ظلت حواء بمرور السنين وبطبعها تحب الجمال ولا تتجاهله ابداً، فتتجمل المرأة السودانية فى السابق بمواد من البيئة وطبيعية فتكسبها جمالاً طبيعياً غير مصطنع. ولكن في الآونة الاخيرة طفت على السطح اشياء اخرى ربما تجعلها تتنازل بسهولة عن احد متطلباتها الخاصة كشريحة النساء الموظفات وضعن نصف ميزانيتهن لمساحيق التجميل وكريمات التبييض، والبعض الاخر فضل الحصول على نتائج فورية باللجوء الى حقن التفتيح وهي الاغلى سعراً «الإنتباهة» قامت باستطلاع وضعت فيه حواء في محل الاتهام: التبييض أصبح عقدة في بداية استطلاعنا التقينا إلهام سعيد «طالبة» حكت قصة معاناتها وقالت لا يمر اسبوع الا واضطر فيه الى صرف ما وفرته من مصروفي الجامعي، فالكريمات بدأت تستنزف مصروفي بطريقة مبالغ فيها، واضافت الهام ان عدم وجود الكريم يضر بجسمي مسبباً سواداً ووجهي يمتلئ ب«الحبوب»، لذلك ارضخ لقرار ترك كل شيء مقابل الكريم بالرغم من ارتفاع اسعارها فانا لا استطيع التخلي عن مستحضرات التجميل، خاصة وانا استخدم كريمات غالية تصل ميزانيتى فى الشهر الى ما يفوق المائة جنيه وانا طالبة تصرف علي والدتي بعد وفاة والدي. وقالت فيحاء جعفر«موظفة» ان المرأة تحب التجمل ولكن تختلف اهتماماتها به من منطقة لاخرى فالمرأة التي تعيش في القرى خاصة البعيدة عن المدن هذه تظل على طبيعتها في الجمال وتستخدم مواد التجميل الطبيعية، واضافت اما التي تسكن في المدن فتكون اكثر اهتماماً بشراء مستحضرات التجميل واغلبهن ينفقن كل اموالهن في سبيل الشراء للظهور بمظهر جميل ولون ابيض الذى اصبح عقدة نفسية لمعظم شابات هذه الايام. تحتوي على مواد ضارة وأضافت بهجة محمد«ربة منزل» ان ميزانية الصرف على كريمات التبييض ضخمة جداً في ظل ارتفاع الاسعار الحالية وتعتبر انها مرهقة جداً لكثير من السيدات والانسات، مع الظروف الاقتصادية الراهنة والصعبة ما يشكل هاجساً وهماً للاسر، واكدت ان ترتيب الميزانية يأتي من ضمنها أدوات التبييض ومستحضرات التجميل بعد الاكل والشرب مباشرة، والبعض الاخر يضعها في الميزانية الاولى وتصير بذلك من الميزانية الضخمة خاصة بعد ان اصبحت اسعارها عالية جداً. فيما هاجم أحمد الرضي «موظف» البذخ الذي تقوم به بعض النساء تجاه ما يسمى تجميل، واعتبر ان ما يقمن به لايتعدى البذخ والاسراف والتبذير، لانه لا يجعلهن جميلات بقدر ما يصرفنه فيه، واضاف احمد نتمنى ان تتعلم النساء من حبوبات زمان كيفية استخدام مواد التجميل من غير اسراف المصاريف واهدار ميزانية المنزل التي نحن بحاجة لها، وبعض النساء وخاصة الموظفات حسب اعمارهن ومستوى اهتمامهن ينفقن رواتبهن الشهرية في مستلزمات التجميل والتبييض من كريمات بمركبات مختلفة وموديلات وماركات عالمية، خاصة ما يعرض في القنوات التلفزيونية المتخصصة بالتجميل ويزيد في مواسم الاعياد والاعراس وايضاً هنالك بعض النساء يكون اهتمامهن معقولاً ومناسباً او يكاد ينعدم، والبعض الاخر يفضل استخدام مستحضرات تجميل طبيعية والتي بدورها تنفع البشرة اكثر من المستحضرات الكيميائية التى تحتوى على مواد ضارة. وتحكي الحاجة عائشة الريح وتقول «يا حليل زمنا زمان زمن المواد التجميلية المن البيت، العجين المر والعروكة والكركم، لكن هسع يا بتي كل حاجة كيماوية، نحنا ما كنا بنشتري ولا شي من بره البيت اي حاجة من باقي الملاح والكسرة اكان زيت السمسم والليمون»، واضافت الحاجة عائشة لكن تختلف المراة بطبعها في الاهتمام بمواد التجميل من حيث المكان والزمان والاولويات. تحدث خللاً في الميزانية ولعلم الاجتماع راى حول استخدام النساء والفتيات لكريمات التفتيح وتقول امل السر استاذة علم الاجتماع «الإنتباهة»، فى الوقت الراهن صارت مستحضرات التجميل لدى الفتيات من اهم الاولويات، واصبح تفتيح لونهن هو الهم الشاغل لكل واحدة منهن، ويعتبرن ان تفتيح اللون هو موضة دون التفكير فيما يحدث بعد ذلك من اضرار للبشرة قد لا تظهر وقتياً، وتضيف امل بحسب اراء الاطباء فان من اضرار هذه المستحضرات انها تسبب أمراضاً مختلفة فى الجسم من سرطانات وغيرها وبالتالى على الفتاة ان لا تكون نظرتها محدودة عند اقبالها لشراء هذه المستحضرات، والاقبال على طمس هوية لونها الحقيقى من اجل الظهور بمظهر تعتبره جميلاً وجاذباً للشباب، وكل ذلك يرجع الى قناعة الفتاة ويكون خصماً على صحتها ومالها، فقد اصبحت ميزانية هذه المستحضرات تورق الاسر وتحدث خللاً فى ميزايتها بسبب ارتفاع اسعارها وعلى الفتيات ان يستخدمن مستحضرات تجميل وليس تفتيح غير ضارة بالبشرة، من اجل المحافظة على بشرتهن وجمالهن ولكن باعتدال ودون اسراف كما نشاهده.