المهم ليس الطريقة التي تحصل بها هلال الابيض على المستندات الخاصة بإدانة مريخ كوستي الذي تورط بإشراك لاعب لديه كرت احمر وسوابق كروية تمنعه من المشاركة، كما انه ليس من المهم ان يكون الرابطة كوستي متورطاً في التسريبات لصالح هلال الابيض، ولكن المهم هو كسب هلال التبلدي للشكوى ودخوله الممتاز وتلك الفرحة التي انطلقت فى كل حواري وأزقة مدينة الابيض ثم عمت أرجاء الولاية وذات الفرحة كان يمكن ان تتحول الى غضب اذا خسر الفريق واطيح به من الممتاز، كما ان الاخوان في مريخ كوستي لم تكن روحهم رياضية في تقبل النتيجة ومحاولات بعضهم إقحام السياسة والمجاملات في الموضوع، وحزنت عندما سمعت احدهم يتحدث بغضب عبر اثير اذاعة هوى السودان وهو امر بعيد كل البعد عن الحقيقة، وليس هناك في المنظور القريب ما يشير الى حالة تضليل اوتدخل سياسي لصالح مولانا احمد محمد هارون وهو غير محتاج لذلك، وشهدنا له بوقفته مع الفريق ومساندته له في كل معاركه الكروية حتى حقق الانتصار وهو يستحق الانحناءة تقديراً له ممثلاً لجماهير كردفان الوفية التي لم تبخل على هذا النادي العملاق بوقتها او مالها وظلت تؤازره في كل مراحل الممتاز، وكان في مخيلتي ان يتقبل اهل كوستي الهزيمة بروح طيبة ويقروا بالخسارة ويعدوا انفسهم للموسم المقبل، والتحية لمولانا هارون الذي قاد جماهير شمال كردفان الى هذا التتويج كما نرسل تحية خاصة للأخ قائد الفريق الفني الكابتن خالد بخيت والى مجموعته المقاتلة التي أعادت للأبيض ماضيها الكروي حينما كانت تغذي الفرق القومية بالنجوم، وهو ارث تستحق عليه الثناء يأتي في ظرف تاريخي ظن فيه البعض ان طموحات اهل الابيض قد تراجعت، وفي هذا المقام لابد من تحية خاصة لعمنا الرياضي المطبوع الحاج سليمان دقق وعمنا الهرم محمد احمد الطاهر ابو كلابيش والى إعلاميي شمال كردفان على راسهم الرشيد يوسف بشير وأبو جيب وحبيب الله وجلالين ولكل الزملاء بلا استثناء، لمؤازرتهم لهذاالفريق حتى بلوغه منصة التتويج بالصعود للممتاز وهو موقع ليس سهلاً ويضع على عاتق الفريق عبئاً كبيراً، وفي الشق الاخر من كردفان في جنوبها هلال كادوقلى والملقب بهلال الجبال وقد كان في العام الماضي حل رابع السودان في الدوري الممتاز، بسبب ما وجده من دعم مالي وسند من الوالي السابق مولانا احمد هارون، اما اليوم هذا الفريق كان مهدداً بالخروج من الممتاز لكنه ثبت بقدرة قادر لضعف التمويل وعجز حكومة ادم الفكي وعدم استيعابها للمضامين و الضرورات التي تجعل السياسي يهتم بالرياضة، وهي حزب الأغلبية التي يجتمع فيها كل مكونات المجتمع الرسمية والشعبية وحزنت جداً امس الاول عندما اعلمني الاخ الاكبر والصديق العزيز يوسف عبد المنان باستقالته من موقع نائب رئيس نادي هلال كادوقلى، وهو في ظني يمثل الرئيس الحقيقي لجهة ان رئيس اللجنة التسييرية قائد الفرقة في كادوقلى غير متفرغ لمتابعة الفريق ومبارياته بسبب مشغولياته بإدارة ملف الحرب في جنوب كردفان، ويوسف ظل يشكل السند الحقيقي لهذا الفريق من خلال كتاباته في الاعلام واستضافاته في القنوات والإذاعات وحديثه عن الرياضة في جنوب كردفان وضرورات إسنادها كواحدة من ضرورات الحياة، وهي تمثل بوتقة انصهار لكل مكونات المجتمع بلا تمييز سياسي اوعرقي وغيره، وأمثال يوسف يستحق المكافأة والسند لإكمال مشواره مع هذا الفريق سيما انني اعلم ان يوسف ظل يطارد مباريات الفريق ويسافر الولايات على نفقته الخاصة، ولا ادري لماذا هذه الحكومات لا تجعل الرياضة ضمن أولوياتها اليومية بدلاً من هذه الحماقات السياسية التي تفرق اكثر مما تجمع، ويعجبني منهج احمد هارون الذي طبقه في كادوقلى ونجح بترفيع الفريق ثم طبقه الان في شمال كردفان وادى الى ترفيع هلال الابيض الى الممتاز ولو وقفت مولانا مالياً ومعنوياً ما كان هذا الفرح الذي غطى مدينة عروس الرمال التي تعمل بقوة في اتجاه النهضة في كل شيء، ويجب ان نقر بان الفرق الولائية كانت مظلومة من قبل الاتحاد العام لكرة القدم ومن حكومات الولايات التي لا تهتم بالرياضة وتضعها في ذيلية الأولويات، وهو امر ينجلي في كثير من ولايات السودان فولاية البحر الأحمر التي كانت فرقها ملء السمع والبصر الان بسبب ضعف اهتمام حكومة الولاية هبطت هذه الاندية وخرجت من المنافسة . ونختم ونقول ان الرياضة مفتاح لكثير من مغاليق المجتمع التي فشلت السياسة في فتحها، كما ان الرياضة خير وسيلة للتواصل غير انها بحاجة الى دعم حقيقي ووقفة مع ما تريده من أنشطة حتى تتكامل كل ولايات السودان وتتواصل فيما بينها كروياً دون احتكاكات سياسية، وما جرى في شمال كردفان نجاح يتطلب حفل تكريم واسع لكل العناصر التي شاركت في الانتصار، والتحية للوزير الشاب الهمام الدكتور حبيب الله المحفوظ الذي كان اكثر هماً بفريق هلال الابيض وظل يلازمه في رحلاته، والى جماهير الجبال عليكم بمؤازرة هلالكم وان استقالة يوسف خسارة كبيرة ارجو ان يُراجع فيها فهو رجل غيور على هذا النادي.