تعرضت معظم ولايات البلاد هذا العام لأمطار غزيرة وفيضانات خلفت وراءها وضعاً بيئياً متردياً ساهم بدوره في توالد الحشرات والبعوض والذباب، مما رفع نسبة الإصابة بالإمراض خاصة الملاريا، وشهدت محلية خشم القربة بولاية كسلا حفل تدشين الحملة القومية لتوزيع الناموسيات المشبعة طويلة الأمد، ووجدت الحملة اهتماماً كبيراً من القيادات السياسية وبمشاركة والي الولاية وقادة العمل الصحي الاتحادي والولائي، وتم وضع موجهات لاستخدام الناموسيات وتوزيعها. كما تلاحظ وجود إشراف من السلطات الصحية المحلية في حملات التوزيع بمشاركة منظمتي الصحة العالمية واليونسيف. و كشف وزير الصحة الاتحادي بحر إدريس أبو قردة شروع وزارته في توزيع «150» طبيبا اختصاصيا على الولايات في المرحلة الأولى، و«502» في المرحلة الثانية، وقال أبو قردة إن هجرة الأطباء تشكل لهم هاجسا كبيرا ما دفع وزارته إلى تخصيص حوافز للاختصاصيين من باب تشجيعهم على العمل داخل السودان، وقال إن الوزارة وضعت إستراتيجية قومية ترتكز على توزيع الخدمات الصحية على المحليات والمناطق البعيدة لتحقيق العدالة خاصة في خدمات الرعاية الصحية الأولية بكل الولايات من خلال بناء وتأهيل المراكز الصحية ونشر الاختصاصيين. وقال إن الصحة أولوية لا بد من توفير وتخصيص مبالغ معتبرة لها، وأكد أن استعمال الناموسيات يقي من شر أمراض كثيرة وأعلن عن التزامه توفير جهاز الرنين المغنطيسي لولاية كسلا، من جانبه أكد محمد يوسف آدم والي كسلا أن الولاية خصصت «30» مليون جنيه في موازنة العام الجاري لقطاع الصحة، وأضاف نحن نسعى لتوفير الخدمات العلاجية والتشخيصية لتوطين العلاج داخل الولاية. وطالب الصحة الاتحادية بتوفير المبيدات لقيام حملة رش بالطائرات لتشمل جميع محليات الولاية، وأكد التزامه بتأهيل المراكز الصحية لتخفيف الضغط على المستشفيات الكبيرة وقال«نحن بنقول الحملة دي ليه لأنو في مشكلة وفي بعوض وملاريا، لكن هنالك معالجات من الحكومة الاتحادية والشركاء من المنظمات العالمية لدحر الملاريا». وطالب بتوفير جهاز رنين مغنطيسي ودعم المستشفيات وقال رئيس قسم المكافحة المتكاملة لنواقل الأمراض بالبرنامج القومي لمكافحة الملاريا حمودة تيوك إن نسبة التغطية بالناموسيات المشبعة في ولايتي كسلا والنيل الأبيض بلغت «100%» ليكون جملة الولايات التي تم تغطيتها بهذه النسبة «5» ولايات وهي «كسلا والقضارف والنيل الأبيض والنيل الأزرق وغرب دارفور»، فيما بلغت الميزانية الكلية لهذه الحملة نحو «46.435.696.47» جنيهاً. وأشار الى أن وزارة الصحة الاتحادية بالتنسيق مع اليونسيف وعدد من منظمات المجتمع المدني ووكالات الأممالمتحدة وضعت إستراتيجية لمكافحة الأمراض المنقولة بواسطة الحشرات والبعوض من خلال توزيع نحو «1.161.188» ناموسية مشبعة طويلة الأجل على «8» ولايات ومن بينها ولاية كسلا وتستهدف الحملة «32» محلية وتغطي مليوني مواطن من سكان المناطق المستهدفة، ويعمل فيها «830» متطوعا و38 مشرفا من البرنامج القومي لمكافحة الملاريا و120 مشرفا من الولايات والمحليات، ويعتبر استخدام الناموسيات المشبعة حسب الدراسات العلمية من أنجع الوسائل لحماية الإنسان من لسعات البعوض والحشرات مثل الذباب الرملي التي بدورها تحمي من أمراض الملاريا والفلاريا والكلازار. وطالب حمودة حكومة ولاية كسلا بتعيين عمال المكافحة البالغ عددهم 148 عاملا لمكافحة أطوار الملاريا، وتعهد بمواصلة الدعم لأعمال المكافحة من خلال تمليك طلمبة ومبيد لكل عامل يتم تعيينه. ويؤكد د. صخر بدوي ممثل منظمة اليونسيف أنهم قاموا بتوفير 9 ملايين ناموسية مسبقا، وفي النصق الأول من العام الجاري تم توفير أكثر من مليون ناموسية، وقال إن استخدام الناموسية بصورة صحيحة يخفض نسبة الإصابة بالملاريا الى «50%». وتوافد المواطنون لاستلام الناموسيات المشبعة، وأبدوا ارتياحهم وأنها أزاحت هاجسا ظل يؤرقهم منذ بداية الخريف. واكدوا على وجود كثافة عالية للبعوض الى جانب تخوفهم من الأمراض التي يسببها الذباب، وشكا المواطنون من تكرار الإصابة بمرض الملاريا، وكشفت جولة «الإنتباهة» بمدينة كسلا عن تكاثر الحشرات بكثافة في بعض أنحاء المدينة ومن بينها الأسواق والمطاعم، التي تعد مصدراً أساسياً لانتشار الأمراض اذا تعرضت الأطعمة والمواد الغذائية الى تلوث. وتعاني كسلا من وجود برك لمياه الأمطار مما يزيد من عبء الإصابة بالأمراض، وقال المواطنون بالرغم من حملات الرش إلا أن الحشرات لا تزال تسبب إزعاجاً لهم، وطالب عدد منهم حكومة الولاية بتجفيف البرك وتنظيف الشوارع والساحات من النفايات، بينما طالب معتمد محلية خشم القربة وزير الصحة الاتحادي بتوفير عربة لمعالجة النفايات. وقال إن برنامج توزيع الناموسيات صحبته رسائل تثقيفية عبر وسائل الإعلام المختلفة باللغة العربية واللهجات المحلية.