يلتقي المنتخب الوطني مساء اليوم باستاد الخرطوم بالمنتخب النيجيري في مباراة حاسمة ومصيرية في تصفيات نهائيات بطولة الأمم الإفريقية التي ستقام في مطلع العام القادم بالمغرب. وتعتبر مباراة اليوم هي الأخيرة لمنتخبنا في الجولة الأولى بعد أن خسر مباراتيه أمام جنوب إفريقيا والكنغو واحتل المركز الأخير في المجموعة بدون رصيد ولذلك ليس أمامه سوى الفوز للعودة لساحة التنافس برصيد ثلاث نقاط والسعي بجد واجتهاد للحصول على ست نقاط من المباريات الثلاث المتبقية أمام نيجيرياوجنوب إفريقيا بالخارج والكنغو بالداخل، وبدون هذا الفوز فإن المنتخب سيفقد الأمل نهائياً في الوصول للنهائيات وستكون بقية مبارياته مجرد أداءً للواجب لأن المستوى الذي لعب به المنتخب في المباريات السابقة لا يبشر بأي تفوق في اللقاءات القادمة ليعود ويجلس على الرصيف لمتابعة المنتخبات الإفريقية وهي تتنافس في النهائيات كما هو حاله خلال أكثر من «20» بطولة عبر الأربعة عقود الماضية. والحقيقة إن خسارة منتخبنا أمام جنوب إفريقيا والكنغو كانت منطقية من خلال الإعداد الضعيف وانخفاض الروح والمعنويات وعدم الاهتمام والمساندة من جانب الدولة والإعلام والجماهير ولذلك فإن الظروف التي يلعب فيها منتخبنا اليوم ليست بأحسن حال من الأوضاع السابقة والتي تجعل فوزه صعباً على المنتخب النيجيري بطل إفريقيا في النسخة الماضية ما لم يكسر حاجز التفوق الفني والبدني النيجيري بروح الإصرار والحماس والقتال الرجولي واللعب الضاغط في كل أنحاء الملعب لحرمان النيجيريين من الاستحواذ والسيطرة والتقدم للأمام للوصول لمرمى السودان مع الاعتماد على الدفاع المتوازن والهجمات المرتدة للاستفادة من سرعة المهاجمين في إحراز الأهداف التي تربك حسابات النيجيريين في تحقيق فوز سهل وتدفعهم لاستعجال التعويض الذي سيفقدهم الهدوء والتركيز ويؤثر بالتالي على مستوى الأداء ويجعلهم يرتكبون الأخطاء التي تساعد في هزيمتهم واحتلالهم للمركز الأخير في المجموعة برصيد نقطة واحدة حصلوا عليها من تعادلهم مع جنوب إفريقيا بجوهانسبيرج فيما خسروا على أرضهم ووسط جماهيرهم من الكنغو في واحدة من أكبر المفاجآة في المجموعة. ورغم سوء الإعداد وعدم دخول عناصر جديدة تدعم صفوف المنتخب في مواجهة واحد من أفضل منتخبات القارة فإنه ليس هناك مستحيل في كرة القدم إذا تسلح اللاعبون بالعزائم القوية والإرادة الغلابة وبذلوا الجهد والعرق لانتزاع فوز يعوض السقوط في المباراتين السابقتين ويعيدنا إلى قلب المنافسة بعد أن جلسنا على أطرافها طوال الفترة الماضية. حديث والي شمال كردفان عن تحديث الأستاد لا علاقة له بالواقع قامت الزميلة (قوون) بعمل مهني متميز بزيارتها لمدينة الأبيض للوقوف على جاهزية الاستاد لاستضافة نهائي بطولة كأس السودان بين الهلال والمريخ حيث التقت بوالي ولاية شمال كردفان مولانا أحمد هارون وبالضباط الثلاثة لاتحاد كرة القدم الذين أدلوا بإفادات مهمة حول تأهيل الاستاد وجاهزيته لاستقبال الحدث الكبير. أكد مولانا أحمد هارون أن العمل في الاستاد يشمل المدرجات التي تم تأهيلها بصورة جيدة والتجليس والسياج وصيانة غرف اللاعبين والحكام وإنشاء مدرجات جديدة بالإضافة لعمل في المقصورة الرئيسية على نسق ما تم بمقصورتي استاد الخرطوم والمريخ ولكن على نحو أحدث وأكثر تطوراً، وقال إن النجيل الصناعي قد وصل بورتسودان وتم تخليصه وشحنه للأبيض ويتوقع وصوله في أي لحظة وقال إن جاهزية الاستاد قد بلغت درجة عالية في الاستاد الذي سيكون بمواصفات عالمية. ورغم قناعتنا التامة أن مولانا أحمد هارون هو أحد القيادات التي ارتبط اسمها بالانجازات في كل المواقع التي تولى المسؤولية فيها حيث غير وجه الحياة في الأبيض بجديته وحسمه ومتابعته لأي عمل حتى يتم انجازه بالمستوى المطلوب، إلا أن حديثه لصحيفة قوون، عن تنفيذ عملية تأهيل الاستاد بمواصفات عالمية وجاهزيته لاستقبال نهائي كأس السودان يتناقض تماماً مع الصور المنشورة مع الحوار لمدرجات الاستاد والمقصورة واللتان تبدوان في حالة سيئة لا تعكس أي صيانة بمواصفات محلية ناهيك عن عالمية وليس هذا رأيي الشخصي بل هو رأي كل من شاهد الصور والتي لا علاقة لها بحديث الوالي الذي اعتقد أنه قد نقلت إليه معلومات ولم يشاهد العمل على الطبيعة بالاستاد. نحن مع تحديث استاد الأبيض وجعله في المستوى الذي يليق بعروس الرمال كمدينة صاحبة تاريخ وطني ورياضي عظيم ولكننا بالتأكيد ضد الكلفتة والاستعجال الذي لن يمكن المهندسين والعمال من اخراجه بالصورة اللائقة كما حدث في كثير من المشاريع الكبرى التي صرفت عليها ملايين الدولارات ولم يتم تنفيذها بالمستوى المطلوب بسبب الاستعجال لافتتاحها في المناسبات المختلفة ولذلك لا بد من الاستفادة من هذه الدروس والتجارب حتى لا تصرف الأموال ويأتي العمل مشوهاً وبعيداً عن التطورات والتوقعات. وإذا كنا قد انتقدنا حديث الوالي الذي لا يتطابق مع الواقع فطبيعي أن يتواصل نقدنا لضباط اتحاد الأبيض الذين يستعجلون تأهيل الاستاد واستضافة النهائي ليحسب لهم هذا الانجاز الذي تم في عهدهم وليس لتأهيل حقيقي للاستاد يشكل بنية أساسية لمستقبل الكرة في المدينة والمناطق المحيطة بها ولا يحتاج لأي عمل خلال العشرين سنة القادمة وليكون الوالي والاتحاد قد حققا انجازاً يسهم في تطور اللعبة بأعمال كبرى تأخذ زمنها في التنفيذ وليس على طريقة (دفن الليل أب كراعاً بره) التي تمارس الآن في عملية التأهيل الحالية. المجتمع الرياضي يزور السودان هذه الأيام لقضاء إجازة عيد الأضحى بين الأهل والأصدقاء القطب الهلالي الأستاذ محمود لعوته أحد كبار المسؤولين بصحيفة الاقتصادية السعودية والصحفي الذي درج على إثارة ردود فعل عنيفة بمقالاته وتحليلاته.. مرحباً بالأستاذ محمود الذي هو الآن موضع الحفاوة والتقدير من أصدقائه العديدين.