من المنتظر أن تخرج تسع محليات عن ولاية جنوب دارفور مكوِّنة لولاية شرق دارفور والتي أصبح إعلانها مع ولاية وسط دارفور قاب قوسين أو أدنى تحقيقا للهتاف الشهير لأهل المحليات الشرقية في سبدو عند زيارة رئيس الجمهورية لها الأعوام الماضية بقولهم «الضعين ولاية و أوكامبو دعاية» وبمقابل ذلك تتحدث الأوساط الرسمية والشعبية هذه الأيام عن مصير الوالي د. عبد الحميد كاشا في ظل مطالبات واسعة بضرورة إبقائه بجنوب دارفور لمواصلة مشواره الذي بدأه في استتباب الأمن وبناء النسيج الاجتماعي، وقد أعلن النازحون بالمعسكرات والحركات الموقعة على السلام والقوى السياسية المتوافقة مع الوطني تأييدهم بقاء كاشا بالولاية في ظل غموض يكتنف مصيره ومصير شكل حكومته المرتقبة. ويرى مراقبون للوضع بالولاية أن خروج كاشا يعني عودة التفلتات الأمنية والصراعات الأهلية التي ودّعتها الولاية بلا رجعة بميثاق شرف أهلي وقّعته زعامات الإدارة الأهلية أمام الرئيس البشير في زيارته الأخيرة لنيالا ويشيرون إلى أن تلك الخطوات تحققت بجهود كاشا الذي كان مقبولاً عند الجميع وها هو حزبه في ختام مؤتمره التنشيطي العام الذي دفع بعده نحو «400» مشارك للمؤتمر العام بالمركز دعا لبقاء كاشا ومن قبله كانت مطالبة أهل المعسكرات، وعلى رأسها كلمة وعطاش لرئيس السلطة الإقليمية التجاني السيسي في أولى زياراته للولاية بعد سلام الدوحة بأهمية الإبقاء على الوالي الحالي، وقال سلطان إدارة الداجو عبد الرحمن أبو في احتفال استقبال نازحي كلمة لسيسي إن كاشا أول مسؤول حكومي دخل المعسكر ومهد للسلام بداخله الذي أصبح رغبة النازحين اليوم، وزاد: «لا بد من إبقائه لإكمال برنامجه، وتابع: «كاشا منذ قدومه للولاية كان منحازًا للنازحين»، ويرى القيادي بالوطني حسن هلال أن بقاء كاشا بالولاية يمثل كسبًا لمواطنها الذي دفع به لحكم الولاية من خلال الانتخابات وأن إبقاءه يحقق كثيرًا من الأهداف باعتباره واليًا منتخبًا ومشواره في بداياته ينتظره الإيفاء بالعديد من الوعود سواء كان لعضوية الوطني أو جماهير الولاية، وتوقع هلال حال حدوث العكس دخول الولاية في مرحلة ترتيب جديد للتعامل مع القضايا المختلفة، ودعا إلى ضرورة إنفاذ توصية المؤتمر العام للحزب بالولاية القاضية بالتأمين على بقاء كاشا، وتابع: «لو كان هنالك حديث بذهاب د. كاشا مبنيًا على رغبة قيادات بالمركز سيكون شبه مستحيل، أما إذا كان مربوطًا بفهم تنظيمي وعلى لسان القيادة بدءًا برئيس الجمهورية رئيس الحزب فالأمر طبيعي ويعتبر واحدًا من السياسات المتبعة في التنظيم» فيما أكد الأمين العام لحزب «السودان أنا» صالح سندهم القوي لكاشا نتيجة لالتماس حزبه ورغبة كافة أهل الولاية في بقاء الرجل من خلال الإنجازات التي شهدتها الولاية في عهده خاصة استتباب الأمن ورتق النسيج الاجتماعي لافتًا إلى أن بقاءه يضمن استمرار برنامجه الذي أصبح من أولويات المرحلة، وناشد صالح رئيس الجمهورية الاستجابة لأهل الولاية، وقال إن حزبه سيصدر بيان تأييد لبقاء كاشا، فيما قال عمر أبكر فضل الذي تحدث نيابة عن الأحزاب السياسية في المؤتمر العام للوطني بالولاية إن كاشا الذي كان معهم في الأفراح والأتراح ويمشي في الأسواق لتفقد الناس والمعسكرات للوقوف على قضايا النازحين جدير بالبقاء بالولاية. وكانت حركة تحرير السودان القيادة التاريخية المنشقة عن عبد الواحد بقيادة د. عثمان موسى الموقِّعة على سلام «بلي سريف» بشرق الجبل، قد بعثت برسالة لرئيس المؤتمر الوطني بضرورة الإبقاء على كاشا والياً لجنوب دارفور، لمواصلة مسيرة الولاية في التشكيلة الجديدة بعد انفصال جنوب السودان وزيادة ولايات دارفور، وأشار رئيس الحركة د. عثمان موسى في خطاب سابق له موجَّه لرئيس الجمهورية إلى أن بقاء كاشا بالولاية أمر في غاية الأهمية لمواصلة تنفيذ الاتفاقيات مع الحركات الموقعة، ومواصلة جهود استكمال عملية السلام بدارفور وأضاف «أرى أن بقاءه صمام أمان وذهابه يقود إلى انفراط في الأمن وأخاف من عدم تطبيق مقررات وثيقة التعايش والسلام القبلي».. ليس انحيازاً سافراً ولكن الشارع العام بنيالا وكافة أسواق المدينة ينتابها القلق والخوف من ذهاب الوالي وخاصة صغار التجار والباعة المتجولين الذين استقر بهم المقام لتوفير لقمة العيش لأسرهم بعد أن وجه الوالي بعدم شنّ حملات ضدهم حسب إفادات العديد منهم.