سرت خلال اليومين الماضيين شائعات كالهشيم في النار، شائعات تجاوزت مسامع الداني والقاصي، لتقول ان بالخرطوم حالات اصابة بايبولا، فلنفترض انها صحيحة، فالذي اطلقها بهذه الطريقة يعد أخطر من الايبولا نفسها، لانه قصد وتعمد أن يثير الهلع والخوف في نفوس الناس ولا اظنه يريد تنبيههم او معالجة لمسألة قد تكون خطيرة، فحادثة الطفلة التي توفيت بالملاريا الدماغية تحولت الى «ايبولا» فتاكة، وتقول الرسالة التي تم تداولها عبر وسائط التواصل الاجتماعي أنه يجب نشر الخبر ويجنب الالتصاق اوالتواجد في الاماكن العامة ولا تستخدم المواصلات ويجب لبس كمامة في الجامعات والمواصلات، وكأنما اراد ان يقول للناس توقفوا عن الحياة، وقد نسب كاتب الشائعة هذه المعلومات لكادر طبي بمستشفى ابراهيم مالك. بالأمس تجددت الشائعة لحالة جديدة لشخص يدعي انه يعمل بقسم الجراحة بمستشفى ابراهيم مالك، وقال ان الحوادث استقبلت طفلة في السادسة من عمرها تسكن السلمة وتعاني من نزيف بالانف، وقالت الرسالة أن الطفلة قادمة من ولاية الجزيرة. بدورنا تأكدنا وفقاً لمصادرنا ان المستشفى استقبل طفلة تعاني من النزيف حوالي الساعة الثالثة صباحاً، وتابعنا حالتها الصحية حتى الساعة السابعة مساءً فقد تمكن الطاقم الطبي من توقيف نزيفها ووضعها تحت المراقبة دون ان تشخص حالة ايبولا. مسألة أخرى، من الذي يراقب مستشفى ابراهيم مالك بهذه الطريقة؟، ولماذا لم تفصح بقية مستشفيات ولاية الخرطوم التي تستقبل العديد من حالات النزيف المعوي ونزيف الاطفال وغيره، ومن الذي يطلق كل هذه الشائعات؟ والمعروف أيضاً أن مستشفى إبراهيم مالك به كادر طبي مؤهل، ومستشفى له مكانة يحسد عليها، واهم ما يميز المستشفى ان به قسم خاص للاطفال يعتبر من افضل الاقسام تأهيلاً واستعداداً، وكون تسرب معلومات بهذا الشكل فان الامر يشير لمسألة قد تتجاوز الايبولا والتحذير منه، فلو كانت طفلة ولاية الجزيرة التي توفيت بالملاريا والتي نسأل الله ان يتقبلها ويحسن العزاء لاهلها، لو كانت مصابة بايبولا كما ادعت الشائعة للحق بها كل من تعامل معها ولتحولت ابراهيم مالك بطاقمها المؤهل الى مصير مريضتهم ولانتشر المرض في قريتها الوادعة ولاصيبت اسرتها الكبيرة والصغيرة، ولو كانت طفلة الجزيرةالاخرى التي نسأل الله لها الشفاء لو كانت مصابة بايبولا، لما تردد المستشفى في التعامل معها بالطريقة التي يتبعها كل العالم في حالات الوبائيات. أفق قبل الأخير تصنف الشائعة من اخطر امراض العصر فتكاً، فاتقوا الله يا مطلقي الشائعات، فرب كلمة تهوي بك في جهنم سبعين خريفاً وعليها فأحسب مستخدمي الواتساب والفيس بوك. أفق أخير مستشفى ابراهيم مالك.. بينكم سوس