ولما أنزلتها لأجهزها طارت! استغرب التاجر واستشاط غضباً وقال للطباخ: إنت محتال وكاذب وساشكيك للقاضي. وفي هذا الأثناء سمع حوارهما رجل كان يمر بالطريق فتعاطف مع التاجر وقال إنه سيشهد معه على كذب الطباخ فما كان من الطباخ إلا أن لكمه «فقد عينه».. وأصبحت بدل الجريمة الواحدة جريمتان. ومر بهما رجل يركب حماراً فوقف يستمع للشجار والقصة الغريبة وهو يضحك.. لكن الطباخ تناول سكيناً وقطع له ذنب حماره وبذلك تمت ثلاث جرائم قادتهم كلهم لذلك القاضي. سأل القاضي الطباخ أولاً أن يحكي له ما حدث فأجابه: هذا التاجر فعلاً أحضر لي وزينة لكن يا حضرة القاضي كنت وحدي وأنا أعيش ذلك الموقف الغريب فقطعت وزينة ذلك التاجر ووضعتها في النار فارت ولما نزلتها طارت!! سأل القاضي التاجر: هل أنت تعترض وتستغرب في شيء لم تراه؟ أجاب التاجر مستغرباً: لا! قال القاضي: حكمت عليك المحكمة بخمسة جنيهات غرامة لأنك أسأت لسمعة الطباخ المسكين!. ثم سأل الشاهد الأول قائلاً: وإنت هل شاهدت الوزينة؟ قال لا! قال أيضاً حكمت عليك المحكمة بالغرامة بخمسة جنيهات لأنك تدخلت فيما لا يعنيك. وحينما شاهد صاحب الحمار وكان قد اصطحب معه حماره «أب ضنباً مقطوع» ما حصل لصاحبيه.. ركب حماره وولى هارباً.. فنادى عليه القاضي لكنه أجابه قائلاً: لا يا مولانا.. أنا ضنب حماري أصلو مقطوع.