أكوام من الأوساخ موزعة في أحياء الخرطوم، بعضها داخل أكياس صغيرة وغيره مبعثر في الطرقات التي اكلت منها مياه الامطار التي ضربت الخرطوم في هذا الخريف، بعض سكان تلك الأحياء حمل اكياس (زبالته) ليلقي بها في عراء المدينة، وغيرهم فضل تركها على جانب الطرقات. منذ فترة ليست بالقصيرة اجزم والي الخرطوم ومن بعده معتمدها بالسير في الطريق الصحيح حول نقل النفايات وتنظيف الخرطوم التي أصبحت رائحتها تزكم الانوف، وحاول البعض الاطمئنان بأن هيئة نظافة الخرطوم سيكون لديها الحل الناجع لتلك النفايات التي ملأت العاصمة (الحضارية)، فيما انتقد عدد كبير من عمال نظافة الخرطوم أداء هيئة النظافة ومحلية الخرطوم وقرر العمال الاضراب عن العمل لترك الخرطوم على حالها حتى ينصلح حالهم، أحد أولئك العمال فضّل عدم ذكر اسمه قال لي ان مدير هيئة نظافة الخرطوم يستلم راتبه كامل ومعه بدل وقاية ونحن سائقي عربات النفايات وعمالها لانستلم راتبنا الذي لايتجاوز الستمائة جنيه فقط، فيما اشتكى عدد كبير من عمال النظافة من تأخير رواتبهم لأيام وأحياناً لشهور على رغم قلته وقالوا ل (الإنتباهة) انهم لن يعملوا مرة اخرى حتى يستلموا حقوقهم كاملة منتقدين في الوقت ذاته السياسة التي تتبعها معهم محلية الخرطوم في صرف رواتبهم وحوافزهم وقالوا انهم حتى الآن لم يستلموا مرتباتهم وعيد الفداء على الابواب مشيرين الى انهم استلموا مرتب الشهر الماضي بعد مرور أكثر من نصف الشهر الحالي وأبدى عدد منهم استغرابه الشديد من عدم صرف المنح التي يعلن عنها رئيس الجمهورية وقالوا إنهم منذ سنوات لايصرفون تلك المنح وحتى هذا الشهر لم يستلموا مرتباتهم ولا المرتب الذي أعلنت عنه رئاسة الجمهورية، وقال مصطفى رزق سعيد نحن لا نعرف أنفسنا كيف نعمل ليس لدينا عقود ولاخطابات تعيين ولاتوجد حوافز وكل السائقين مرتباتهم ثابتة الذي يعمل منذ عشرة سنوات والذي يتم تعيينه اليوم، فيما قال أحمد عباس إنهم من قبل كونوا لجنة بطلب من معتمد الخرطوم لطرح كافة قضاياهم ومشكلاتهم ولكن جميع الأبواب أغلقت أمامهم ولم يستطيعوا مقابلة المعتمد لطرح قضاياهم، وأشار عدد من سائقي عربات النفايات بالخرطوم الا انهم يتعرضوا للأمراض بسبب نقل النفايات وعلى الرغم من ذلك لايجدون حقوقهم المالية واوضحوا انه رغم ضعف رواتبهم هذه الا انهم لايستلمونها في وقتها مطالبين بتقنين أوضاعهم حتى يستطيعوا أن يودوا أعمالهم بصورة جيدة، وأكد عدد منهم ان المدير التنفيذي لمحلية الخرطوم سجل لهم زيارة ووعدهم بحل مشكلاتهم الا انهم شبعوا من هذه الوعود التي استمرت سنوات عديدة وابدو دهشتهم بانه رغم السنوات الطويلة في عملهم الا انهم لايملكون عقود عمل ولايتمتعون بالمنح والحوافز التي تعلنها الدولة، فيما حاولت (الإنتباهة) الوصول إلى معتمد الخرطوم اللواء عمر نمر لأخذ رأيه حول عمال النظافة وقضيتهم إلا ان كافة المحاولات فشلت بالاتصال بالمعتمد الذي تنتظره الكثير من أسر أولئك العمال لمشاركة كافة المسلمين فرحتهم بعيد الفداء وتقنين أوضاعهم حتى يودوا أعمالهم بصورة جيدة من أجل عاصمة حضارية نظيفة من النفايات.