في المجتمع السوداني عندما يفكر الابن في الزواج يشرك معه الأسرة في قراره هذا وتفرح الأسرة بتلك الخطوة ولكن بعدها ماذا يحدث عندما تأتي زوجة الابن إلى هذه الأسرة الجديدة وتصبح واحدة من أفرادها؟ تكون متخوفة من معاملة الأسرة وتقبلها له وكذلك من معاملة أم الزوج وتقبلها لها، وأحياناً يكون هنالك احترام متبادل بين زوجة الابن وأم زوجها ويتوقف هذا على طبيعة شخصية أم الزوج وزوجة الابن وتربيتها. وأحياناً تكتوي زوجة الابن بنيران نسبيتها إذا كانت صاحبة شخصية متسلطة ما يجعل الزوجة تعيش في جحيم. الملف الاجتماعي طرح سؤاله هل زوجة الابن ضحية أم ظالمة، وتنوعت واختلفت الآراء حول الموضوع واختتمها برأي علم الاجتماع، وخرج بالآتي: المعاملة الطيبة: نون مختار«موظفة» دائماً ما توضع زوجة الابن موضع اتهام بالنسبة لأم زوجها وهذا يتوقف على شخصية زوجة الابن، فلدي صديقة وجدت معاملة سيئة جداً من أم زوجها فى بداية حياتهم الزوجية، ولكن بقدر معاملتها السيئة قابلتها لها بمعاملة حسنة خصوصاً في فترة مرضها فقد وجدتها الأقرب لها حتى من بناتها، ومن هذا الموقف تغيرت معاملتها لها وأصبحت الأقرب لها. سماح عمر «ربة منزل» قالت: كثيرون يضعون لزوجة الابن صورة نمطية وهذه المعايير تختلف على حسب نوع التربية ودرجة الوعي، فهناك أسر تتبادل التقدير والاحترام، فأحيانا هناك بعض الأسر إذا كان ترتيب الابن فيها الأول والأكبر تكون الأم متخوفة من سيطرة الزوجة عليه والعكس، كذلك بالنسبة للزوجة ويكون هناك شد بين الاثنتين، ولكن في هذه الحالة لا بد لزوجة الابن أن تكون حكيمة وعقلانية وتعامل أم زوجها معاملة طيبة. لا أريد إحداث مشكلات «م. ن» «سيدة» تحكي قصتها وغصة تقف في حلقها وتقول: أسكن في البيت الكبير مع أهل زوجي وأم زوجي وهي امرأة متسلطة جدا حولت حياتنا وزوجي إلى جحيم بسبب سيطرتها وتدخلها في كل شؤون حياتي. فزوجي لا يستطيع اتخاذ أي قرار بدون الرجوع إليها بالرغم من أننى أكن لها الاحترام لكنها لا تبتعد عن التدخل في شؤونا من خلق مشكلات متكررة قادتنا إلى الانتقال إلى منزل آخر بعيداً عن البيت الكبير. أميمة عبد الرحمن الطاهر «سيدة أعمال»: قالت إن زوجة الابن أحياناً تكون ضحية في وجود نسيبة وحموات متسلطات وابن مسلوب الإرادة يستمع إلى حديث الآخرين، وتكون ظالمة في وجود العكس نسيبة مسالمة ومسكينة وابن ينقاد لزوجته ولا يراعي والدته، وكل هذا أرجعه لنوع التربية والأسرة التي يخرج منها الزوج. الحاجة نور الهدى محمد ابتدرت حديثها وقالت تزوج ابني من زميلة له في العمل ووجدت مني كل تعامل طيب من أيام الخطوبة، وكذلك كانت تمثل أنها تحبني، وبعد الزواج تغير التعامل بيني وبينها كثيرًا فأصبحت تعتبر أن ابني ملك لها هي لوحدها وجعلت ابني يقلل من زيارته لي وتتدخل في المصاريف التى يعطيها لي ابني وأحيانا تمنعه ولكني بحكمة الأم لا أريد أن أحدث مشكلات بينها وابني. علم الاجتماع ولعلم الاجتماع رأي في الموضوع حيث أفادتنا الأستاذة أمل نور الدين وقالت في بداية حديثها ل «الإنتباهة»: زوجة الابن تعتبرها بعض أمهات الأزواج ضرة ثانية لها. فإحساس الأمومة لدي أم الزوج يجعلها ترى أن ابنها ما زال صغيرا ويحتاج للمتابعة والتوجيه حتى من بعد تكوينه لأسرته واستقلاله لوحده، ما يجعل الأم هنا تلعب دور القائد للأسرة وهذا الدور يزعج زوجة الابن، وتحدثت هنا المشكلات والصراع وبعض الأمهات يرين أن زوجة الابن ستأخذ ابنها منها وبالتالي يقل اهتمامه بها بعد الزواج. فعلى زوجة الابن في هذه الحالة أن تعطي أم زوجها الإحساس بالأمان فتكثر من زيارتها بصحبة ابنها وكذلك التقرب لها. وتواصل الأستاذة أمل: في بعض الحالات تكون زوجة الابن مسيطرة على زوجها وتمنعه من مواصلة والدته وتتدخل في المصاريف التي يعطيها لها، ويكون هنا الزوج عديم الشخصية ومنقاداً، وعلى الزوج أن يكون صاحب شخصية مستقلة لا يخسر زوجته من أجل والدته والعكس، ويحترم والدته ويعلم زوجته ذلك. فهناك كثير من الأسر يسودها الاحترام المتبادل بين زوجة الابن وأسرته، ونجد أم الزوج تحترم زوجة ابنها إذا وجدت منها معاملة طيبة ومميزة.