رغم الجهود الكبيرة للادارة العامة للمرور والمرور السريع لضبط حركة المواطنين خلال ما قبل وبعد عيد الاضحى المبارك، الا ان هناك حوادث مأساوية شهدتها البلاد وفي مناطق متفرقة، فما عاد شارع الموت حكراًعلى طريق مدني الخرطوم.. «حوادث وقضايا» رصدت عمليات التفويج واكبر الحوادث التي شهدتها البلاد خلال ما قبل وبعد العيد. أكثر من مليون مواطن غادر الخرطوم على متن حوالى «39» مركبة مختلفة، وقد رصدت غرفة عمليات التفويج «10» آلاف و «480» بصاً تحركت من والى الخرطوم، و «12» الفاً و«910» حافلات و «15» ألفاً و «576» من المركبات الأخرى، على متنها مليون و «7» آلاف و «329» راكباً، تم تفويجها عبر «620» فوجاً، «332» منها قبل العيد و «388» فوجاً بعد العيد. مأساة قبل التفويج قبيل انطلاق عملية التفويج وقبيل الوقوف بعرفة فجعت ولاية الجزيرة بوفاة «10» من مواطنيها وإصابة حوالى «16» آخرين إثر تعرضهم لحادث حركة مؤسف وقع بالقرب من المصنع الماليزي في منطقة الباقير بين عربة لوري تحمل «موزاً» وحافلة ركاب، حيث كانت العربة اللوري قادمة من منطقة ود النيل بولاية سنار، فيما تحركت الحافلة من حلة كوكو متوجهة إلى ود مدني بولاية الجزيرة، ووقع الحادث قبل موقع التفويج بالباقير.. وأوضح إعلام المرور أن أسباب الحادث تعود إلى السرعة الزائدة والتخطي الخاطئ. ارتفاع عدد الضحايا بدأت عمليات التفويج لكل ولايات السودان وفق خطة متكاملة، حيث تم تقسيم ولايات السودان لعدد من القطاعات، وقال اللواء عادل ابو بكر مدير الادارة العامة للمرور ل «الإنتباهة» انه تم تنفيذ الخطة بنسبة «100%»، حيث اشرف على القطاعات ضباط برتب رفيعة في رتبتي العميد والعقيد، وقال ان قوات المرور المنتشرة على الطريق ظلت باقية طيلة ايام العيد، حيث تم انفاذ عمليات تمشيط واسعة للطرق الرئيسة مع ارتكازات في عدد من المواقع الامر الذي جعل عمليات التفويج بلا حوادث، وفي ما يتعلق بالحوادث التي شهدتها بعض الطرق قال انها مقارنة بالعام الماضي منخفضة، الا ان عدد الضحايا كان أكثر من ضحايا العام الماضي ب «21» شخصاً، واكد ان كل الحوادث كانت خارج التفويج. فاجعة ثاني أيام العيد فجعت البلاد في صباح اليوم التالي من العيد بمصرع «17» شخصاً وإصابة «29» آخرين، في حادث انقلاب بص سياحي يتبع لشركة البسطامي كان قادماً من مدينة حلفا الجديدة في طريقه إلى الخرطوم في غابة تقع بين المقرح والقدمبلية بولاية القضارف، واشارت تقارير صحفية إلى أن المتوفين «11» امرأة بينهم ثلاث شقيقات و«7» رجال وأصيب «29» آخرون، تم انتشال «16» منهم من تحت حطام البص بينهم «6» متوفون والبقية مصابون إصابات خطرة وتم إسعافهم إلى مستشفى القضارف، بعد رفع البص بواسطة آليات شرطة المرور السريع بالقضارف، وعزا المقدم شرطة الطيب حامد الحسن مدير شرطة المرور السريع بولاية القضارف الحادث إلى السرعة الزائدة، مما أدى لانحراف البص يميناً ثم العودة إلى مساره في الاتجاه الآخر، وأدى ذلك إلى إنقلابه عدة مرات ووقوعه في مكان منخفض «ميعة» مما حال دون رفع البص بالسرعة المطلوبة، وأضاف أنهم استعانوا ب «3» سيارات إسعاف من مدني و «2» من القضارف، وقال شهود عيان إن البص كان يسير بسرعة شديدة وفجأة تدحرج من الاسفلت وانقلب «6» مرات، الأمر الذي دفعهم للتوقف ومحاولة إنقاذ الركاب، وقال إن «7» من الركاب توفوا في الحال ولحق بهم الآخرون الذين تم انتشال جثثهم وبعض المصابين من بين حطام البص، وبينهم «8» أفراد من أسرة واحدة كانوا في طريقهم لأداء واجب عزاء في الخرطوم. بين لوري الموز وبص حلفا تقول قراءة هذين الحادثين إن قاسماً مشتركاً بينهما في ما يتعلق باسباب الحادث، فكلا الحادثين خارج التفويج ويرتبطان بسلوك السائقين عليهما الرحمة، حيث اثبتت التحريات ان كلا الحادثين بسبب السرعة الزائدة والتخطي الخاطئ، وتقول قراءة أخرى ان السبب القيادة اثناء الارهاق الشديد، فمركبات الخضار واللواري عادة ما تقطع مسافات طويلة فيرهق السائق ويقل تركيزه، ويلاحظ ايضا ان في هذا الحادث لا يوجد متهم حيث توفى السائقان في الحال، ويرحج أن سائق البص السياحي كان مرهقاً لقيامه بأكثر من اربع رحلات في يوم واحد وهو حادث بلا طرف ثان. إحصاءات ومقارنات رصدت معلومات المرور ارتفاعاً في عدد الضحايا وانخفاضاً في عدد الحوادث، اذ شهد هذا العام وفاة «48» شخصاً بزيادة «21» حالة وفاة في العام الماضي التي بلغت «27» وفاة، واصيب في هذا العام حوالى «294» بينما اصيب في العام الماضي «214» شخصاً، وبلغ عدد الوفيات والاصابات في العام الماضي «238» بينما بلغ عددهم في هذا العام «342»، وبلغت حوادث هذا العام «169» منها «22» حادث موت، فيما بلغت جملة حوادث العام الماضي «238» منها «27» حادث موت. ضوابط تفتيشية نفذت وحدة التفتيش والمراقبة بالمرور السريع ووفقاً للخطة عمليات تفتيش واسعة شملت كل المركبات السفرية قبل تحركها، وتم فحص «310» مركبات سفرية ومنعها من السفر لعدم التزامها بالاشتراطات الفنية ومواصفات الاطارات، وتم السماح لها بالسفر بعد معالجة الخلل الذي كان معظمه في الاطارات، وتم استبعاد «71» مركبة من السفر نهائياً وسحب حوالى «40» رخصة سحباً مؤقتاً.
