ربما لن ينسى أهل ولاية النيل الأزرق عيد الأضحى لهذا العام لا لشيء سوى ارتباطه بتحرير مدينة الكرمك من أعداء الله والوطن «الحركة الشعبية»، وكان لذاك النصر مذاق خاص وأهل السودان يستقبلون عيد الفداء، وجاء تحرير الكرمك بعمل جماعي من كافة الأجهزة العسكرية والأمنية والشرطية ومجاهدي الدفاع الشعبي، وخلال الأسبوع الماضي عادت لحاضرة الولاية الدمازين الكتيبتان «154» و«160» قادمتين من الكرمك، وثمَّن ممثل حكومة الولاية المهندس محمد سليمان جودابي دور القوات المسلحة وهمتها في التصدي للعدوان الغاشم وحسمه وحيّا جودابي تلاحم المواطنين ووقفتهم الصلبة خلف القوات المسلحة حتى تمكنت في فترة شهرين من تحرير جميع أراضي الولاية وتمكنت من فرض الاستقرار والأمن بعد أن عاشت الولاية عهدًا من الذلة والهوان، وقال في الاحتفال الضخم الذي نظم بعودة الكتيبتين إن من وعوا الدرس من منسوبي الحركة الشعبية جاءوا نادمين تائبين واستقبلتهم الحكومة ورحبت بهم، أما الذين رباهم قرنق على حمل السلاح فلم يعوا الدرس ولكنهم سوف يجدون مصيرهم وقال إن الولاية سوف تشهد وحدة فى صفوفها ولن تختلف في شيء من أجل التنمية والإعمار ومن أجل «لا إله إلا الله» والسودان الحر.. قائد ثاني الفرقة الرابعة مشاة العميد عصام عبد الحميد عباس حيا الدور الكبير الذي قامت به الكتيبتان، وقال إن هذا المشهد التاريخي للاستقبال يؤكد مقولة «جيش واحد شعب واحد» وإن الحركة الشعبية كانت جاثمة «النزلة الشعبية» على صدور الناس، وقد استغلت الحركة إمكانات الدولة وأموالها لإعداد جيشها وتسليحه، وبعد أن فشلت قبل السلام ولم تستطع دخول مدينة واحدة، وقال إن القوات المسلحة طاردتهم من حفرة إلى حفرة ومن شجرة إلى شجرة وصار طعامهم البليلة والنبق وورق الأشجار مثل البهائم. فيما أبدى قائدا الكتيبتين سعادتهما ودهشتهما لحفاواة الاستقبال وسردا مهمتهما أثناء تحرير المدينة.