استيقظت نسيبة ذات العشرة أعوام مبكراً كعادتها نشطة وحيوية وبدأت تجهز للذهاب لمدرستها. لم تكن المدرسة تبعد كثيراً عن منزلها ولكن الذهاب الى المدرسة رغم ذلك كان محاطاً بالمخاطر. اكبر خطر يهدد نسيبة وغيرها من قريناتها هو ذاك الطريق الاسفلتي الذي حدد للمرور السريع. ظلت قرية السليمانية شرق التى تقع على طريق الخرطوم جبل اولياء تعاني الامرين من طريق المرور السريع. سنوات وهذا الطريق يحصد الكثيرين من اهل القرية نتيجة لسرعة المركبات وضيق الطريق. هذا الاسبوع فقط توفي احد لمواطنين في هذا الطريق والحادث الاخر كان لنسيبة محمد الشيخ التى لا ذنب لها سوى انها تريد ان تتعلم. مدرسة القرية تقع في الجزء الغربي للطريق وهناك الكثير من اهل القرية يقطنون في الجزء الشرقي. ارادت نسيبة ان تقطع الطريق فحصدها الطريق وهي الان طريحة الفراش الابيض بمستشفى ابراهيم مالك. من قبل كتبنا عن ضرورة انشاء نفق في هذا الطريق ولكن شيئاً لم يحدث حتى الان. بعد حادث نسيبة خرجت نساء القرية لسد الطريق احتجاجاً على عدم وجود النفق الذي يحمي اطفالنا من خطر المرور السريع. من قبل سد اهل المسعودية طريق الخرطوم مدني لكثرة الحوادث في منطقتهم فصنعوا مطبات وجدت الاستهجان من اصحاب الباصات السفرية. علماً بان المطبات ممنوعة في طرق المرور السريع ولكن حفاظاً على الارواح يصبح الممنوع مباحاً. اهل القرية يطالبون جميع الجهات المعنية بضرورة ايجاد حل لعبور الاطفال للطريق السريع. افضل الحلول خاصة مع مشروع توسعة الطريق يكمن في انشاء نفق للعبور بامان. عدم الاسراع في تنفيذ النفق يوزم الموقف كثيراً و قد لا تحمد عقبى النتائج. الاسبوع الماضي قال مدير هيئة الطرق والجسور ان توسعة طريق جبل اولياء ضمن المشاريع التى سيتم الانتهاء منها خلال الفترة المقبلة. ولكن يجب ان تنسق هيئة الطرق مع وزارة البنى التحتية لانشاء نفق او جسر لعبور المشاة حفاظاً على ارواح البشر. اليافعة نسيبة الان غائبة عن الوعي في مستشفى ابراهيم مالك ونسأل الله ان يبلغها الصحة والعافية ويطمئن والديها عليها. ونرجو ان تلتفت الجهات المختصة لامر هذا النفق الذي يبعث الطمأنينة في قلوب اولياء امور تلاميذ المدرسة. النفق مطلب اهلنا في السليمانية وعدم الاسراع في تفيذه سيؤدي الى كوارث كبيرة. نسأل الله الشفاء لنسيبة، ونرجو الاهتمام من الجهات ذات الاختصاص.